واااسلاماه على غزّتاه!

د. علي العسلي
السبت ، ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٥ مساءً

مجمع الشفاء شاهد حي اليوم، يا دولنا الإسلامية على خذلانكم؟!   لقد أجتمعتم في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، في الرياض..فماذا قررتم؟! فلماذا لم تعملوا بالمنتظر منكم؟! أترون نتيجة قمّتكم باجلاء مستشفى الشفاء عُنّْوة؟ أم لا ترون؟!  قمّتكم الإسلامية، غير العادية طلعت القبول بالامر الواقع، قمة  القبول العادي لما يجري على غزّة، قمتكم الاستثنائية، طلعت فعلا استثنائية،فاستثنت تنفيذ كل قرار اتخذتموه إلى أجل غير مسمى.. سبعة وخمسون دولة، شعوبها أكثر من مليار ونيف نسمة، ومُثِّلت بالقمة  بأعلى المستويات.. وقراراتها هي الأدنى، وياليتها سعت بصدق لتنفذها على الواقع!  سبع أيام خلت على القمة، لكنها كانت أيام  عصيبة جداً على غزة ومستشفياتها ونزلائها ..  أرأيتم كيف أن قادة الكيان الصهيوني بعد القمّة تنمروا أكثر،  وتحدوا أكثر، وضربوا عرض الحائط بكل القوانين الدولية الإنسانية، وحتى بضغوط أصدقائهم.. ها هم قادة  الكيان حاصروا مجمع الشفاء خلال الأيام السبع، ثم أقتحموه ودمّروا محتوياته، وعبثوا بالجثث وسرقوا بعضها، ثم خلصوا اليوم إلى قرار أحمق بالإجلاء القسري لكل من في داخل مستشفى الشفاء،إلا القليل منهم.. قمّة مشتركة طارئة وبشكل استثنائي، لم تجلب للفلسطينيين إلا مزيد من التوحش من قبل هذا  الكيان الصهيوني القبيح، ضد أحبتنا في غزّة، وذلك عائد لضعف قراراتكم وإرادتكم في التنفيذ!  لن أدخل في تفاصيل مخرجات  القمّة وخطب زعمائها، وسأكتفي فقط للاشارة إلى القرار الثالث العملي من إجمالي واحد وثلاثين قرار فضفاض؛ فالقرار نصّ على: "كسر الحصار على غزّة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية"، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع "بشكل فوري"…  هذا القرار العملي ايضا معطل، وممكن اعتباره بعد سبعة أيام من عدم وصول المساعدات فضفاضًا ايضاً، والسبب في ظني يرجع إلى عدم شرح آليّتُه ولم تُطرح وسائل تطبيقه ولا كيف سيواجه الرفض الصهيوني لتنفيذه.. بل أن نتنياهو سخر من القمّة والزعماء العرب، وقال لهم أنتم أصمتوا ولا تتكلموا، ثم ها هو يتحدى القمّة وكل الضغوط، ويصل للمكان الذي يريد وفي المقدمة مجمع مستشفى الشفاء ولا يستطيع أن يمنعه أحد.. ومن صبيحة هذا اليوم يُنفذ قرار القمة بالمقلوب، فيفرض إجلاء المستشفيات قسرياً دون اكتراث،إلا القليل منهم، وادارة المستشفى الآن بعد أن عجزت عن تقديم الخدمات الصحية وبعد أن رأت العالم يتفرج لعربدة الكيان الصهيوني بالمستشفى دون ان يلجمه أحد، تناشد أيضاً باجلائهم لتلقي العلاج لأن المستشفى لم يعد صالحا للعلاج بل جعله الصهيانة مقبرة، ويمنع وصول الوفود والغذاء والدواء إليه، بل يخليه بالقوة.. ولا يبالي بسبعة وخمسين دولة، لأنه يدرك أن القرار لم يوضع للتنفيذ وانما للتخدير وامتصاص نقمة الشعوب، فأخزاهم نتنياهو بصلفه وعناده، ونفّذ القرار عملياً بالضد منه.. عار على القمة هذا.. وعار على المسلمين أن ينظروا إلى جرحى ومرضى المسلمين يجبرون على الخروج من أسِّرتهم في مستشفى الشفاء بغزة.. الصهاينة يخرجونهم ويحبرونهم على المشي بأرجلهم، وهم لايستطيعون المشي لامتار، فما بالكم بالكيلومترات..عار وخزي على أمة الإسلام أن يحصل هذا.. نقول لأهل غزة الله معكم.. ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.. ونختم ونصرخ، فنفول:  وااااسلاماه على غزتاه!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي