بين المصارع والفنان !

خالد الرويشان
السبت ، ٢٦ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٤٣ مساءً

عندما ينهال مصارعٌ على فنان بالضرب المُبرّح فمن الطبيعي أن تجد نفسك متعاطفاً مع الفنان! أمّا المصارع فهو الرئيس الروسي بوتين وأمّا الفنان فهو الرئيس الأوكراني زيلينسكي .. وأمّا المتعاطف فهو أنا! بل ربما شعرت أنّ العالم كلّهُ تقريباً متعاطفٌ مع أوكرانيا .. وأنت متعاطفٌ قبل ذلك على الأرجح! ولا بُدّ أن تعاطفك سيزداد حين تعرف أن المصارع العنيف محترفٌ للضرب وفاز ببطولات وأحزمة سوداء! وأن الفنان هو فنانٌ كوميديان ضاحك وله أعمالٌ فنية! وإذا كانت هناك نسبية بين قوّة روسيا إلى قوّة أوكرانيا فإنها قوّة المصارع إلى قوّة الفنان!

لن أخوض في تاريخ العلاقات بين الدولتين ولن أخوض في مبررات روسيا لغزو دولة مستقلة وجارة لها يتجاوز عدد سكانها 40 مليونا .. ولن أشير إلى احترامي لبوتن السياسي الذي أعاد لروسيا بعضاً مما تبدّد من قوّتها لكنني فقط ، سأذكّر بمسألة بالغة الخطورة في مستقبل رئيس ومصداقيته في العالم بعد ذلك! هذه المسألة التي أعتبرها فادحة وخطيرة هي أنّ الرئيس المُصارع تعهّد وأقسم مراراً أمام العالم كله بأنه لن يهاجم أو يغزو أوكرانيا .. ولكنه غَدَر ولم يفِ بتعهده .. وحنث بيمينه وأقدم على غزو أوكرانيا وترويع شعبها!

عندما يكون رئيس دولة عظمى نووية كذّاباً وخائناً لتعهداته فإنها ثلمةٌ شائنة في حق نفسه أوّلاً حتى لو كانت عضلاته ملء حلبة المصارعة! شتّان بين الزعيم التاريخي والفتوّة المصارع!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي