خطاب الحوثي فيه شيء من هوليوود!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٣٦ مساءً

 

هوليوود مدينة تقع  شمال غرب مركز مدينة لوس أنجلوس.  وتعتبر هوليوود أقدم صناعة أفلام، ومشهورة من بين انتاجها، انتاج افلام الخيال العلمي، والملحمي. تنتج أكثر من سبعمائة فلم سنويا وتحصد ارباحاً عالية. 

وعلى ما يبدوا  أن  الحوثي  بخطاباته يُحاكي هوليوود من حيث الأكشن وحصد الارباح. 

ومن حيث التصوير للذي يقوم به، فيعطي انطباعاً مرئياً مخادعاً للجمهور.

 فيستغل الحوثي غزّة حتى يحوّل موقفه وكأنه بطولة فريدة ضد الكيان الصهيوني؛  غير أن المسألة هي مجرد نجومية وأكشن حتى الآن.

غزّة ومظلوميتها  لا تزال أشد ضرراً وخطراً عمّا كانت عليه قبل  إعلان الحوثي حربه لنصرتها وفك الحصار عنها. 

غزّة رفعت رصيد الحوثي، فجعلت الحوثي يدّقها على اليمنيين والعرب أفلام هوليودية..

بطولات بأفلام أكشن، فسوقه رائج هذه الأيام، ويكسب من ورائها " ناس" و"أموال".

عرضه للأحداث إخباري، يفتقر للتحليل المعمّق المفضي لموقف مبدئي مدروس ومؤثر بشكل فعلي.

 اعتمد خطابه الأخير  على الإكثار من التبريرات، فأفقد  الموقف المتخذ بريقه!؛ وكان حقاً خطاباً مثيراً للشفقة! 

خطابه انعدمت فيه الفكرة واللقطة، أفتقد لما يمكن أن يكون من الأخبار العاجلة.

ولم يتعلم بعد، عبد الملك من حسن  نصر الله، إذ تجده حين يخطب، يعرض كلاماً موزوناً مترابطاً مركزاً، وفي كل خطاب من خطاباته تجد جديد. 

ترى في خطابه-مثلاً-  لقطات متعددة  ومثيرة، تكوّن مشهداً واحداً أو موقفاً واحداً يتَّحد مع مجموعة من المشاهد ليشكلوا سياق شريط القضية المعروضة! 

.. عبد الملك اعتقد لم يكن البطل الذي يستطيع توصيل معاناة غزة للجمهور، وتدخّله لم يكن فاعلاً بحيث يؤدي إلى رفع الحصار وانهاء العدوان عليها واقعاً. 

قام بلكمة أو لكمتين على العدو ، فتشكلت أحلافا وظهر هو يخطب، ولم نرى  بعد خطابه العرض لعمليات ذات معنى- وبعضها تخطئ الهدف-، كما يتمّ عقب خطاب (نصر الله) أو (أبو عبيدة) مثلا. 

فلا نريد من الحوثي أفلام هوليود، غايتها فقط الأكشنة، تؤدي لتشكيل تحالفات لاحتلال مياهنا وسيادتنا، وهو يتراجع أو يختفي. 

نريد أن نرى  نهاية للفلم ونرى البطل ينتصر..  فأين ضربكم؟!  ومتى سيتحرك البطل المنقذ؟ ومتى ستقتلون (النتن) لا أن ننتظره  يقتلكم! 

فياحوثة إن كان بيدكم شيء، فكمّلوا الفلم وأرونا بطولتكم باسرائيل؟!  وإن كنتم لا تستطيعون، فبطلوا على الغزيين واليمنيين اليهودة!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي