الموقف من الحوثي مبدئي!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً

 

 

 

موقفنا من الحوثي مبدئي،دستوري (شرعي) وقانوني؛ لا لحظي ولا شكلي ولا روتيني!؛ فموقفنا من الحوثي معلوم،ورفضنا لسلوكه وأيدلوجيته مفروغ.. واستمرار نضالنا ضده وضد انقلابه مشروع، وما مارسه ويمارسه من قتل وتشريد وإجرام وتمزيق أقرب لما يقوم به (بني صهيون)، ولا يسقط بإرسال صاروخ أو طائرة مسيرة إلى أم (الرشراش) والتي لا  منها أحد قُتِلْ أو حتى موجوع أو مفجوع، ولا تسقط  بالتقادم ومحاكمته أمر محتوم محتوم.. يقلّد الصهاينة ويدّعي أنه مع المكلوم والمظلوم..

ورغم موقفنا الداخلي منه الذي لا نحييد عنه ولا تبدبل ولا تحويل، ولا تبييض لجرمه أو تبرير أو تأويل.. 

 

 

فعدواتنا معه دستورية وقانونية، لانه أنقلب على الاجماع والشرعية، ونهب واستولى على المؤسسات المدنية والعسكرية، ووظفها لمأربه الشخصية، وخلافنا معه أيضاً لما يحمل من ايدولوجية، فلا نقبل مطلقاً تقسيم الأمة اليمنية، بين زيدية وشافعية، وبين سيد وعبد ورعية، ولا نقبل مبائعة قائد الحركة الحوثية، أو ما يسمونه زوراً بقائد المسيرة الايمانية (القرآنية)، فسيبقى في نظرنا انقلابي وعدواني وجماعته منظمة إرهاببة، مهما حاولوا التجميل،بانهم مع القضية الفلسطينية، فالأغلب يعلم أن محاولتهم فقط لتغيير الصورة الذهنية،  لمارسخ عنهم في الذاكرة اليمنية، وما اقترفوه من جرائم إنسانية، فأفعالهم شنيعة وفظيعة ومأساوية، ووجوههم ستبقى سوداوية، وافكارهم ومعتقداتهم شعوذة وتحهيل وظلامية، وظلمهم يتطابق تماماً مع ظلم الصهيونية! 

 

 

..غير إنه، إن فعلوا ما يستوجب التأييد والمباركة ضد الكيان الصهيوني، فلا أتردد بذلك مع كل الاحتفاظ بخصوماتنا الداخلية معهم حتى يرعوا ويعودا الى صوابهم ويكونوا مكوّن من مكوّنات الشعب اليمني، ويقدموا مجرميهم للمحاكمة، عندها ستزول الخصومة.. حتى هذه اللحظة فهم ظالمون، منقلبون،  معتدون، والصهاينة ايضاً مثلهم ظالمون، وانا من الذين يؤمنون بل ويدعون  بهذا الدعاء: (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين).. على هذا أشجع الحوثي استهداف الصهاينة حتى أجنب استخدامها على أبناء شعبنا، فإن أصاب، فقد أفاد ابناء غزّة، وإن لم، فقد ضرباته  تُدوشْ كما يقال، وجنبنا الله شروره على أرض اليمن!؛ واقول هنا.. اللهم اجعل ما يجري في غزّة جرس انذار وتنبيه للحوثي ليعرف مدى فداحة ظلمه واجرامه، وليُعلن توبته وتراجعه، ويقوم بالآتي:

- رفع الحصار الفوري عن تعز وعن كل المناطق اليمنية.

 

 

- يوقف الاعتقال والتعذيب، ويقوم بتبييض كل سجونه ويبدأ بإطلاق الاطفال والنساء،حتى ينسجم قوله مع تأييده لحماس بالقول والفعل،حيث هي من مؤيدي تبييض السجون، وهي فكرة يمنية منذ اتفاق ستكهولم، ولم تنفذ بعد وفقاً مبدأ( الكل مقابل الكل).

 

 

- إعادة الخدمات للمناطق التي تحت سيطرته وتوفير الوقود ودفع الرواتب، وإبعاد المنظومة الصحية والمستشفيات عن تدخله. 

 

 

- القبول بتسوية سياسية يمنية_يمنية، تبذل المملكة جهوداً فيها وترعاها،وبحيث لا تتعارض مع القرار ٢٢١٦ ومخرجات الحوار الوطني، ومطلوب توحيد الساحات اليمنية على قاعدة التوافق  والشراكة الوطنية، قبل توحيدها أو بالتزامن مع توحيدها مع محور المقاومة .

- الإستعداد لإنهاء انقلابه واعادة الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية وكل ما نهب.

 

 

- ألا يكون الحوثي أبداً ذراع للمشروع  الفارسي. 

- ألا يعمل الحوثي بقوة السلاح أو بالتضليل لتحويل قناعات الناس بأيدلوجيته، وتحويل اليمن من نظام جمهوري إلى نظام (الولي الفقيه)، وفرض (الخمس) و(الجبايات) و(التمييز) العنصري. 

 

 

- فإن قبلوا بذلك، فليتعهدوا بتوجيه كل مالديهم من صواريخ ومسيرات تجاه الكيان الصهيوني دفعة واحدة او مجزأة، بدل قتل اليمنين بها، والتعهد بإعلاء مبدأ دم اليمني على اليمني مُحرّم ومُجرّم.. 

 

 

نحن دوما مع الحق،  مع  الشرعية، مع الجمهورية والدولة اليمنية،  وضد الملشنة وفرض الرأي بقوة السلاح.. لاعبودية إلا لله، الذي خلقنا أحرراً، ولا إمامية بعد ان جمهرنا، ولاشرعية أو شرعنة لإنقلاب،  ولا تبييض لاجرام، ولا تجزئة للمظلومية فمن يريد رفع الظلم، عليه أولاً ألا يمارس الظلم ضد أهله وبلده! 

 

 

.. ونفسي أرى كم صهيوني من مجموع بيانات الحوثي قُتِل، وكم منشآة دمّرت، وكم مستوطن من ضرباته هرب وهاجر؛ فطالما لا ردود أفعال ضده، معنى ذلك أن ضرباته لا تُدْوشْ لحد الآن! نتمنى أن تصيب وتدوش وتقتل وتفجع ومن ضررها المستوطنون يرحلون، والنصر لغزّة على الدوام، والسلام ختام!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي