العزاء الأخير !!!

أمين مصطفى شهاب
الثلاثاء ، ١١ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠١:٤٠ مساءً

على منوال العشاء الأخير الذي أعده الحواريون لسيدنا عيسى عليه السلام قبل أن يشي به أحدهم للملك الروماني الملحد لقتله كما شبه لهم

 

العزاء الأخير كان على طريقة محمد علي باشا والي مصر حينما أراد التخلص من سيطرة المماليك الذين كانوا حينها حكام مصر الأقوياء وأصحاب الدولة العميقة بعد تواصل بريطانيا معهم للقضاء عليه حيث قام بدعوتهم لوليمة غداء فاخرة ثم أغلق عليهم الابواب ودكهم بمدفعية القلعة دكا حيث لم ينجو منهم غير أمير واحد من اصل خمسمائة أمير مملوكي استطاع ان قفز بحصانه من علو تسعة أمتار كما يخبرنا التاريخ

 

العزاء الاخير مضى على ذاك المنوال بإرادة التخلص من أعضاء المؤتمر الشعبي العام جناح عفاش والذين يعملون تحت شعار الحوثي ولكن لازال وفائهم لعفاش فهم يمثلون الدولة العميقة وبيدهم كافة أسرارها ومفاتيحها وهي فرصة لتصفيتهم بالجملة من قبل الحوثي وايران حيث لا وقت ولاترف لتصفيتهم بالتقسيط

 أو العكس أن يكون أولئك رجال الحوثي وعفاش هو فعل ذلك وأراد

 

العزاء الأخير هو خطوة بائسة لعلها جائت تشي لنا بأن التحالف والشرعية قد قطعا شوطا كبيرا وحددت ساعة الصفر لدخول صنعاء خاصة وأن قوات الشرعية أصبحت على مشارف خولان اكبر قبائل اليمن واشرسها وتاريخها مع سنحان غير طيب منذ استلم المخلوع الحكم

ثم ان خولان هي مفتاح صنعاء ومغلاقها تتبعها بني حشيش مباشرة سلبا أو إيجابا

 

ولهذا اعتقد المنفذ واهما انه قد اختار مسرح الجريمة بعناية في عزاء موت أحد رؤوس خولان

هذا أن لم يكونوا هم من قتله قبل أن يقيمون عليه العزاء ليستثيروا  في خولان النكف والثأر

 

 العزاء الأخير أيضا جاء في غير محله ليكرر حادثة اغتيال المشايخ الثلاثة الهيال والغادر وثالثهما الذي لا أذكر اسمه من مشايخ خولان في حدود صرواح وبيحان على يد الجيش اليمني الجنوبي لاطالة امد الحرب ولن يجدوا خير من رجال خولان وقودا لهاوكانت أيضا وليمة

 

 لكن الفارق الآن اننا تحت مجهر الفضائيات والانترت والعالم الرقمي حيث تطوف علينا أقمار العالم الصناعية من كل حدب وصوب بدقة تستطيع أن تميز لون وحجم وماركة ساعة اليد يعلم ذلك الولد في الثالثة من عمره وقد شبت الشعوب عن طوق القطران

 

باختصار انه عشاء وعزاء ومسمار نعش الانقلابيين الاخير بأذن الأول والاخر الواحد الأحد

 

ورحم الله المتنبي حين قال

 

ستبدي لك الايام ماكان خافيا

ويأتيك بالأنباء  من  لم  تزود

الحجر الصحفي في زمن الحوثي