أوقفوا العدوان.. فحماس تلقي سلاحها؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٢:١١ صباحاً

 

لم أرى في حياتي مستفزاً كما أمريكا.. لم أرى مثل امريكا إلا دويلتها (اسرائيل)، يكذبون ويتفنّنون في صناعات الرويات التضليلية، حتى يصدقونها هم ، ثمّ يروجونها في دول العالم، ويضغطون عليها لتصديقها.

الحرص على  الدّم الفلسطيني لا يوجد في قاموس الأمريكان وربيبتهم(اسرائيل)، في قاموسهم فقط  التجويع والتعطيش والتهجير؛ وتحقيقه عندهم يتمّ بالدمار والقتل والإبادة؛ أو رفع راية الاستسلام ونزع السلاح؛ 

حتى هذه لا اعتقد، إذ لا سمح الله استجابت حماس لهم، فلن يحترموا ويسلموا من يرفع الراية. تخيلوا جُبْن وخوف جنود الجيش الصهيوني ، عندما استغاث بهم بعض أسراهم في غزة، ورفعوا راية الاستسلام ونزعوا ثيباهم، وناشدونهم بإنقاذهم بالعبريّة، فقتلوهم وأعادوهم جثثاً هامدة!

هؤلاء العاهات يتلذذون بدفن الغزّيين أحياء، إنه الحقد والنازية والإجرام وعقد النقص! 

وتعالوا معي وانظروا لمسؤولي أكبر دولة في العالم التي تدّعي الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لم يشبعوا بعد من دمّ الغزيين..فيصرحون باستمرار " ألا وقف للنار حتى استكمال القضاء على حماس"،  وحماس فكرة، والفكرة  لا يستطيع أحد القصاء علبها. إذاً، الهدف هو إبادة أهالي غزّة انتقاماً.  

ولقد قال الخميس الماضي ، منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض (جون كيربي):(( إن الولايات المتحدة تأمل أن "تتوقف" الحرب بين إسرائيل وحركة حماس " في أسرع وقت"، قائلاً إنها يمكن أن تنتهي خلال يوم واحد إذا " ألقت حماس السلاح")).

 أكثر من عشرين ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من ستين ألف جريح،  ومستمرون في هذرفتهم وأحلامهم وأهدافهم المريضة؛ ولن تتحقق حتى" يلج الجمل في سمّ الخياط"!

فحماس لن تستسلم، ولن تقبل بنزع سلاحها. وهل سمعتم بالدنيا أن هناك من يسمّي نفسه مقاوماً للاحتلال، أن يضع سلاحه جانباً، وينهي قضيته، ويقبل التهجير، وينسى أرضه ودولته. استحالة هذا الأمر أن يحصل في التاريخ! 

 في قانون واخلاق وعرف أمريكا أن دويلة ( اسرائيل) لها كل الحق أن تدافع عن نفسها، ولا يحق لحماس ابداً أن تدافع عن نفسها وشعبها ودولتها ومقدساتها!

 أمريكا في الآونة الأخيرة مسؤوليها يبشّرون بأنهم على استعداد للضغط ولإجبار (اسرائيل) بوقف الحرب على غزة، في حالة واحدة، عندما تقبل حماس أن تستسلم، والقاء-تسليمه-أسلحتها؛ يقولون ذلك، وكأنهم من انتصار إلى انتصار، وليس من هزيمة لأخرى، ومن خزي إلى آخر!

هؤلاء الكائنات ألا يعقلون؟ انه لو فرضنا-لا سمح الله- أن حماس بتكالب هذا العالم الظالم عليها، قد قبلت، ورفعت الراية البيضاء واستسلمت وهذا مستحيل طبعاً!؛  فمئات حماس أخرى ستنشأ، أفلا تعقلون وتتعظون وتعتبرون أيها الحمقاء؟! 

امريكا هذه  المُتحسّسة من سلاح حماس. انظروا إليها وهي تقوم بتسليح العدو الصهيوني من ألألف إلى الياء.

 متعهدة أن يبقى جيش العدو متفوقاً على كل جيوش  الدول العربية. وأنفقت في سبيل تحقيق ذلك مئات المليارات من الدولارات، منذ نشأت هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسيطين ولحد الآن. 

ومنذ 7 أكتوير، 2023، أمريكا دعمت (651) مصنعاً للأسلحة المُكرّسة للعدوان على غزّة. فامريكا أرسلت حتى الأسبوع الماضي جسر جوي  لأكثر من (200 طائرة شحن) محملة بأكثر من (10) آلاف طن من الأسلحة والمعدات الأميركية. وجسر بحري أيضاً، هذا فضلاً عن فتح المخزون الاحتياطي  الامريكي في اسرائيل على مصرعيه للعدو،لإستخدامه على غزّة.

 وسجّلت أمريكا 599  ملفاً للمبيعات العسكرية الأجنبية النشطة مع إسرائيل بقيمة 24 مليار دولار. وشمل: " الطائرات المقاتلة من طراز أف – 35 جوينت سترايك، وطائرات الهليكوبتر سيكورسكي سي إتش –53 كيه سوبر ستاليون، وبوينغ كيه سي – 46 بيغاسوس، والذخائر الموجهة بدقة.

 وسمحت أمريكا  بالتصدير سنويا وبشكل دائم لما يزيد عن 6 مليار دولار من المواد الدفاعية إلى إسرائيل من خلال عملية المبيعات التجارية المباشرة.

كما زوّدت أمريكا، إسرائيل بذخائر غير موجهة، بما في ذلك (5) ألف قنبلة من طراز Mk82. وقدمت أمريكا ما يقرب من (3) الف  صاروخ JDAMS إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر، وحولت ما قيمته 320 مليون دولار من القنابل، بصورة سريعة لهذا الكيان اللقيط..

 هذا وارسلت امريكا بورجها الحربية إلى البحر الأبيض والأحمر والعربي، لمساعدة اسرائيل، ولغرض الردع من توسع النزاع كما تقول. ولقد أعلنت امريكا إسقاط يوم أمس  14طائرة مسيرة للحوثي كانت متجهة الى ميناء إيلات،-هنا أذكر محور المقاومة باعلانه، انه لو تدخلت امريكا بشكل مباشر في العدوان فإن محور المقاومة سينخرط كلياً  في الحرب حكماً-. 

ورغم كل ما سبق؛ فإن امريكا تشترط لوقف العدوان على غزة، إلقاء حماس سلاحها.شرط الإلقاء، مقابل وقف قتل المزيد من الآلاف من المدنيين في غزّة. ماهذا الكبر والغرور والتعالي والغطرسة يا أمريكا؟!

 ومعلوم أنه بالمفهوم العسكري، يقال عن القصف،(القاء)، فأسرائيل ألقت أطنان من الذخائر والقنابل الامريكية على رؤوس الغزّيين!  أتريدون من  حماس الاستسلام أم إلقاء السلاح؟!، فالأمران مختلفان!؛ فحماس تلقي  سلاحها، يا من يطالبها بالقاءه، وهي تعمل ذلك بكل احترافية واقتصاد حرب، ومستعدة لحرب طويلة تذيق به الموت للمعتدين. 

وجميل جداً أن طلبتم إلقاء حماس لأسلحتها! فهي منذ السابع من أكتوبر وإلى اليوم تلقي بأسلتحها على رؤوس مجنديكم ومواقعكم عبر رشقات الصواريخ  بأكثر من (11) ألف صاروخ بمدياتها المختلفة((صاروخ عياش 250،، صاروخ ٱر 160، صاروخ أي120 ، صاروخ إس إتش 85،صاروخ جي80 ، صاروخ إم 75، وصاروخ سجيل))، وأذا ما أردتم فهناك المزيد والمفاجئ..  كذلك فإن القسّام ألقت الهاون من عيار 80 ملليمتر و120 ملليمتر. أما الطائرات المسيّرة؛ فلقد القت "كتائب القسام"  أسرابا من الطائرات المسيرة من أبرزها:"أبابيل 1"؛ "شهاب" الانتحارية؛ "الزواري"؛ وألقت "القسّام" مضادات طائرات محلية الصنع ، هي "متبّر 1" و"متبّر 3"؛ ومنظومة "رجوم".. ولديها المزيد إن لم توقفوا العدوان ستلقيه على رؤوسكم. 

وقد ألقت حماس قذائف (الياسين (105)) ؛ وألقت كذلك طوربيد "العاصف"؛ وعبوات العمل الفدائي؛ والكورنيت التي باتت مدرعاتكم المتطورة تعرفها حق المعرفة. 

أعترفوا بهزيمتكم بكل روح رياضية، فحماس قد هزمتكم وربيبتكم،  وخسّرتكم خلال سويعات في السابع من اكتوبر.  وذهب كل ذلكم الدعم والتسليح هواء، ذهب باستخدام جزء بسيط من أسلحة المقاومة التي سُقناها في هذا المقال، والقادم أعظم كما قال ناطق المقاومة " ناطق طوفان الأقصى"، (أبو عبيدة). وحتماً كتائب القسّام هزمتكم باخلاقها وسلوكها، وبإرادتها الفولاذية قبل سلاحها.

فألحقوا أنفسكم وانسحبوا  واعلنوا هزيمتكم، بدل الابادة المستمرة التي تثبت عجزكم وعدم احترافيتكم، وأظهرت للعالم أن قنابلكم كلها قذرة، وليس فيها ذرّة من الذكاء.

ولتعلموا أننا في اليوم الثاني والسبعين من العدوان، وكل ما حصدتموه من أوسمة ونياشين، هي من قبيل: "مجرمو حرب،  مصاصو دماء غزة، نازيون، جزّارون،  قتلة الاطفال الخدّج،  قتلة الصحفيين، منتهكوا القانون والقانون الانساني الدولي، مقتحموا المستشفيات، سجّانوا الاطباء والاطقم الطبية، سارقو الجثث من المستشفيات... والقائمة تطول".

فإن لم توقفوا العدوان فانتظروا المزيد من إلقاء حماس وباقي المقاومين ما لم تعلموه بعد من أسلحتهم، وسترون مزيد من المفاجاءات. 

اوقفوا الحرب وبادلوا بأسراكم، فكتائب القسّام تقول لكم لقد بدأ الوقت ينفد،؛ وإن كان ما عرضه الجيش الصهيوني الليلة حقيقي  للنفق الضخم،  فهذا يدّل على أن حماس عظيمة وقوية  ومستعدّة، وعلى الصهاينة سرعة الانسحاب، فحماس مؤكد لديها منه المئات، فأسرعوا وانسحبوا  من غزة. 

فيا أيها الامريكان والصهاينة، أوقفوا الحرب وانسحبوا؛ ووقّعوا صفقة التبادل قبل إعادة أسراكم  اليكم جثثاً، بفعل قصف واستهداف جنودكم الخائفون الجبناء!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي