سينقلب سحر العملة على الساحر الحوثي؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠١ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً

 

قال تعالى: ﴿قالَ لَهُم موسى وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى﴾ [طه: 61]

الحوثة يفترون على الله بأنه قد أعطاهم الحق في الحكم، ومستمرون في الافتراء على الشعب اليمني، بأنهم آتوا من أجله، ليعيش حراً كريماً، ومن انهم آتوا ليصنعون له الكرامة، بأمارة ماذا يا حوثي ؟؛ بآمارة أن الآلاف من النساء يتسولنّ، ومئات الآلاف من الموظفين بدون رواتب.. وجالس الحوثي يزاود ويفتري بالوقوف مع غزة وهم ذاته من يمارس أفعال الصهاينة ويزيد عليهم!

الحوثة صنعوا أكذوبة انهم يحافظون على استقرار العملة حين حظروا تداول العملة التي طبعها البنك المركزي الشرعي، واستخدموا التالف لسنين، وهاهم اليوم يطبعون عملة معدنية مزورة،باسم الجمهورية، التي يكرهونها، فتعمّدوا تطيّر طائر الجمهورية من عملتهم المزورة!

انخدع كثيرون بأن الحوثة دولة، واقتصادهم متماسك، والعملة التي يديرونها مستقرة.. واليوم الحوثي يدشن طباعة أول فئة، فئة المائة الريال التي كانت القطعة المعدنية لمائة فلس، اي ريال واحد.. ولأن سحر استخدام التالف انتهى، ولم يعد ممكنا استخدامه، فهاهم يراوغون وبحتالون ويمكرون باستبداله وحلاله بعملة مزورة، طبعوها بشكل غير قانوني، ويقيني ان سحر العملة والمرواغة والتلاعب قد اقترب نهايته، سينقلب على الساحر الحوثي، وسيتجه لطباعة المزيد من الفئات، لو استطاع تمرير هذه الفئة التي نزلها للسوق، وستتوالى الانهيارات بشكل سيفوق أضعاف مضاعفة مما هو عليه الحال في مناطق سيطرة الشرعية .. قال تعالي: ﴿وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى﴾ [طه: 69]

ولذا.. على الرئيس رشاد العليمي، أن يخرج للناس ويحدثهم، وأن يجمع الخبراء والمحللين الاقتصاديين والاستئناس بأرائهم وأفكارهم ومعالجاتهم للإقتصاد السيولة والسياسة المالية، ولكي يتخذ حزمة جريئة من الإجراءات لصالح الجمهورية اليمنية، لابد من توظيف هذا الاعتداء لصالح الجمهورية، لا التسليم له مامر واقع لصالح الإمامة وايران.. وكذا لاتخاذ إجراءات ضد كل من يتعامل مع الحوثي وعملته المزورة، على الرئيس أن يلق عصاه ليلقف كل ما يأفك به الحوثي ومشغليه..

عليه ان يقوم باتخاذ سياسة نقدية تعالج الخلل والفجوة الحاصلة بين مناطق اغتصاب الحوثي ومناطق سيطرة الشرعية، وعليه ان يدعم اجراءات البنك المركزي بعدن، كي يقوم بالإجراءات الضرورية ضد المتعاملين مع عملة الحوثي المزورة، ولتكن عصاه كعصا موسى تلقف كل ما يافكه الحوثي، فالحوثي كالساحر، وبالتالي كلاهما لا يفلحان ابداً!

 إن إصدار أي عملة من قبل سلطة غير شرعية هو تزوير واعتداء على الاقتصاد والسياسة النقدية والمالية وهو اعتداء على رمزية السيادة والدولة اليمنية .

ولقد راوغ الحوثي مدة ليست بالقصيرة، ووصل إلى العجز الكامل عن الإستمرار، فاضطر للطباعة، وذلك يعد اعترافاً منه بعجزه، وهو بحاجة ماسة للسيولة، لكنه يكابر، ولا سبيل أمامه سوى الخضوع والجنوح للشرعية، وأن يبادر برفع الحظر عن تداول العملة الوطنية بمختلف فئاتها وطبعاتها في مختلف المحافظات، بحجم التالف ومكان تواجده، والتخلص منه وفقاً للآليات المحددة قانوناً من قبل السلطة الشرعية.

إن اصدار الحوثيين عملة معدنية فئة مائة الريال، هو احتيال لاستخدام المتهالك بطريقة أخرى، ولا شك أن آثاره الكارثية سينعكس على استقرار العملة في صنعاء، وستكون القدرة الشرائية والثقة في العملة أسوأ ما يمكن!؛

ولذا رأينا ان البنك المركزي اليمني، قد سارع بالتحذير لكافة المواطنين والمؤسسات المالية والمصرفية والقطاعات التجارية من التعامل أو القبول بعملة مزورة وإحلالها محل عملة قانونية باعتبار ذلك إجراء غير قانوني ينفذ بواسطة كيان غير شرعي يزيد من تعقيد معاملات المواطنين ويقضي على أي جهود تحاول الإبقاء على ما هو قائم من تبادل للسلع والخدمات بين مختلف المحافظات...

هذا وكان الدكتور الخبير الاقتصادي الاستاذ مطهر العباسي قد حذر من تداعيات طباعة النقود، حيث قال، إن طباعة نقود جديدة من بنك مركزي صنعاء قد يحقق أهداف تكتيكية وقصيرة المدى، لكنه بالتأكيد يمثل إخفاقا كبيرا في البعد الاستراتيجي للدولة وللاقتصاد الوطني، لماذا؟ لأن طباعة نقود جديدة دون التنسيق والتفاهم مع البنك المركزي بعدن يعمق الانقسام السياسي والتشطير الاقتصادي،إذ تعتبر العملة الوطنية والعلم الوطني رمزان سياديان للدولة، ولا يقبلا الثنائية أو التعدد!

ويضيف الدكتور العباسي بإن المصلحة العليا لليمن الموحد تستلزم وجود عملة وطنية واحدة، وتصدر من مؤسسة نقدية واحدة، ولها قوة إبراء واحدة تضمنها الدولة الموحدة، كما أن هناك ضوابط وقواعد تحكم الإصدار النقدي الجديد لــ"طباعة النقود"، أهمها معدل النمو الاقتصادي في البلاد ومعدل التضخم وتوفر الاحتياطيات المناسبة من النقد الأجنبي لدعم سعر العملة في سوق الصرف، والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية بتقديم الدعم المالي والفني للمحافظة على الاستقرار النقدي على المستويين المحلي والدولي..

إنه لزمن التعاسة الحوثي، المعتمد على التعالي والطغيان والالعاب البهلوانية والمعاندة، وصناعة السحر في العملة، أليس تحويل قطعة معدنية كانت تساوي ريالاً، أي مائة فلس، إلى مائة ريال بصنعاء وثلاثمائة وخمسين قعيطي، هو ضرب من السحر، وهو مرحلة تصعيدية قصوى، وهذه الحماقة تدحض كل من ينادي بضرورة ابرام سلام معه، على اعتبار أن الحوثي قد علّمه الدهر، وبالتالي قد عقل؟!؛

وبعد هذه الصبيانيات.. عندي يقين بأن سحر الحوثي سينقلب عليه، وسيقلب به!؛ لدعاة السلام، آقول لهم.. أمن المفيد والمجد؟ بعد فعلة العملة أن يستمروا في تسويق البشارات بقرب التوقيع على خارطة الطريق الأممية المدعومة سعودياً وعمانياً؟؛ وهذا موضوع يمكن نقاشه إن شاء الله في تناولة جديدة.. وعشر مباركات، وفيها بإذن الله العتق من النار، لكم ولنا، ولابائكم وأبائنا..

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي