قمّة الرفض لا القبول؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٠ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٥ مساءً

غدا ستعقد القمّة العربية بأرض الحرمين الشريفين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز،  وبعد غد ستعقد القمّة الاسلامية بنفس المكان وتحت نفس القيادة..  تاخرتا القّمتين كثيرا،  فدُمّرت غزة وأبيد معظمها، واستعمل الكيان الصهيوني أقذر الأسلحة من القنابل الفوسفورية إلى هدم المباني دون تحذير، إلى منع وصول الغذاء والدواء والوقود؛ إلى استهداف ممنهج لقتل الاطفال والنساء بصورة متعمّدة، لقتل روح المقاومة في المستقبل، وإلى استهداف المستشفيات، وما ازداد القصف عليها قبيل انعقاد القمّتين بساعات، إلا لإحراج القادة، ومحاولة لإثبات عجزهم عن لجمه من تنفيذ تهديداته .. وغرضه كذلك إجبار الجرحى والمحتمين بالمستشفيات إلى النزوح .. وواضح من استهداف الكيان الصهيوني  للمستشفيات وطلب مستشفيات عائمة بديلة أو في العريش لتحقيق استراتيحية واحدة، تهجير أبناء غزة.. ونتيجة للضغط واستهداف ما كان مُحصّناً بحسب اتفاقية جنيف،أضطر الآلاف للنزوح والهجرة، وكلما وصلوا إلى مكان استهدفوا، كي يواصلوا النزوح والهجرة.. فالهجرة بفعل القسوة والوحشية، حاصلة فعلياً، والقمّة العربية بين خيارين؛ إما تعميد الهجرة، ولا نريد لها ذلك، ولا نرغب لها أن تضع نفسها في هذا الموقع؛ وإما الرفض، والرفض يتطلب عدة اجراءات قبيل انعقاد القمة.. يتطلب من رئاسة القمّتين الإتصال الساخن مع الامريكان الآن،  والطلب فوراً من امريكا إيقاف العدوان والسماح بفتح المعابر وايقاف استهداف المستشفيات، وعودة النازحين الآن إلى مناطقهم مع تعهد بتأمين عودتهم وادخال المساعدات المكدسة  في الجانب المصري ومن دون تفتيش من قبل الكيان الصهيوني،بهذا ستنعقد القمّة وستحقق النجاح المأمول، ونحن نريد للقمتين النجاح.. وإما ستنعقد القمتين للتسليم بالأمر الواقع، بقبول التهجير، لأن العدو يعمل بوتيرة عالية بالدفع بالسكان نحو النزوح، وقد يتجرأ ويقصف المستشفيات ويوقع مجازر قبيل الانعقاد مباشرة، وبالتالي ستتحول القمتين إلى نياح وبكائيات وستكتفي بالإدانة،  وهذا مالا نريد حدوثه للقمتين..  أتمنى على الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، وهو شاب قيادي، طموح ومدرك للاخطار المحدقة، ولا يحب إلا النجاح،  وقد أتاه مُشرعاً.. فما عليه إلا الإتصال الساخن جداً مع الرئيس الأمريكي، وبدل ما يخيرنا بواقع مخزي امام الشعوب، ومزري أمام التاريخ .. فإن سمو الامير بإمكانه هذه المرّة، الله  لوفعلها!؛  ستعد سابقة على  كل القمم العريية التي حصلت، بامكانية الامير يخيره بأن على امريكا ان تبدي احتراما وتقديرا لمشاعر الامتين العربية والاسلامية، وذلك من خلال أمر امريكا للكيان الصهيوني ايقاف العدوان فوراً باعتباره أمن قومي لامريكا، إذ لا يعقل أن تعقد القمم والعدوان مستمر؛ فإن لم؛ فإن الأمتين ستتخذ من أمريكا المواقف التي تناسب  موقفها المنحاز..  ياسمو الامير،  في كثير من  القمم السابقة كنا نتلقّى  حتى كيف نصيغ بياناتنا وانتقاء الجمل التي لا تزعّل امريكا..امريكا في هذا العدوان،هي من زعلّت  كل العرب والمسلمين بانحيازها السافر للكيان الصهيوني، لا بل  ومشاركتها في العدوان ولا ترغب حتى اللحظة بتوقيفه، لأنها لم تجد من يقول لها كفى.. الأمل في قمتيكم ورئاستكم للقمتين.. اطلب منها بكل قوة.. قول لها يا امريكا أوقفي العدوان، وستوقفه إذا طلبتم ذلك؟ امريكا هي من تريد  استمرار العدوان، والقمة العربية هي من تسطيع ان تضغط على امريكا لايقافه..نقطة من أول السطر.. ..اتمنى من كل قلبي أن اسمع بوقف العدوان، وعدم  الاستهداف للمستشفيات، ودخول كل المكدس بالعريش من المساعدات، وقبل انعقاد القمة؛ وبالتصريح  الصريح في ذلك من قبل الرئيس (بايدن) الذي أجاز العدوان واستمراره.. على القمّة ان تستشعر ماعاناه الغزاويين، وان تتخذ مواقف تتناسب مع  حجم التضحيات والدماء الغزاوية الغالية التي سالت..   صحيح أن القمّة  تنعقد في ظروف مزرية جداً ، والكثير لا يراهنون ولا يتوقعون منها أي شيء ذي قيمة..لكن الحقيقة أن البلد المستضيف له وزنه العربي والدولي، والأمير الشاب عودنا بالمواقف التي تحرج الأمريكان،  لديه أوراق تكسر أمريكا والكيان الصهيوني، وطالما أنه دعا للقمة في مثل هكذا وضع سيء، فلا شك أنه سيستعمل الاوراق قبيل انعقاد القمة ليضمن للقمة النجاح، وستأتي القمة لتبارك الإنجاز المتحقق على الارض وليس العكس.. أمامك ياسمو الامير محمد بن سلمان  عدة ساعات استخدم دبلوماسيك وضغوطاتك على أمريكا وحدها، ركّز عليها، فهي من شنت العدوان وهي فقط من ستوقفه، فلو هددتهم، لتراجعوا  وأوقفوا العدوان،قول لهم.. نرفض العدوان، نرفض الاستمرار، نرفض الحصار، نرفض عدم دخول المساعدات، نرفض القرب من المستسفيات واللاجئين فيها، ونرفض التهجير.. واتخذوا القرار انتم بفك الحصار،ووجهوا بالتحرك الفوري لقوافل الدول العربية والاسلامية، من العريش باتجاه غزة الأبية، وأدخلوا الغذاء والاطبا، واعيدوا  تأهيل المستشفيات، لا قصفها،  وادخلوا كل حاجة القطاع من الوقود وكل ما يطلب.. بهذا ستغيرون المعادلات،  وستصلون للسلام الذي ترغبون وستحمون كرامة ودماء الأمة كلها، فقد أصاب الجميع الجرح، فضمدوها إذا تكرمتم في قمّتيكم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي