في الثلاثين من نوفمبر دروس وعبر (1_2)

د. علي العسلي
الخميس ، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٤١ مساءً

في الـــ (30) من نوفمبر، تحقق أهم منجز يمني ضد الاحتلال البريطاني، تحقق الاستقلال الناحز لليمن في العام 1967، أنه يوم عيد ولا يشبهه  إلا استقلال مثله؛ 

وليذهب للجحيم من يدعوا إلى الامتناع عن المظاهر الاحتفالية احتراماً لأوجاع أهلنا في فلسطين.. كفى مزايدة.. فأهلنا في فلسطين حين نحتفل، بدحر الاحتلال،  يزيدهم عنفوان وقوة وصلابة وإرادة  وحافز لتحرير كل شير في فلسطين! 

إن الاحتفال في الثلاثين من نوفمبر، هو احتفاء وتكريم وتذكير بأولئك المناضلين العظام الذين كافحوا حتى تحقق لليمن الاستقلال، بدحر الاحتلال البريطاني، وإجلاء أخر جندي بريطاني، في ذلك اليوم الذي أعلن رئيس الوزراء البريطاني(هارولد ويلسون)، انسحاب كافة القوات البريطانية عن عدن، وعن كافة الأراضي اليمنية.

حقاً إنا لمنتظرون! وبفارغ الصبر يوم تحرير فلسطين من أقذر استعمار على وجه البسيطة!  لفد تنفّس اليمنينون الحرية برحيل البريطانيبن .. ولم يكن الانسحاب منّة او هدية،  بل كان نتيجة لتضحيات شعبنا البطل، بدعم سخي لا محدود من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر..  ولا ينسى اليمنيون خطاب الزعيم جمال عبد الناصر من على ميدان الشهداء بتعز في عام ١٩٦٥، حين تحدث، فقال:  "ان بريطانيا لابد ان تحمل عصاها وتخرج من عدن، لابد أن تحمل عصاها وتخرج من الجنوب"..

 واليوم كم نحن بحاجة لأن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي بطلاً وزعيماً قومياً، كالزعيم الخالد جمال عبد الناصر؛ فيقول للكيان الصهيوني  سافرض فك الحصار عن غزة فرضاً تنفيذا لقرار القمة العربية الاسلامية، ويقول لهم ايضا بلغة واضحة صريحة  أوقفوا عدوانكم على غزة وفوراً، انهوا الهمجية وابادة غزّة واخرجوا منها حالاً وإلا...!  درس عظيم  في النضال والتضحية  يتعلم، من تجربة الجزائر واليمن، فيا أبناء فلسطين المكافحين بدمائكم وارواحكم المتدفقة اليوم بغزارة على أرض غزة، حقاً فإن نضال الشعبين زادكم في الاستمرار، ضحوا وقدموا شهداء كثر، فنالوا شهادة النجاح المميز، التحرير! 

لقد أحتلّ  البريطانيون جنوب اليمن ١٢٨ عاماً، مدّة ليست بالقصيرة،  وممن من؟  من بريطانيا التي احتلت معظم دول العالم وكانت توصف بالدولة التي لا تغيب عنها الشمس للدلالة على توسع احتلالها لمعظم بلدان العالم!  وأنتم ايها العظماء الفلسطينيون مستمرون..  خمسة وسبعين سنة نضال قدمتم ، ولا زلتم تقدموا الشهداء بسخاء ولا تتوقفوا، ومصرين على التحرير الناجز.. فالتحرير لا يقاس بمدد؛ فمدّة الإحتلال لا تجعل  الانسان يفقد الأرض والهوية الوطنية والانتماء القومي مهما دام المحتل على الأرض؛ فالنهاية هي الرحيل! 

رحلت بريطانيا  من اليمن وسيرحل الكيان الغاصب  من فلسطين، هذه سنّة مؤكدة، طالما هناك مقاومة ونضال..فالكيان الصهيوني  زواله حتمي..هكذا تعلمنا تجارب التاريخ!  وسيأتي اليوم الذي تقام فيه الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بحول الله وقوته!   .. حقا إن بربطانيا هي أم المصائب  والمتاعب لمنطقتنا ويمننا وأمننا وأمتنا.. فلقد جثمت على وطننا ١٢٨ سنة؛  ولولاها لما كان الصهاينة محتلين لفلسطين أصلاً! 

 بريطانيا هي أس الإرهاب،  فوزير خارجيتها (بلفور)، أنذاك وعد الصهاينة بوطن قومي لهم على أرض فلسطين، وسمي باسمه..إعطاء حق من يملك لمن لا يملك!؛  ولا تزال  بريطانيا تمسك بقلم مجلس الأمن فيما يخص اليمن، وكل فلسطين تذكر وعد بلفور المشؤوم وما خلّفه من مجازر ومذابح  في فلسطين، ومن تهجير وتطهير عرقي للفلسطينيين!   لقد فقدت بريطانيا  البصر والبصيرة حين احتلت اليمن ومُعظم بلدان العالم، كما هي أمريكا وربيبتها اليوم، فقدوا البصر والبصيرة بعدوانهم الوحشي على غزة  الاباء والمجد والتحرر! ومن وسط الوحشية والظلام،  ياتي لشعاع وينبلج الامل، نشد على استمرار النضال للمقاومين في أرض الرباط.. نهنئهم بنصرهم في طوفان الأقصى.. والملايين العربية منتظرة ليوم النصر النهائي في التحرير، وقيام الدولة الفلسطينية!؛   والتهنئة موصولة لقيادتنا السياسية  وشعبنا وكل أسر المناضلين الابطال في جبهة التحرير والجبهة القومية وكل لمناضلين في جنوب وطننا اليمني  في  الذكرى الــ (56) للاستقلال!

ولا يزال النضال مستمراً، ضد الكهنوت الحوثي الوكيل الحصري باليمن لإيران.. نتتطلع للاحتفال بعودة اليمن، إلى ممارسة دوره القومي  في إطار  أمته العربية ! ونتطلع للاحتفاء والاحتفال بتحرير فلسطين من العصابة الصهيونية المغتصبة!.. يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي