المملكة العربية السعودية ومشروع النهضة

د. عبده مغلس
الجمعة ، ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:١٣ مساءً

 

في حياة الأمم والشعوب والدول، لحظات متميزة فارقة، فيها يُصنع التاريخ، وتُرسى بها دعائم النهضة والحضارة والتطور، تتجلى فيها مشيئة الله وحكمته، في استخلافه للإنسان، وتسخير ما في السموات والأرض جميعاً له، في هذه اللحظة الزمنية الفارقة، تلتقي فيها مقدرة وإرادة وريادة الإنسان بِقُدرة الله، لتُظهر الحكمة من خلق الإنسان، ونفخة الروح، والتسخير، للاستخلاف، فيُبدع عقل الإنسان، بتوظيف مكوناته الفطرية والعقلية والمعرفية، ودمجها بما في الوجود من تسخير، ليمارس استعماره للأرض، والقيام بمهمته الاستخلافية، التي كلفه الله بها، وتحمل أمانتها، منتجاً حقائق نفخة الروح المعرفية بالهيمنة والتسخير، ليدرك الملائكة علم الله في خلقه للإنسان، وسر سجودهم له، ويدرك ابليس تفضيل الله لخليفته عليه، ويدرك الناس والوجود عظمة الخالق، وعظمة خليفته الإنسان، في بناء الأرض واكتشاف حقائق الوجود وقوانينه. هذه اللحظة التاريخية الفارقة في النهضة الإنسانية، وما يرافقها من توجيه وتسخير ما اعطاه الله لأرض الحرمين المباركة، والتي تعيشها المملكة الشقيقة، تحدث بتوفر القيادة والإرادة والريادة والتميز، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، قيادة تسير بالمملكة نحو المجد، بحكمة، وحنكة، وسرعة، وتنوع، وتفرد، ضمن رؤية ٢٠٣٠، على كل الأصعدة المعرفية، والدينية، والإنسانية، والثقافية والاقتصادية والتنموية، هذا السير  والمسار المتعدد التنوع، أربك المراقبين والمتابعين، للشأن العام في المملكة وأذهلهم، فمن عرف المملكة قبل ثماني  سنوات، ويراها اليوم سيكتشف حجم ونوعية وسرعة التطور الذي قطعته المملكة، بجوانبه المختلفة، الحضارية، والمعرفية، والدينية، والإنسانية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية. هذا التحول والتطور الحضاري جعل من المملكة الشقيقة قوة متمكنة قادرة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. هو تحول صارم وحاسم وحكيم، تقوده القيادة السعودية، لتنفيذ سياسة مختلفة غير مسبوقة في المنطقة، سياسة وطنية خالصة، بعيدة عن التبعية والقطبية، في كل المجالات، وعلى رأسها مجال الطاقة والاقتصاد، المحرك الأساس للنهضة والتطور، سياسة تهدف في المقام الأول لتنوع تمويل التحول الحضاري، والاقتصادي والتنموي بالمملكة، استراتيجيتها رؤية ٢٠٣٠، وعنوانها السعودية أولاً، وهدفها شرق أوسط مستقر ومزدهر ومتناغم ومتعايش، ولهذا بدأت المملكة سعيها الصادق والحاسم، لتصفير الحروب والصراعات في المنطقة، فتمت المصالحة الخليجية، والتعاون المصري السعودي المتميز، وعملية الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، والذي سبقه منذ بداية الانقلاب على الشرعية اليمنية، الوقوف الداعم مع الشرعية اليمنية، وقيادة تحالف دعم الشرعية، وتقديم المبادرة السعودية للسلام في اليمن، والتي تسارعت وتيرتها بشكل يخدم شرعية الدولة، والسلام والاستقرار في اليمن، وفق الثوابت الوطنية المتفق عليها، ومبادرة عودة سوريا -التي قادتها المملكة- للحضن العربي وجامعته العربية، وتطبيع العلاقات مع تركيا، واصرار المملكة وتمسكها بخيار السلام مع إسرائيل، وفق مبادرة السلام العربية، وبعد تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية للسلام التي قُدمت في قمة بيروت عام 2002، والوقوف بمسافة وازنة بين الشرق والغرب، والتوجه للمشاركة والمساهمة والقيادة، في كل التكتلات الاقتصادية العالمية، التي تقود اقتصادات العالم، وكل العالم يفتح  أبواب أفاق التعاون البناء مع المملكة في كل المجالات. ما نشهده ونشهد عليه، هو أن المملكة الشقيقة، تعيش لحظة تاريخية فارقة وحاسمة، بقيادة فريدة، فاعلة، وحكيمة، تجمع ما بين الحكمة والطموح، والإرادة والإدارة، لتكون لها الريادة والقدرة والفاعلية، في صناعة حضارة الحاضر والمستقبل، بكل مجالات الحياة الإنسانية، قيادة تصنع مملكة الحاضر والمستقبل، الحاملة والحامية، لمشروع نهضة العروبة والإسلام. في هذه اللحظة التاريخية بحياة الأمة، على كل مؤمن بالنهضة العربية والإسلامية، الوقوف الداعم خلف المملكة وقيادتها في مشروع نهضة الأمة.   حفظ الله المملكة قيادة وحكومة وشعب، من كل شرور التآمر، المستهدف لمشروع نهضتها الرائد، ووفقها الله لقيادة عملية احلال السلام في اليمن والمنطقة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي