الشرعية هي بحاجة للدعم ولخارطة الطريق!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٣ مساءً

 

سنين مرّت والشعب اليمني منتظر ومؤمل بعاصفة الحزم واعادة الأمل على تخليصه من أطول انقلاب (نصفي) كما الصّداع النصفي، المميت والدام والموجع والمفقر والمشردّ! 

إطالة أمد بقاء عمر الحوثي كأمر واقع في السلطة ، يكون دوماً على حساب المركز القانوني للدولة وسلطتها الشرعية. وكل جولات تفاوض معه، والوصول إلى  تفاهمات، فإنه يأخذ ولا يعطي.

كذلك كل الاتفاقات التي تمّت أو ستتم معه، تحاول إرضائه وإنزاله من فوق الشجرة؛  ذلكم الدلال والجنوح يُغريه، فيطلب أكثر؛ فيُضغط على الشرعية لتقديم مزيد التنازلات، فتتعاطى ايجابياً-هذه الجملة صرنا نكرها من كثرة ترديدها من قبل مسؤولي الشرعية-،وهكذا...  

وكل ذلك  على حساب اليمن والدولة اليمنية و أصحاب المركز القانوني فيها، ولصالح الخارج عن القانون المنقلب!

فبنود الهُدن السابقة المعقودة مكّنت الحوثي من سلب أشياء سيادية وحصرية للسلطة الشرعية كاعتماد الجوازات الصادرة من سلطة الحوثي-مثلاً-، وهذا كان مخلاً ومعيباً!

ويشاع هذه الأيام عن قرب توقيع اتفاق  على خارطة الطريق للحل في اليمن المنجزة بجهود  سعودية وعُمانية؛  تبنّاها المبعوث الأممي وأعلن قبل أيام عن استعداد الأطراف القبول بتنفيذها!

 ومن بين التدابير المتفق عليها كما يتم تسريبه، هو التزام المملكة العربية السعودية بدفع رواتب كافة موظفي الجمهورية اليمنية بحسب كشوفات شهر ديسمبر 2014، ولعام كامل!

ولو تم هذ الدعم للشرعية، والدفع من قبلها  لعموم موظفي الجمهورية ومن دون اتفاق مع الحوثي لتغير الوضع برمته لصالح اليمن والسلطة الشرعية! 

فمن المعلوم أنه سبق من الحكومة الشرعية عقب نقل البنك المركزي إلى عدن أن تعهدّت بدفع رواتب جميع موظفي الجمهورية اليمنية، بحسب كشوفات ديسمبر،2014.

ولم تفي بتعهدها بسبب اتفاق ستوكهولم. فلماذا لا يتم دعمها بدلاً من دعم الحوثي؟  لماذا تُخذل الشرعية؟ فتخذل هي موظفيها!

أقترح على المملكة إن كانت تريد جرّ الحوثي للسلام أن تفرّغ سلطته وتسلّطه على الموظفين بتدابير دفع الراتب عبر الشرعية لكل اليمن، بدل الانتفاص من شرعية الشرعية لصالح  الحوثي!

الحوثي يعتبر التنازلات المقابلة ضعف. فيتعنت ويقامر، وقد يغامر. 

فبعد إعلان المبعوث الأممي عن استعداد الأطراف لتوقيع الاتفاق، والموافق عليها الحوثي طبعاً  بتفاوضات مكوكية معه ابتداءًا؛ 

فإن الحوثي عبد الملك  قد تراجع بعد موافقة الآخرين، فأصدر تعميماً برفع الجاهزية والبقاء في حالة تأهب ورفض خارطة الطريق الأممية. 

وتضمن تعميمه ايضاً "عدم التعاطي مع أي أخبار أو إعلانات تتحدث عن السلام في الجبهات، واعتبار إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن الصادر يوم السبت الماضي مرفوضاً بشكل تام".

واعتبر القيادي الحوثي يوسف الفيشي، أن الإعلان الأممي عن قرب التوصل إلى وقف الحرب بأنه "مرفوض وأن صنعاء غير معنية به".

 ولقد قام الحوثي باستعراض قواته على الحدود السعودية مؤخراً  لابتزازها وترهيبها.

هذا هو الحوثي وهذا هو سلوكه وتصرّفه!؛ 

وهناك ايضاً مع كل آسف من يتماهي مع الحوثي بمقلب الشرعية فيستهدف انبوب النفط في هذا الوقت بالذات، كي يعطل تصدير النفط، والذي هو من التدابير المعلنة والمتفق عليها ايضا؟! ويحتاج الأمر لقليل من الجدّية وعدم التسامح مع المتماهين!    الشرعية يا أخوتنا في المملكة هي التي بحاجة ماسّة إلى دعمكم في تمكينها من تصدير النفط ولو بالقوة، ومن دعمكم السخي بحسب المعلن كي تستطيع دفع الرواتب، فتستعيد الثقة بها وبسلطتها عند عامة اليمنيين؛

 بكم ودعمكم يمكن إيفاف كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تأكل شرعيتها لحساب الحوثي، فالرضوخ له إضعاف للمركز القانوني لها وللدولة.

 وتشكرون دوماً على كرمكم  ودعمكم وتحملكم لعبء اليمنيين في هذه الظروف الاستثائية.  وكل عام والجميع بالف الف خير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي