وااااسفاة.. ياحوثة.. أن ايران تحرق موقفكم بإعلان اشتراككم وانخراطكم في ملحمة طوفان الاقصى.. فتصريح وزير الدفاع الايراني من أن البحر الأحمر أصبح إيرانياً، قد قزمكم ووضح أنكم ورقة من أوراقه، ولستم من المساهمين ابداً في تحرير غزة وفلسطين؛ بل أن ما تقومون به هو بتوجيههم وخدمة لمصالحهم!
فإن لم تردوا على تصريحه، وتقولوا له أن البحر الأحمر ليس ايرانيا، وإنما لأهلة!؛ فإن لم تقولوا له ذلك، وبصوت عال وشجاع!؛ فلستم احراراً، ولستم مع غزّة، وأنتم في هذه الحالة أداة لجعل البحر الأحمر تحت السيطرة الإيرانية ولن تفلحوا ابدا؟!
البحر الأحمر سيبقى كما هو، وسيلفظكم، ويثبت أنكم توابع لايران، ومستغليين وانتهازيين لقضيتنا المركزية (فلسطين الحبيبة)، وكذلك لمظلمة غزّة الانسانية. وهذا وربي أنه أقبح الاشياء! إن لم تخرسوا ذلك المدّعي الايراني!
فغزّة يقيني انها لا تقبل ولا تريد أن يدخل لها غذاء ودواء، إذا كان ذلك سيكون مقابل تعرّض الأمن القومي العربي للخطر أو التهديد، أو للإحتلال؛ غزّة تعرف خساسة ونجاسة أي إحتلال!
غزّة يريد ابنائها ويضحون في سبيل التحرير، لا الإتيان باحتلال لبحارنا ومضايقنا الاستراتيجية!؛ كمضيق باب المندب! أو حتى للسيطرة على الممرات المائية في البحر الأحمر من اي طرف دولي أو إقليمي!
شخصياً أنا من الذين كانوا قد ظنوا في الحوثي خيراً، استجابة للعاطفة والمشاعر، وردود فعل الشارع الفلسطيني المرتاح لما أعلنه الحوثي ضد الكيان ، ولو بالتحدي والاعلان..
ومن الذين كانوا يأملون ولا أزال ان لحظة الصدق مع النفس للحوثي قد توفرت، وقد يمحي ظلمه وجرمه مع شعبه ليكفر عن ذلك بالاستجابة الفورية لآنيين ومظلمة أهلنا في غزة، واتخذ قراره وفقا لذلك، بغض النظر عن التبعات والتداعيات!
قناعتي هذه بناءً على يقيني، بنخوة وشهامة وشجاعة وعروبة كل يمني اصيل،هذه الصفات تجعل من يمتلك السلاح والقدرة أن يتداعى للاشتراك، وللوقوف مع غزّة ومظلوميتها..
غير أن وزير الدفاع الايراني، قد بخّسّ بالحوثي، فأظهره تابعاً وماموراً بأمرهم، ومن أنه خاضعاً لتوجيهات قيادة إيران الفارسية!.. أيعفل أن أيرنتم ايران في البحر الاحمر يا حوثة ؟!
فالاستخلاص لتصريح الوزير الايراني، لا يمكن تفسيره بادعائكم بان لكم دور ضمن محور المقاومة (لزوال اسرائيل)، فأين هذا الهدف؟ وهل سيتحقق عندما يكون البحر الاحمر تحت سيطرة ايران؟!
تصريح الوزير يفسر تحركم يا حوثة نحو البحر الأحمر، بأنه لحساب إيران، وليس لأجل غزّة، ولا لرفع الحصار عنها؛
فمنذ بيانكم الأول من حوالي أسبوعين، وأنتم تعترضون السفن في باب المندب المتجهة الى داخل الكيان، ومع ذلك لا يزال الحصار مضروباً على غزّة، التي تستحق بجدّ الدعم والاسناد والاشتراك معها في الحرب للتخفيف عن الثقل الذي عليها؛ لكن الحاصل هو أن الدول الكبرى صارت تنشط بقوة في مياهنا! والمفروض من الحوثي وايران وكل الأمة، أن يوجهوا سلاحهم في عمق الكيان الصهيوني على (تل أبيب) أوجعوه كما أوجعنا في غزة، لا تنتظروه بدمّر بيروت كما دمّر غزّة!
أما أن تاتوا بهم إلى منطقتنا والإضرار بالملاحة الدولية، فلا يخدم غزة، بل سيجلب على اليمن معاناة فوق ما هي عليه، وستاتي الدول إلى شواطئنا، بحجة حماية البحار الدولية!
وقد ياخذوا تصريحات وزير الدفاع الايراني ( محمد رضا آشتياني)، مبرراً إضافياً؛ خيث أن تصريحه قد أفقد موقف الحوثي زخمه، إذ بالمحصلة (بالاستراتيحيات) يخدم ايران ، دون أن يكلفها أية مسؤوليات!
..أترون كيف دهاء الفرس، وغباء بعض من أبناء جلدتنا، حتى لا نقول الدهاء الفارسي مقابل الغباء اليمني؟ !
لقد قال وزير الدفاع الايراني الحقيفة المرّة: " البحر الأحمر يعتبر منطقة ايران ولا أحد من خارج المنطقة يستطيع ان يناور فيه".. هزلت ورب الكعبة، فاين اذاً غزة في الموضوع؟ لا يوجد لها أثر!
هنا ايران تبرز بثقلها، لتحقيق مصالحها ومعالجة ملفاتها، وتظهر أمام امريكا أنها ملتزمة ولا تريد التصعيد أو توسيع للصراع، بل يعتمدّ عليها في عقلتة أدواتها في المنطقة !
وغزة برجالها ونسائها واطفالها واحجارها، هم الذين يدفعون أثمان باهظة من أجل الحرية والتحرير ولاستقلال،.
ويسجلون لنا أو علينا المؤزرة والمساندة والدعم، وهم يتصدون بكل ثبات ويقين وشجاعة لأبشع عدوان في التاريخ من أجل تحرير أرض فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين!
فلا تكونوا يا حوثة برفعكم لشعار "منع السفن في البحر الأحمر المتجهة الى الكيان الصهيوني من أجل رفع الحصار عن غزة"؛ شعراً فضفاضاً عائده أصفاراً،لا بل وقد يلحق بالبحار اليمنية احتلالا!
فواقع الحال بسبب عملياتكم، فإن البحر الأحمر صار تحت سيطرة ايران بتبجح أرفع مسؤوليه!؛
فشعاراتكم أصفاراً..أصفاراً.. من شعار "الموت لامريكا*؛ وامريكا في البحر الأحمر، و" الموت لاسرائيل"؛ والسفينة الحربية الاسرائيلية ( ساعر6 ) في ضيافة حُماة البحر الأحمر!
أما اللعنة فأظنها قد حلّت على كثير من اليمنيين، حين صدقوكم وضحوا من أجل استمرار تحكمكم فيهم أكثر من تسع سنوات ولم ينهوا انقلابكم!
فمن أجل حفظ ماء وجهوكم.. ردوا عاجلاً وليس أجلاً، على وزير الدفاع الايراني، حتى ولو تخسرون الدعم، فستكسبون صدق موقفكم، وحتى لا تكونوا أنتم السبب في "أيرنة البحر الأحمر"؛ ردوا على وزير الدفاع الايراني، ببيان باسم" القوات المسلحة اليمنية"، كما تصدرون باسمها استهدافكم للسفن.. شدوا مأزركم وأرونا شجاعتكم ورجولتكم.. فهل ستفعلون؟.. إني لمنتظر؟!
