شكرا للجزيرة.. الهدنة كشفت وجه أمريكا والأقنعة؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٥٤ مساءً

 

حقاً إن الإعلام سلطة مسؤولة..حقا إن الإعلام قد كشف زيف الإدعاءات.. فشكراً للحزيرة على جهدها المُقدّر في حرصها على إيصال الصورة المروعة والمرعبة من على  أرض غزة الإباء.. بعد سريان الهدنة، شكراّ للجزيرة لأنها نقلت معاناة من بقيوا أحياء في غزة إن كان لا يزال بقية ضمير إنساني في هذا العالم ذو السلوك الوحشي والمنافق (المجامل) للمعتدي،أن يمنع عنهم استمرار القتل والتهجير والتجويع.. 

شكراً لكل الإعلام الذي ينقل الحقيقة ويدفع الأثمان.. عزائنا وتضامنا مع الجزيرة والميادين ومع كل قناة إعلامية فقدت صحفياً، ولكل عوائل الصحفيين الذين لقوا حتفهم بهذا العدوان الصهيو_امريكي القذر.. 

شكراً للجزيرة ومن تطوّع للعمل معها بارسال رسائل مرئية من أماكن غيابها،  شكراً للجزيرة، لأنها لم تعود إلى برامجها المعتادة، بل استمرت اثناء الهدنة تكشف حقيقة ما جرى على غزة  من دمار هائل ومخييف.. حرصت الجزيرة أن تُريَنا قبح وجه امريكا، فأظهرتها على حقيقتها من دون مكياج عربي، وجه موحش مفجع ولا إنساني.. 

الجزيرة دوماً تبحث بصدق عن الحقيقة، نقلت المشاهد من أرض غزة، وكشفت ألا مكان فيها، يجعلنا نستمر بالمطالبة والاستعطاف والاستجداء من أمريكا ان تقيم لنا دولة في فلسطين، او أن تضغط على كيانها بوقف عدوانه وهي من أمرته وسلحته وقوته.. لوفعلنا ذلك لخدعنا انفسنا وأمتنا وغزّة هاشم الملكومة (من قذائف امريكا اللعينة).. لقد اسقطت الجزيرة القناع وكشفت الحقيقة بأن غزة قد تُركت فريسة للذئاب، ولم تجد من عمقها العربي المدد والعون، من يمنع عنها الأذى، لا الوصول للإبادة، من يغيث سكانها، خذلت غزة وتنكّر لها حكام الأمة، وكانت تظن أن تجدهم الدعم  والسند!  فيا حكامنا  انظروا لغزة بعد الهدنة واحكموا.. فالهدنة كشفت امريكا الحقيقية، ألا زلتم لا تعرفون الوجه الحقيقي لها؟!؛ فمن يريد معرفة امريكا وانسانيتها، فلينظر لإرشيف الجزيرة المنقول من غزّة  فقط.. بعد الهدنة،  لقد رأينا امريكا على صورتها الحقيقية على غزة،  مهما حاولوا تجميلها..

 نعم! لقد سبق وأن رايناها في افغاتستان والعراق، فاستتسخ الصهاينة معلمتهم وزادوا عليها على أرض غزة بمباركة ودعم لا محدود من الإدارة الامريكية ولا تزال!؛ البعض صدّق جُرمها في افغانستان على أساس أنه من أجل الحرية والحضارة والتقدم، وان (طالبان) متخلفة، وهي كذلك!؛ لكن ما فعلته امريكا بأفغانستان لم يؤثر على حركة طالبان أو القاعدة ، بل لقد سلّمت أمريكا بيدها السلطة في افغاتستنان لطاليان مرّة اخرى!؛ بعد أن استكملت  تدمير افغاتستان!؛ 

والبعض صدّق كذبتها من أن العراق قد امتلك سلاح نووي، تبيّن بعد تدميرها للعراق، أن العراق كان قد امتلك فقط قيادة عربية قومية تقدّم الفلسطينيين على أبنائها؛ فقتلوا الرئيس الشهيد (صدام حسين) في صبيحة عيد الاضحى _يا مسلمين!_، ومعظم قيادته، ودمروا العراق وجيشه والبنى التحتية، لأن القيادة هناك فقط تجرأت وأرسلت صوريخها ضد الكيان اللقيط، أرسلوها إلى ربيبة أمريكا المصنوعة (دويلة اسرائيل) فتوجعتا؟.

رفعت الاقلام وجفت الصحف.. هذه الجملة استكمال لحديث شريف عظيم، تعليمي تربوي لغلام، مضمونه أنصح به أهل غزّة، فسألوا الله النصر يا أهل غزّة ،  واستعينوا بالله وحده،  واعلموا أنه لو اجتمعت امريكا ودويلة اسرائل وغيرهم على ان يضروكم بشيء لم يضروكم بشيء.. رفعت الأقلام وجفت الصحف..  

بعد ان شاهدنا من على قناة الجزيرة أن لا مقوّمات للحياة في غزّة، بعد هذا العدوان الوحشي الأمريكي الاسرائيلي عليها، وبمشاركة من الدول الغربية والدول المتواطئة أو الساكتة على هذا الوضع البائس الذي نراه هناك..لذا.. اقترح أن يبنى على غزة تمثال "التحرر"، كما بنت أمريكا تمثال "الحرّية" في نيويورك..

ما شاهدناه في غزة بعد الهدنة، أظهر للعالم من أن محور الصهيو_أمريكي  محور شرّ محض، أظهرت الصورة المروعة الآتية من هناك كم أن كتائب القسام وباقي الفصائل رحماء على أسراهم والمحتجزين عندهم، وغير منتقمين ابداً، كم هم عظماء، لانهم ببساطة يمثلون محور الخير.. فلله دركم يا كتائب القسام في سلوككم وتعاملكم وتوثيقكم المبهر..أنتم لا تبالغون، لا تكذبون وتنقلون الحقيقة، وتمارسون الانسانية كما أمركم ربكم ودينكم ونبيّكم، وبما تربيتم عليه من أخلاق عظيمة.. فأنتم الخيّرون وهم الاشرار، العالم كله يقول هذا، فهنيئا لكم هذا الفوز والانتصار بالقيم قبل المعركة، وبقيمكم النبيلة حكماً ستظفرون بالنتيجة بالنصر المؤزر في نهاية المطاف، بل لقد انتصرتم حقا  بملحمة طوفان الأقصى .. شكراً لكم أن وضحتم وصوبتم ما كانوا قد كذبوا وضللوا بسرديتهم عنكم، فبينتم الحقيقة سلوكاً وتصرفاً واخلاقاً، فأشاد بكم العالم، وصدّقكم وكذّبهم، عندما  أوصلتم الحقيفة بالصوت والصورة بحرفية عالية.. 

لقد رأى العالم الخراب والدمار والوحشية بعد أن هدأت الحرب.. ورأينا كيف تعامل القساميّون مع الأسرى والمحتجزين وكيف تعامل الصهاينة مع الأسرى الفلسطينيين ومع عوائلهم المحتفلين بخروجهم؛ فهم وامريكا محور الشر،لاشك في ذلك، ومن يشكك ويصدق انسانية وحضارة امريكا، فما عليه غير الإمعان في النظر للذي حصل بغزة..

أختم فأقول.. بعد أن شاهدنا جميعا الفظاعة على غزّة،لا ينفع مع ما رأيناه من دمار وخراب، الهُدن التكتيكية الامريكية،  فهي كما قنابلها الذكية، موت ودمار.. فهول الكارثة لا يحتاج هُدن لأيام، فهي لا تسمن ولا تغني من حوع.. بل يجب وجوباً  ضرورة وقف العدوان على الفور، وانسحاب العدو الصهيوني في الحال، وإحالة المجرمين، قاتلوا الاطفال  الخدّج للمحاكمة.. فإن لم.. فيجب على كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة بعد هذا الثمن الذي دفعته غزّة، باستشهاد الآلاف من الشهداء، والآلاف من الجرحى، وتدمير عشرات الآلاف من المساكن، وتدمير مقوّمات الحياة بغزّة، ينبغي الزحف باتجاه الداخل، بما انهم قد انهوا  مقوّمات  الحياة في غزة، فلا بديل ولا تعويض لأبناء غزّة، إلا بالمساكن التي في المستوطنات، وأولئك عليهم ان يعودوا الى مواطنهم الأصلية.. 

على المقاومة استمرار النضال والجهاد لتحرير الداخل الفلسطيني، بحيث يكون تعويض سكان غزة بمساكن المستوطنين المبنية على أراضي الفلسطينيين، فهي من حقهم كتعويض،هذا أقل القليل بحقهم، فثمن دمائهم وتدمير منازلهم وتهجيرهم التحرير..وقيام الدولة الفلسطينية، وأن يعوض سكان غزة بمساكن  المستوطنين التي بنيت على أرضهم بالقوة!؛ ومعيب عليكم معشر العرب والمسلمين بعد أن كشفت أمريكا وجهها القبيح، وكل الافنعة، بما رأيتموه من دمار لغزّة؛ أن يستأنف الكيان الصهيوني العدوان بعد انقضاء الهُدنة من جديد!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي