في هذه التناولة، خصصتها لبعض الاحداث المهمة التي حدثت في الثلاثين من نوفمبر ولكن بازمنة مختلفة، وترتبط بطريقة أو باخرى بموضوعنا الرئيس، استقلال اليمن من الاحتلال البريطاني في الثلاثين من نوفنبر،1967، واسقاط التحرر والاستقلال، على الأحداث الجارية في غزّة اليوم!
ولا شك أن فيما أذكركم به من احداث مليئة جداً بالدروس والعبر، أورد بعضاً منها، وعلى النحو الآتي:_
- في 30 نوفمبر، احتلت ايران لــ "طنب الكبرى والصغرى"، 1971 التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على يد سلالة بهلوي الفارسية، آخر سلالة ملكية إيرانية!؛
ويحزّ على أنفسنا ذلك.. وكلنا أمل أن تتحرك الإمارات لتحرير جزرها الثلاث، فهي تمتلك علاقات قوية بالإقليم وخارجه، وتمتلك إمكانات مادية ضخمة، ورصيد الإقليمي والدولي عال، فهي لاعبة دولية لا يستهان بقدراتها،إذا ما قررت تحرير جزرها؛ وقطعاً معها كل الدول العربية..
حقاً نتطلع لليوم الذي سنحتفل كعرب بانهاء الإحتلال الإيراني للجزر الثلاث: ( طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى)!
- وفي 30 نوفمبر 1970- الأمم المتحدة أصدرت القرار رقم (649)، والذي نصّ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره..
غير أن فلسطين وغزّة تعيش تدخل سافر من قبل الادارة الإمركية وكثير من الحكومات الغربية، فغزّة تعيش هذه الايام أسوأ نكبة في التاريخ الحديث، إبادة تُمارس عليها دون رحمة، وعالم منافق يتفرج ببرود أعصاب ، دون ان يحرك ساكناً، ولا يتدخل لكبح شهية المحتل في إراقة الآلاف اللترات من الدم الفلسطيني؛
بل ويدينون المقاومة، ويسعون لتفكيكها، وايجاد سلطة بديلة على مقاس المحتلّ المعتدي، ويضربون بعرض الحائط حق تقرير المصير كما جاء في القرار الاممي!
- وفي 30 نوفمبر 1947،بدأت الحرب في فلسطين الانتدابية ، مما أدى إلى إنشاء دويلة إسرائيل. بعد أن انهت بربطانيا انتدابها على فلسطين، سيطرت إسرائيل على معظم أراضي الانتداب البريطاني!؛
وما أشبه اليوم بالبارحة، فاليمن يقع اليوم تحت البند السابع، وحاملة القلم في مجلس الأمن الدولي، هي ذاتها بريطانيا..
لكن بإذن الله غزة وطوفان الأقصى سيعملان على تغيير المنطقة برمتها، كل شيء سيتغير باذن الله للأحسن، وستنتهي السيطرة الاستعمارية بالمنطقة كلها!
- في 30 نوفمبر 1942، اندلعت معركة (تاسافارونجا).. سرب أصغر من المدمرات اليابانية بقيادة (رايزو تاناكا) يهزم قوة طراد أمريكية تحت قيادة (كارلتون إتش رايت).. في هذا التاريخ انطلقت الحرب العالمية الثانية، واستمرت من عام 1939 إلى عام 1945
تُرى اذا استمر تجاهل العالم للإبادة التي تحدث على غزة الآن، هل ستتدحرج الأمور وتخرج عن السيطرة؟!؛ لتتوسع المعركة، وتنشب حرب عالمية ثالثة، سببها بالتأكيد امريكا ودويلة اسرائيل وتنمرهم على مساحة جغرافية صغيرة ذات كثافة سكانية عالية في العالم!
دمروا فيها كل شيء واعدموا فيها مقوّمات الحياة.. ويطالبون الأخرين بعدم توسيع المعركة، مطلوب فقط مشاهدة مذابحهم للأطفال الخدج وتدمير المستشفيات.. كيف يعقل هذا الطرح من امريكا؟ وقادتها السياسيين والعسكريين والامنيين يشاركون في اجتماعات مجلس الحرب الاسرائيلي، ويزودونه بكل احتياجاته.. لا يعقل هذا؟!
- وفي 30 نوفمبر 1864، جرت حرب أهلية بأمريكا.. عندما قامت معركة (فرانكلين)، وتكبد خلالها الجيش الكونفدرالي لولاية (تينيسي) خسائر فادحة في هجوم على جيش الاتحاد في ولاية (أوهايو) في معركة فرانكلين!
ترى هل أمريكا تتذكر تلك المعركة؟ بحكمة وعقل وبصيرة.. كي تتوقف عن إشعال الحروب والنزعات داخل البلدان، وما بين البلدان والمذاهب والطوائف والأديان.
أما حان لها ان تراجع حساباتها على أرض فلسطين وكل المنطقة؟! اكتفي بهذا..
في الختام.. سلاما والف مليون سلام ، على أرواح أولئك الثوار الأوائل، ابطال أكتوبر، نوفمبر.. هم مثار فخرنا واعتزازنا، بدمائهم صنعوا فجر الحرية، واناروا للأجيال اليمنية طريق العزة والمجد والأستقلال؛ والتحية لعوائلهم الكريمة! وكل عام ووطننا العربي ينعم بالحرية والتحرير..وجمعة مباركة مقدماً..
