إلى المثبطين اصمتوا!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٢٠ مساءً

 

هدنة بعد خمسين يوما،لاشك أن الهدنة هي فرصة لرؤية ما خلفته ماكنة الحرب الصهيو_امريكية، لرؤية بشاعة وخساسة وجرم ووحشية أمريكا قبل دويلة اسرائيل؛ وهي فرصة ايضاً لحواضن المقاومة (اهالي غزة الكرام) ان يتفقدوا ممتملكاتهم وبيوتهم واخراج أهاليهم من تحت الانقاض.. غزّة بعد ساعات من الهدنة ركام في ركام..غزّة اليوم تلعن كل الدول السبعة والخمسين التي أجتمعت في الرياض، وتركت أمريكا واسرائيل تتعربد بغزّة، لاشباع غريزتيهما! 

ولا شك ان هناك من سينبرأ ويقول حماس السبب، اخطأت عندما قامت بعملية طوفان الاقصى، واحرجتنا وحالهم يقول: نحن لا طاقة لنا اليوم باسرائيل..حماس وضعتنا في هذا الأمر المحرج..   فماذا تريدون منا ان نعمل؟!؛ نقول لهم أن هذا الكيان اللقيط لم يستطع هزيمة المقاومة في (حجر الديك)،  فمابالكم (بغزة كلها)،  فلماذ الخوف والجبن يا دولنا العربية إذاً؟!  .. انصح الجميع بالإطلاع بتأمل على سورة الاحزاب،وبخاصة الآيات (27_10)،  التي تشرح حال غزّة وكأن الآيات نزلت لتوها على غزة.. الأحداث تتكرر.. والمواقف تتكرر ايضا.. 

جاء الصهاينة إلى غزّة من السماء ومن البحر ومن البر،  ودولنا للآسف زاغت ابصارها دهشة وحيرة، وارتجفت خوفا وجُبْتا، واستسلموا ورصخوا وصادقوا، لأن تكون حماس لا مستقبل سياسي لها، تصديقا لما قررته امريكا ودويلة اسرلئيل، فظتوا أن الله لن يصر غزة وحماس! 

ولله دركم ياغزة ومقاومتها.. كم انتم رجال؟!  كم انتم احرار؟! ولا احداً في الدنيا ابتلي مثلهم! رجال وثقوا بالله، فرفع شانهم وجاههم، ابتلائكم عظيم ولا شك أن جزاءكم عظيم؛ فالجزاءات العظيمة لا تاتي إلى من الاتبلاءات العظيمة..هناك في غزة ابتليت حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة وكل أهالي غزة وزلزلوا زلزالاً شديداً!

ومعلوم أن المنافقين في كل زمان يثبطوا العزائم والارادات ويشككون بالنصر محاولين فقد لذته من عامة الناس، ويحاولون تشويهه، فيقولون أن حماس والمقاومة من المستحيل أن تنتصر، بل ومصرين أن هزيمتها مؤكدة، مبررين بأن الطرف الأخر يمتلك القوة والشدة والارادة الفولاذية لإنهاء حماس من الوجود،خابوا أولئك المنافقين.. أرأينم مرضاً مثل هذا؟!

أنظرو إلى كثير من المثبطين وهم يقولون يا أهل غزة لا مقام لكم بالنصر والتمكّين، ففروا بانفسكم.. اقبلوا التهجير لتنجو بانفسكم.. كما قيل  زمان تماماً  يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا.. تقول دولنا اننا لا نريد جر بلداننا للحرب والتدمير، كما دمرت غزة بسبب حماس.. وإذا بقيوا يتفرجوا، فليعلموا  أنه سيأتيهم حتما ما يتخوقون منه، طال الزمان أم قصر!؛ دولنا تظهر الجُبن والليونة مع العدو الصهيوني، ويمارسون القمع للآسف على شعوبهم، فيسومونهم سوء العذاب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. 

إن من يقبل وينصح بالتهجير، خوفًا من الموت أو من القتل،فهو بذلك لا يزيد من الآجال،؛ لأن الآجال مقدرة من عند الله، ومن ولم يَحِنْ أجله فإنه لا يستمتع في الحياة إلا زمنًا قليلًا!؛ فلا مانع  من الموت ولا الهروب منه.. ﴿قُل مَن ذَا الَّذي يَعصِمُكُم مِنَ اللَّهِ إِن أَرادَ بِكُم سوءًا أَو أَرادَ بِكُم رَحمَةً وَلا يَجِدونَ لَهُم مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا﴾ [الأحزاب: 17].. أيها العرب.. الله يعلم المُثَبِّطين منكم لمن يدعم حماس ويقاتل معها، فيعلم الذين يقولون للناس لا تقاتلوا مع حماس حتى لا تُقْتَلوا، فإنا نخاف عليكم القتل، وهؤلاء المُخَذِّلون لا يأتون الحرب ولا يشاركون فيها إلا نادرًا؛ ليدفعوا عن أنفسهم العار، لا لينصروا غزّة وأهلها! 

.. الله.. الله.. يا أيها النظام العربي الرسمي  كم أنتم بخلاء على غزة؟!؛ شربة ماء لم تصلهم خلال خمسبن يوما..قال تعالى: ﴿أَشِحَّةً عَلَيكُم فَإِذا جاءَ الخَوفُ رَأَيتَهُم يَنظُرونَ إِلَيكَ تَدورُ أَعيُنُهُم كَالَّذي يُغشى عَلَيهِ مِنَ المَوتِ فَإِذا ذَهَبَ الخَوفُ سَلَقوكُم بِأَلسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخَيرِ أُولئِكَ لَم يُؤمِنوا فَأَحبَطَ اللَّهُ أَعمالَهُم وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرًا﴾ [الأحزاب: 19]. بخلاء بانفسهم واموالهم، وبخلاء حتى بمودتهم، فإذا برز القساميون، تدور أعينهم من الجبن مثل دوران عيني من يعاني سكرات الموت، فإذا ذهب عنهم الخوف واطمأنوا آذوكم بالكلام بألسنة سليطة، وشيطنوا حماس، أولئك المتصفون بهذه الصفات لم يؤمنوا حقًّا، سيبطل الله ثواب أعمالهم، وذلك على الله يسير..

  هنيئا لكم يا حمساويين ويا الجهاد الاسلامي ويا كل الفصائل ويا كل مقاوم لحلف الصهيو-امريكي،انكم مقتدون قدوة حسنة برسول الله.. إذ حضرتم الجهاد والقتال بأنفسكم وباشرتم عدوكم وانتصرتم لنا كلنا،  فأنتم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسيجزيكم الله عليه بصدقكم خير الجزاء..ولقد وصفكم الله بالرجال الانكم صدقتم بما عاهدتم الله.. وسيرد الله الصهيو_امريكي ومن جاراهم بغيظهم، ولن ينالوا نصراً أو استىصال حماس والمقاومة، وسيبلغ الله المقاومة مديات لم يبلغوها من قبل باذنه تعالى.. وليخرس وليصمت كل مثبط.. والسلام عليكم.. وجمعتكم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي