حماية ظهر الجيش في الحديدة يتطلب تحرير هذه المحافظة

محمد القادري
السبت ، ١٠ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٥٠ مساءً

 

لفت نظري تصريح اللواء سمير الحاج قائد قوات الاحتياط لصحيفة عكاظ ، والذي تحدث عن أهمية تحرير مديرية حيس في محافظة الحديدة ، وأشار إلى انه سيتزامن مع معارك التحرير في الحديدة تقدم الجيش من مريس الضالع إلى مديرية يريم لتحرير جزء من محافظة إب ، بهدف حماية ظهر الجيش في الحديدة وقطع الامدادات ، وهو الأمر سيؤدي لتقدم عجلة التحرير بسرعة في الحديدة وانطلاقة الجبهات .


وأحب ان اوضح وأقول ان تحرير جزء من محافظة إب كمديرية يريم ، لن يحقق الهدف لحماية ظهر الجيش في الحديدة ولن يقطع الامدادات ، كونه يوجد هناك طريق اسفلتيه معبدة تربط بين إب وذما وصنعاء غير الطريق التي تمر من يريم ، وهي طريق صنعاء معبر مدينة الشرق عتمة وتمر عبر مديريتي القفر والمخادر وصولاً لمدينة إب ، اي بمعنى ان الشرعية اذا حررت جزء من محافظة إب كمديرية يريم كقطع لخط الامداد الحوثي الذي يمشي عبر يريم إلى إب ويتجه نحو الحديدة وتعز ، فأن جماعة الحوثي ستحول امدادها عبر طريق آخر وهو معبر عتمة القفر المخادر إب وسيصل امدادها للحديدة وتعز .

 تحرير جزء من إب كالرضمة ويريم فقط عند تقدم الجيش من مريس الضالع ، لن يقطع الامداد ويحمي ظهر الجيش في الحديدة .


يتطلب تحرير مدينة إب عاصمة المحافظة ، عبر تقدم الجيش من جبهة حمك شرقي المحافظة ، ثم تحرير المديريات الواقعة غرب إب كمديرية العدين والحزم والفرع والتي تقع في حدود الجراحي محافظة الحديدة وفي هذه المديريات يقع الخطر الذي يهدد الشرعية في الحديدة .
فتحرير مدينة إب ومديرياتها الغربية في العدين ، سيقطع الامداد عن الحديدة وتعز كون مدينة إب تلتقي فيها طريقان رئيسيان قادمة من ذمار وصنعاء ، الطريق الاولى عبر يريم والثانية عبر القفر .

هناك طريقتان لتحرير اجزاء من إب لقطع الامداد وتأمين الحديدة ةتعز .

الطريقة الاولى : تحرير مديرية الرضمة ويريم واضافة إليها تحرير مديرية القفر والمخادر وجبل سمارة ، وهذا ما سيقطع كل طرق الامداد للحوثي من ذمار وصنعاء عبر طريق القفر معبر وطريق يريم ذمار ، وفي هذه الطريقة سيتم حصار الحوثي في المنطقة الوسط داخل إب بين تعز والحديدة والمناطق المحررة من إب ، إلا ان هذه الطريقة تحتاج وقت طويل وستكون خسائر الشرعية كبيرة ، فالتقدم من مريس باتجاه الرضمة يريم والقفر والمخادر سيمر بمناطق اغلب تضاريسها مستوية ، وهو ما يجعل الحوثي يواجه كثيرا.


والامر الآخر ، ان الحوثي قد خزن امدادات كثيرة في المديريات التي تقع حول مدينة إب ، وهو ما يعني اذا انقطعت خطوط الامداد من صنعاء وذمار ، فأن الحوثي سيمد تعز والحديدة من ماخزنه من امداد في مديريات العدين والحزم والفرع وحبيش وريف إب والسياني وذو السفال والسبرة وبعدان والنادرة والسدة ، وهذا ما سيجعله يواصل امداده لتعز والحديدة من الاسلحة والموارد البشرية ويمارس خطره على جيش الشرعية وجبهاتها في تلك المحافظات .ً

 الطريقة الثانية : تقدم الشرعية من جبهة حمك شرقي إب ومريس لتحرير مديرية النادرة وبعدان والسبرة ومدينة إب عاصمة المحافظة ، ومديريتي السياني وذو السفال المحادة لتعز ، ومديريات العدين والحزم والفرع المحادة للحديدة .
وهنا ستتقدم الشرعية بسرعة وتحسم المعركة في وقت قصير ، كونها تقدمها يأتي من مناطق جبلية معتلية سيجعل الحوثي في منطقة سفلى من المواجهات ، فقدوم الشرعية للهجوم من شرقي إب يجعلها قادمة من اماكن معتلية كبعدان والهجوم على مدينة إب التي تقع اسفل جبل بعدان ثم التوجه والهجوم على مديريات العدين غربي إب ومديريات جنوبها التي تقع في مناطق اسفل من مدينة إب ايضاً .


بالاضافة إلى ان هذه الطريقة تجعل الشرعية تكسب رصيد تحرير محافظة كاملة فسيطرتها على مدينة إب عاصمة المحافظة تعتبر سيطرة على إب بكاملها ، بينما هذه الطريقة ستقلل من خسائر الشرعية في العتاد والارواح ، وستسيطر فيها على اهم المناطق التي تشكل خطراً على الحديدة وتعز وهي منطقة معسكر الحمزة الواقعة بميتم شرقي إب وتسيطر عليه جماعة الحوثي وفيها اكبر مركز للاستطلاع في اليمن ، وهو ما يعني ان لم تسيطر الشرعية على هذه المنطقة فسيتخذها الحوثي مركزاً لاطلاق الصواريخ وتهديد تعز والحديدة بعد تحريرها.

اذا اراد التحالف العربي والشرعية قطع الامداد الحوثي عن تعز والحديدة  وحماية ظهر الجيش وخدمة معارك التحرير والتقدم والحسم فعليهم اختيار الطريقة الثانية في تحرير إب .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي