اضطراب سوق الصرف!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ١٩ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٠٨ مساءً
حتى تفهمون مشكلة اضطرابات الريال دعونا نهندس المشكلة بشكل بسيط للعامة, و التي ترتبط بالبنوك التجارية اليمنية و الصرافين في هذه المرحلة. اي سياسة العرض و الطلب و يمكن تصويرهم كشخصين في طائرة سقطت في جزيرة نائية بعيدة عن العالم و نجا منها. الاول منهم اي "العرض" كان معه كرتون كبير فيه علب فاصولية, و الاخر اي "الطلب" عنده حقيبة كبيرة فيها ملايين الريالات. انتظروا لساعات احتمال حد يبحث عنهم اي يساعدهم او يجد لهم مخرج دون جدوى فرسم كل واحد منهم خطته بعيد عن الطرف الاخر.
 
 
صاحب الفاصولية فتح علبة الفاصولية من الكرتون و بداء يأكل فطلب منه صاحب ملايين الريالات علبة فاصولية فرفض. عرض ان يشتري منه علبة فوفق مقابل ١٠٠٠ ريال للعلبة. في اليوم الثاني حضر صاحب الريالات اليه يريد فاصولية ب ١٠٠٠ ريال فقال له اليوم الفاصولية سعرها صار عشر الف ريال, تريد اهلا و سهلا. اضطر الاخر ان يدفع عشر الف ريال حتى يستمر في الحياة. في اليوم الثالث حضر صاحب الريالات و طلب علبة فاصولية فطلب صاحب الفاصولية ١٠٠ الف ريال للفاصوليا. و في اليوم الرابع فكر صاحب الفاصولية ان يطلب مليون ريال عندما ياتي صاحب الريالات, لكنه لم يأتي كما هي العادة فذهب صاحب الفاصولية اليه يعرض البضاعة فرفض ان يشتري منه اليوم, فقال سوف اخفض السعر الى ٥٠ الف ريال فرفض وهو مستغرب لان الاخر ليس عنده اليوم رغبة و عندما اتطلع الى الافق شاهد من بعيد سفينة تقترب, فقال له طيب الف ريال للعلبة فرفض, طيب ٥٠٠ ريال فرفض الى ان رجع سعر الفاصوليا الى ٢٠٠ كسعرها و ليس هناك احتياج الان, لان السفينة تقترب اكثر.
 
 
السفينة هنا هي البنك المركزي, و الذي يتدخل بضخ فاصوليا اكثر الى السوق حتى يستتب السعر. و كون الطرفين يعلمون ان البنك عنده القدرة على ذلك سوف يرجعون الى الواقع, لكن اذا كان هناك شك او السفينة فارغة فهنا تخرج الامور عن السيطرة, حتى و ان كانت هناك رقابة, و اصلا ليس في مصلحة البلد ان تخرج عن السيطرة لان استعادة الثقة بالريال في المجتمع وقتها لن يكون سهل مما يعقد المشكلة اكثر.!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي