التحالف والنصر والرئيس المشلول !!

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ٠٨ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:١٦ مساءً
 لم تسفر عمليات التحالف  العسكرية ضد انقلاب الحوافش في اليمن بعد ثلاثة أشهر من انطلاقها عن نتيجة حاسمة مطلقة  فالتباين بشأن نتائجها سائدا بين عامة اليمنيين ومثار جدل في الأوساط السياسية والأكاديمية والإعلامية المتابعة للشأن اليمني داخل اليمن وخارجه والتي باتت في حيرة باحثة عن إجابات لتساؤلات متكررة بتكرار مشاهد القتل والدمار التي لم تخفف منها أو تضع حد لها آلاف الغارات الجوية حتى صارت العلاقة طردية  بين قصف الانقلابيين للأحياء والحارات وبين تكثيف الغارات فهل أساليب الحرب التي انتهجها التحالف غير حاسمة أم أن الحوافش يمتلكون أدواتا حرمت التحالف من قطف ثمار حربه أم أن اليمنيين  توسعت مداركهم في معرفة دوافع حرب الحوافش وحرب التحالف ومتابعة مجريات الأحداث مما جعلهم أكثر قدرة على محاكمة النتائج ؟ فنتائج التدخل العسكري للتحالف أضحت عرضة للتقييم خاصة في ظل غياب النصر الحاسم الذي ينظر إليه اليمنيون بأنه بعيد المنال وأن النصر الجزئي صار أمرا مقبولا لدى الحوافش والتحالف لإقناع الرأي العام المحلي والخارجي بأن تحقيق بعض الأهداف هو نصر في حد ذاته بالرغم من التكاليف المادية والبشرية والمعنوية الكبيرة المدفوعة من قبل اليمنيين جراء جرائم الحوافش المرتكبة في حقهم بدم بارد أو التكاليف المادية الضخمة لدول الخليج الممولة لعمليات التحالف
 
 
ثمة دلالات ومعايير صريحة تدل على تحقق نصر التحالف والمقاومة كأن يعلن الحوافش قبولهم بتنفيذ القرار 2216 والبدء بتنفيذه بوقف قصف المدن والانسحاب منها لإفساح المجال لعودة الشرعية وتسليم السلاح أو أن يستسلم الحوافش تاركين السلاح طالبين العفو العام موقعين على اتفاقية تقر نتائج الحرب لصالح المقاومة والتحالف وبخلاف ذلك تصبح نتيجة الحرب مفتوحة للتأويلات والادعاءات تختلف باختلاف المدارك والتقييمات وإذا كانت الحرب هي صراع مادي وأخلاقي وأن القوى الأخلاقية قد توازن عدم تكافؤ القوى المادية أي أنه ليس كافيا خوض الحرب بالوسائل المادية بل ثمة ضرورة بأن تشن الحرب من أجل قضية عادلة ذات صدقية هي بالنسبة للتحالف عودة الشرعية الممثلة بهادي والحفاظ على استقرار اليمن ومساره السياسي الانتقالي المستند على المبادرة الخليجية كل تلك القضايا  أصبحت شائكة  أمام كثير من اليمنيين وموضع ازدراء وتندر فهادي رئيس مشلول فقد شرعيته منذ أن مد يده للحوافش لاجتياح المحافظات والسيطرة على المعسكرات ونهب سلاحها لذا فأغلب اليمنيين فقدوا الثقة بهادي لاسيما قيادات عسكرية ووجاهات اجتماعية في الشمال والجنوب بإمكانها لعب أدورا في رجحان كفة المقاومة لكن خشيتها من خذلان هادي لها إن لم يكن تآمره عليها دفعها للانضمام للفئة الصامتة فسيرة الرجل وتعامله مع أحداث الوطن باستخفاف وغباء صطدمت كثير من الوطنيين وأجبرتهم على السلبية ولقد أخبرني نجل أحد أعضاء مجلس النواب عن محافظة لحج مطلع على سير عمليات المقاومة في الضالع وأبين ولحج أن سبب عودة هجوم الحوافش على مناطق في الضالع هي تسهيلات للحوافش من شخصيات محسوبة على هادي من أبين مغبة ثأرات قديمة بين الضالع وأبين إبان أحداث يناير 1986م بغية عدم منح أبناء الضالع تحقيق نصر يحسب لهم خصوصا وأبين مسقط رأس هادي ما زالت تحت سيطرة الحوافش
 
 
تمسك اليمنيين الرافضين للانقلاب بشرعية هادي ليس حبا له هو هروب من تأييد الانقلاب وورقة لعدم الاعتراف بشرعيته واستخدامها ضده في المحافل السياسية وأما فيما يتعلق باستقرار اليمن والحفاظ على المسار السلمي للمرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية فقد غض الطرف عنه حتى غدا الحوافش يهددون السعودية معلنين تحالفهم مع إيران وبناء على ذلك بالإضافة لسلوك هادي اللاوطني وقف كثير من اليمنيين موقف المتفرج مما يجري عازفين عن الانخراط في صفوف المقاومة واقعين تحت حصار فرضه الحوافش عليهم أرغمهم على الانشغال بتوفير احتياجاتهم وأخرجهم من ميدان مواجهته
 
 
لعل ضربات التحالف الخاطئة قصدت أم لم تقصد أو كانت نتيجة إحداثيات خاطئة يراد منها استغلال ما يحدث للمدنيين لتشكيل ضغوط لوضع حد لعمليات التحالف قبل تحقيق الأهداف النهائية المرجوة منها عبر إثارة الرأي العام المحلي والعالمي بنشر صور الضحايا في وسائل الإعلام المختلفة وأما انتهاكات الحوافش التي تبث في وسائل الإعلام فهي لا تؤثر فيهم بل إنهم يرونها تردع التحالف ومؤيديه للتسليم لهم فهم لا يخافون محاسبة دولية أو يخشون قاعدة انتخابية ويعتبرونها نتيجة منطقية وطبيعية لقصف التحالف
 
من الواضح أن الحرب ميدانها اليمن لكن آثارها أبعد جغرافيا لتمس بشكل أو بآخر أغلب بلدان المنطقة إن لم يكن كلها وأنها قد تمتد لفترة ليست بالقصيرة بما يعني أن اليمنيين سيدفعون ثمنا باهظا لها من دمهم وقوتهم وأنها ستصبح عبئا سياسيا وماليا كبيرا على دول الخليج فتأخر حسم العمليات العسكرية لصالح المقاومة ناجم عن غياب استراتيجية واضحة وملموسة لدعمها ماليا وحربيا بالشكل المطلوب فإلى الآن ما زالت المقاومة تقاوم بأسلحة خفيفة وجهود أغلبها ذاتية يعزو ذلك لعجز الحكومة وارتباكها بالتزامن مع انتهازية هادي وتخبطه الذي يخدم الانقلاب يضاف لذلك الاستجابة لضغوط دول داخل التحالف وللضغوط الأمريكية بعدم إرسال دعم للمقاومة لأن ذلك سيصل للتجمع اليمني للإصلاح كونهم من يقود المعارك في الداخل
 
 
بقاء الوضع في اليمن دون حسم سريع وعدم تأطير المقاومة في كيان عسكري وطني يكن نواة لتكوين جيشا وطنيا  ينذر بتحول المقاومة مستقبلا لمليشات تعيق بناء الدولة وأما تأخير حسم التحالف فيصب في صالح الحوافش ميدانيا وسياسيا يفضي لفض التحالف دون تحقيق أهدافه  فالمرحلة تقتضي على الشرعية والتحالف تقييم الأداء والخروج به من دائرة التأثيرات الغربية أو مهزلة المجتمع الدولي وأروقة الأمم المتحدة بما يجعل جهود التحالف وتضحيات المقاومة تثمر باستعادة دولة اليمنيين وأمن بلدهم واستقراره .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي