افتحوا عقولكم من أجل الوطن

عبير عتيق
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٠٢ مساءً

في عالمٍ يملؤه الجمال وترقص فيه الأزهار وتنعكس على السماء الصافية جميع الألوان..

 

يبتسمون ، يتصافحون، يلعبون، يملؤون الشوارع والحدائق، وعند المحاسب يطوبرون ،يتمازحون فترتفع ضحكاتهم لتسمعها النجوم..

هناك هم ،في تلك الضفة الاخرى من النهر يعيشون..

حيث يسود القانون ، والمساواة فترى الجميع بنفس الطول..

تتباين ألوانهم وأجناسهم ودياناتهم ومع كل ذلك الاختلاف يتعايشون..

بسيطة حياتهم، خفيفة أرواحهم، سريعة ابتسامتهم لذلك لا يتشاجرون..أقدامهم في الأرض وعلى شبر في السماء يتنافسون بحُب ، تدفعهم طموحاتهم لذلك من أجل أن تحتل أوطانهم مكان النجوم..

هم عالمٌ بعمق البحار يفكرون وإلى امتداد السماء يبصرون..

درجات سُلّمهم الوحدة، المحبة، والسلام فتجدهم يصعدون دوماً ولا ينزلون، لا ينظرون إلى الخلف فللأفضل هم ماضون..

حزينةٌ أنا، أتعلمون لمَ؟؟!

لأنّا جميعاً نُطالعهم من الضفة المقابلة للنهر عاجزون عن فعل ما بهم بصدده وفي مشاكلنا غارقون..

تُؤلمنا رِقابنا ونحن نراقب صعودهم نحو القمة ، واحدةٌ هي القمة منها يقتربون!!

ونحن هنا بالحروب منشغلون، ولأجل المذهب والطائفة مناضلون ومتناحرون، ولتعظيم الأشخاص مدمنون ، ومن أي مكانٍ آتٍ سائلون، وبالتفاخر مهذرمون، وبسرد قصص أجدادنا وعلماءنا مثرثرون....

وعن النهضة والسلام غافلون..

 

تحدثنا عن الماضي فأضعنا الحاضر ونسينا ان نبني المستقبل.نجح أجدادنا بفكرهم وعملهم الجاد الذي صنعوه من أجلنا آملين ان نكمله، ولكن للأسف خذلناهم ونسينا مهمتنا التي أوكلوها إلينا بضيق صدورنا وقُصر أفقنا..

مؤسف وضعنا ،ومزرية حالتنا التي سرنا إليها بأنفسنا ، صنعنا بأفعالنا بؤراً عميقة سنعاني منها طويلاً وتحتاج سنين لدثرها، تغلبت في مجتمعاتنا مصلحة الفرد على المصلحة العامة فتشتتنا ونسينا ان في التوحد قوة ، نسينا او تناسينا نصائح المصطفى في لمّ الشمل وتوحيد الكلمة حتى نكون نحن القادة ولنا الكلمة المُطاعة ، لكّنا للأسف صرنا التابعين والخاضعين للآخر؛ فبالرغم ما وصلنا إليه الآن ونحن نُصرّ على أن يكون هناك الرابح والخاسر ، مازلنا نتعامل مع بعضنا كالأعداء ، مازالت العنصرية هي المسيطرة ..

 

تجاهلنا الهامات الوطنية الصادقة فتجاهلنا العالم، لم تكفي أنهار الدماء التي سالت ومازلنا نسبح في المزيد منها، والوطن الذي شُرد والمواطن الذي تشرد، دمرنا المدارس التي كانت ستقضي على هذه الافكار النتنة وعلى المعلم الاداة الفاعلة فيها ،دمرنا كل شيء وها نحن نكمل مسيرة الدمار والهدم فنحن مبدعون فيها لأنها بكل بساطة " سهلة".لم نفقه الدروس التي علمتنا الحياة وأنه لا ينبغي تكرارها.

 

أخيراً أقول رغم ما حل بنا ما زالت الفرصة أمامنا لنتدارك أنفسنا ونلملم شتاتنا ونوحد صفنا ، فهناك من الارواح الطامحة والعقول النيرة والآيادي المناضلة التي تترقب الفرصة واللحظة ليُتاح لها الطريق فتبني بكل سعادة ما دُمر وتضمد بعزيمتها وصدقها جرح الوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي