الثقافة الجنوبية والشمالية !!

عادل اليافعي
الجمعة ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٥:١٦ مساءً
 دعوني أتوقف للحظة هنا في موضوع مهم جدا وخصوصا للأخوة الاحبة في الشمال ترددت كثيرا في طرحة لكنه قد شاع بين الملى شرقا وغربا ولابد من الإيضاح وقول الحقيقة وموضوعي هو :
 
 
الاستاذ القدير عبدالله با كداده مدير عام الثقافة والسياحة في عدن وما المت به من كارثة كبيرة في منزله بسبب الحريق الذي أتى على كل شي حتى أقلامه التي تعتبر رأس ماله اصبحت رمادا ..
 
 
دعونا نعمل مقارنة صغيرة بينه وبين مدير الثقافة والسياحة في صنعاء ، ماذا لدى كل منهما وماذا جنى العدني من منصبه عندما اصبح فجأة في الشارع هو وأسرته ، ماذا لو حصل ذلك للمدير الصنعاني لاقدر الله ؟
 
هل سيصبح حاله مثل صاحبنا !
 
العدني لا يملك الا راتبه المقرر ، ولا يملك آلا منزله ربما الذي ورثه من ابيه ايضا وليس له الاهو ، بمعنى انه كان نظيف اليد والسريرة لم يتلوث جيبه بالمال العام والدليل انه اصبح مشردا في الشارع ، كان أمينا عليه وكان بإمكانه ان ينهب الملايين دون رقيب او حسيب كما هو حال المدراء العامون في الشمال ، لكن العقيدة والثقافة الجنوبية التي تربينا عليها تمنعنامن ذلك حتى لو كانت عين الرقيب بعيده عنا وغير متواجدة هكذا هي حياتنا..
 
الثقافة الشمالية تقول ان المال العام هو ملكية خاصة للوزير والمدير وأنصارهما ولهم الحق في التصرف به وفقا لمصالحهم الخاصة ، لذا استشرى الفساد الحاصل الان الى كل مفاصل الحياة وعمت الفوضى ارجاء البلاد..
 
بعث لي احدهم رسالة على الخاص من صنعاء يقول معقول مدير عام واصبح في العراء وتعطيه مسكنك !
 
قلت له هذه ثقافتنا وتلك ثقافتكم وشتان ما بين الثرى والثريا ، نحن في الجنوب كنا صادقين في ذهابنا الى الوحدة حبا وعشقا فيها ، سلمنا لكم وطن بكل مؤسساته القائمة الشريفة النزيهة التي لم تسجل حالة فساد واحدة منذ قيامها تلك المؤسسات التي بنيناها لعقود وفقا للقوانين والأنظمة والأخلاق الاسلامية التي تحرم علينا المال العام مع أننا كنا بنظركم كفارا خارجين عن الملة المحمدية
جأنا لكم راغبين في تعميم هذه التجربة الفريدة من نوعه في الشرق الأوسط ولم تكن متواجدة سوى في جنوب اليمن ثم صدمنا مما رأينا من تصرفات لا يقرها شرع ولا عرف لم نصدق كل ما شاهدناه من تصرفات لا تنم عن دين ولا عقيدة ولا اخلاق مع ادعائكم بها شكلا وغيابها مظمونا ، كُنْتُمْ تصفوننا بالشيوعين الخارجين عن الملة لكننا كنا نحمل روح الاسلام السمح في تصرفاتنا مع المال العام ، يخبرني احد كبار القوم من صنعاء يقول :
 
لم نصدق عندما دخلنا عدن ان تلك الاراضي الشاسعة وفي ارقى وأغلى الاماكن لم تصرف لاحد لا مسؤول جنوبي ولامواطن فقلت له الحرص والعقاب كان شديدا لكل من يتطاول على المال العام سواء من عقارات أو مناصب تدر ملايين الدولارات تجد الوزير لا يملك الا ماهو مقرر له وفق القانون فاستطردت قائلا لذا خرج شعب الجنوب عن بكرة ابيه مطالبا باستعادة دولته التي بناها بعرقه ودمه ودم آبائه وأجداده الذين حافظوا على كل ذرة رمل فيها حرصاً على حياة كريمة كان ينشدها الجنوب وأهله وقلت ايضا الخطأ ليس منكم فهذه ثقافتكم منذ اكثر من الف عام واصبحت جزءمن جيناتكم لن تستطيعوا تغييرها او التخلص منها مهما فعلتم ، الغلط هو من قيادتنا التيلم تكن على قدر المسؤولية في الذهاب الى الوحدة بهذا الشكل الجنوني ..
 
 
الاستاذ باكداده مثله مثل اي مواطن جنوبي بسيط الذي لا يملك الا راتبه مع انه بإمكانه ان يملك فنادقومنتزهات وشوارع بحالها لو استغل منصبه لكنها الاخلاق والثقافة الجنوبية التي نشأناعليها التي تقول ان المال الحرام يذهب ويذهب اهله معه ..
اتمنى الخروج سريعامن هذه الوحدة التي دمرت الاخلاق والقيم والعادات الحميدة التي بذلنا قرونا من الزمانفي تعزيزها في الأجنة وعشناها واقعا ملموسا لعقود طويلة ثم اصبحت فجأة هباء منثوراولم يبقى منها الا ذكرى أليمة ..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي