غزّة ومضيقي "هرمز" و"باب المندب" وخارطة طريق التسوية؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:٢٩ مساءً

لا شك أن موقف الإدرة الأمريكية ومعظم الحكومات الغربية الذين تقاطروا (لتل أبيب) دعماً وتأييداً للعدوان على غزّة وإبادتها، ودعماً بصفة خاصة للمجرم (نتنياهو) قاتل الأطفال الخدّج، ومدمّر البيوت على رؤوس ساكنيها، ومقتحم المستشفيات وطارد مرضاها من أسِرَّتهم، والمتعمّد لإحداث الموت بالجملة، باستهدافه مدارس الإنروى الحاملة للعَلَم الأممي؛ ..ذلك.. يستحق موقفاً مماثلاً من أمة العرب والمسلمين لمؤازرة غزّة وايقاف العدوان عليها فوراً، عجزت قمتهما المدمجة تحقيقه حتى اللحظة بكسر الحصار وفرض إدخال كل ما يلزم من مساعدات!  بعد القمّة ازداد الإمعان في الإجرام، وتصلبّ قادة الكيان الصهيوني رافضاً توقيف المذابح اليومية المرعبة على أرض غزة،واستمر للآسف  التغطية لكل أفعالهم القبيحة المزرية والمرعبة، ومن دون حتى  توبيخ أو لوم او ضغط، وله معنى،من قبل أمريكا والدول الغربية .. بل وبالغوا فكانوا "ملك اكثر من الملك"، فرفضوا وقف العدوان، ولو حتى في حده الأدنى كهُدن إنسانية..  ..إزاء هكذا وضع غير سويّ ومختلّ ومعطلّ للشرعية الدولية في حفظ الأمن والسلم الدوليين ، الكيان الصهيوني وجد الشيك المفتوح له فرصة لإشباع غريزته من الدماء الفلسطينية، بضوء أخضر أمريكي مستمر بجرائم الحرب والإبادة، منتهك، ولا يبالي بقرارات الشرعية الدولية، ومنتهك للقانون الدولي الانساني، ويمارس الانتهاكات الصارخة للمسشفيات ومدارس الانروى؛  .. فإن ذلك يتطلب فعلاً.. من القادرين(ايران وأذرعها _محور المقاومة_ ) توسيع المعركة للتخفيف على أهل غزة وتشتيت قوى العدوان، والتحرك العملياتي المعلن  بإغلاق مضيق "هرمز" إن لزم، و "باب المندب"، فبالتوقيف لباب المندب، حكماً سيتوقف العدوان أو ستُمدّ الحرب للمنطقة كلها، وسينتهي هذا الاستفراد المقزز لغزّة وأهلها! غير أنني على يقين، لو فقط تمّ التلويح والنّية في الغلق لتغيّر كل شيء لصالح غزّة والفلسطينيين!  وشاءت الأقدار أن تدّعي إيران وأذرعها  الدعم والاسناد لغزة. والحوثيون، هم المسيطرون على باب المندب،  أي أن المنفذين بيديهما، وبما أن المطالبة بتوقيف التصدير فد فشلت، فبإمكان الحوثي تنفيذه عملياً بالإعلان عن غلق المضيق رسمياً دعماً ومؤزرة لغزّة،  وحتى يتوقف العدوان_ ومعلوم أن باب المندب مهم للأمن القومي الأمريكي والأوروبي، ويتحكم بمصير طاقة أوروبا، إذ أن حوالي 60% من إمداد الطاقة العالمية يمرّ منه؛ فالحصار بالحصار؛ لابد من الضغط، كي يتمّ إيصال المساعدات وانهاء العدوان من قبل محور الارهاب الصهيو امريكي على غزّة! إن مضيق هرمز يتحكم بمصير الطاقة ومضيق باب المندب يتحكم بالاقتصاد العالمي كله.. ورقتان متاحتان ممكن بهما إحداث اختراق جدّي لتصرة غزة وفلسطين !   وهنيئا للشرعية اعتراف الحوثي بأنه" عصابة" وليس وريث "دولة"، فالدولة تتخذ قرارات لا تُمارس قرصنة هنا وهناك، بل تهدد بالغلق، وإن لم يرعوا تتفذ قرارها، ازاء انتهاك كل القوانين الدولية والانسانية على أرض غزّة العزّة!     أحرق الحوثي أحد الأوراق الفاعلة بقرصنته لسفينة مدنية،  لموقع باب المندب الاستراتيجي الذي بامكانه انهاء العدوان وفك الحصار على غزة، لو تمّ اغلاقه!، وتعمّد تعطيل خارطة السلام السعودية للأزمة اليمنية التي كان قد وافق عليها برعاية سعودية ووساطة عمانية!  الحوثي أثبت بالملموس انه عصاية وليس دولة ولا مسؤول، يستخدم المؤسسة العسكرية لإصدار بيان رسمي بتنفيذ   "قرصنة"، فلو كان يمثل القرار اليمني المستقل ويدير دولة، ورثها بالانقلاب، كان عليه ان يهدد باغلاق باب المندب إن لم ينتهي العدوان على غزة ويفك الحصار عليها، لا أن يسمح للبوارج العسكرية الأمريكية بالمرور والتمركز بالبحر الأحمر، كان عليه إن أراد حقاً أن يسند غزّة أن يستمر بالمحاولة بما يمتلك من مسيرات وصواريخ في توجيهها ضد الكيان الصهيوني بالعمق حتى يوجعه كما أوجعنا بغزّة، ويوجهها كذلك ضد البوارج الأمريكية القربية منه وكذا ضد القواعد العسكرية الصهيونية المحيطة به.. لكن الحوثي أراد من عملية البارحة التراجع عن استهداف" إيلات"،  والتنصل عمّا توصل إليه مع قيادة المملكة العربية السعودية من تفاهمات واتفاق على مبادئ وخارطة طريق للسلام في اليمن، وقد يصنف الحوثي عالمياً بفعلته بانه منظمة إرهاببة، مما سيصعب على المملكة العربية السعودية الاستمرار في التفاوض مع الحوثي في مثل هكذا توصيف،لو حدث! وغزّة وفك حصارها لها ربّ السماء والارض القادر على كل شيء.. والسلام باليمن  لا يمكن تحقيقه مالم ينفذ القرار ٢٢١٦ وباقي المرجعيات!  اختم فأقول:  لله الأمر من قبل ومن بعد..  ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. وإن الله على نصر الغزّيين لقدير..   

الحجر الصحفي في زمن الحوثي