انصروا غزّة قبل أحلامكم وأطماعكم!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:٥٥ مساءً

 

إن من يتابع  الإعلام لدى محور المقاومة، يرى نظرياً أن النصر بزوال اسرائيل قد بدأ عدّه التنازلي ، بفعل طوفان الأقصى؛ 

وقوة وحكمة وحنكة محور المقاومة، الذي يخطط لذلك، ويعمل  على إفشال كل الأهداف والمخططات الصهيو-أمريكية. 

عند متابعة برامجهم.. تراهم يمُجّدون بعضهم بعضاً، ومؤخراً قال بعضهم في بعض وسائل إعلامهم أن العام 2023 سينتهي بتتويج الحوثي "المكوّن" الذهبي في محور المقاومة.

فمبروك عليه هذه النجومية، فللنجومية أثماناً ينبغي دفعها، فليدفعها! 

والحقيقة أن متابعة الأخبار من قنوات أخرى كالجزيرة، محبطة عدا تحليلات الدوري. 

أما ماعداه، فهو عرض مشاهد فظيعة لمجازر ومذابح وإبادة أحياء بأكملها من قبل العدو الصهيوني؛ 

وعلى الرغم من جهد الجزير وإيضاح الصورة في غزة ومدى قساوتها، إلا أن مجلس الامن الدولي بقراره الأخير،قد أعطى  الكيان الصهيوني الفرصة لاشباع غريزة أمريكا من الدماء الفلسطينية.

 فتضاعفت بعده، المجازر وأرقام الموتى ويا آسفاه على تعطيل  أكبر منظمة دولية لحفظ السلم والأمن الدوليين! 

فمن يُأنبه ضميره من هول ما يشاهده في الجزيرة، وعدم استطاعته فعل شيء لصالح غزة؛ 

فأنصحه أن ينتقل إلى قنوات المقاومة لعلّه يستفيد منها، بالتنظير هناك، وقد يستمتع بوضع السيناريوهات للمنطقة فيما بعد طوفان الأقصى؛

 وسيدرك باليقين ان النصر آت بتحرك محور المقاومة الذي يوسع رقعة الصراع  تدربجياً كل يوم، فهم حسب طرحهم  سيحسمون المعركة، باتباع مسار مدروس، يُراكم الإنجازات ويُعظّم العوائد. 

فالمحور يعلم العدو ومخططاته، ويعلم كيف يواجهه؟ ويرد عليه في الوقت المناسب؟   وهو حالياً يقوم بما يمليه عليه الواجب بشكل منضبط ومؤثر ويؤدي الغرض في إسناد ودعم المقاومة في غزة! 

فهو يمنع العدو من اجتياح القطاع كاملاً، ويحمي حماس من الهزيمة لا سمح الله.

 هل  يا ترى  يتابعوا ما نتابع من أن العدو قد وصل إلى مرحلته الثالثة والأخيرة من خطته الحرببة؟!؛ 

 ومن أنه قد بدأ بإعادة الانتشار وفرض منطفة عازلة وهم لا يزالون في بداياتهم ولم ينتقلوا بعد لأهداف أخرى.

 ولا أدري أذهب تعشمنا فيهم أدراج الرياح؟؛  أم أن صمود وبطولة المقاومة واستنزاف العددو في العدّة والعتاد على أرض غزة؟؛

 قد أغراهم، فوسعوا أهدافهم من الدعم والاسناد؛ إلى توسيع الأهداف كاستهداف  (حقل كاريش للغاز)، وإلى (إغلاق البحر الأحمر والمتوسط)، وإلى التخطيط-ربما- لحرب عالمية جديدة؟! 

وبزحمة التمنيات والأحلام والاطماع  قد  يكونوا نسوا غزة إلى حين!! 

فمحور المقاومة منسوب إعلامه مرتفع وملحوظ، وفعله على الارض لايزال محدود، فلم يتجاوز بعد استهداف الأهداف التي استهدفت في اليوم التالي من طوفان الأقصى، وكله على طريق القدس.   

فيا محور المقاومة نحن اقتربنا من نهاية الشهر الثالث للعدوان، ولا زلتم في بداياتكم..  فأين إذاً الانخراط والمساندة والاسناد لغزة؟

 فالأحلام والأطماع مشروعة،  لكن ليس قبل النصر والانتصار لغزة ومقاومتها! وإنا لمنتظرون؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي