إيران والخطة الجديدة لمخادعة السعودية في اليمن

محمد القادري
الجمعة ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

ق

أي مبادرة تقدمها إيران تتضمن الصلح والحل السياسي للحرب في اليمن ، ليست إلا بمثابة مغالطة للمملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي واغواءها وامتصاص غضبها ومخادعتها ، بل انها ايضاً مغالطة للمجتمع الدولي واعطاءه مدخل قانوني يجعله يتراجع عن موقف مساندة الحسم في اليمن والانشغال ببعبعة واكذوبة اسمها السلام والصلح السياسي ، بالاضافة إلى كسب مزيد من الوقت وتضييع الوقت على الشرعية والسعودية مما يجعل إيران ترتب اوراقها في اليمن وتتهيأ لموقف مستقبلي آخر .

 

 إيران تتعامل مع جماعة الحوثي بقاعدة إذا لم نجعلكم تنتصروا على خصمكم في الحرب  من خلال دعمكم بالسلاح فيجب ان لا نجعلكم تنهزموا وتنتهوا في المعركة من خلال تقديم مبادرات الصلح بينكم وبين خصمكم .


والموقف الجدي للمملكة السعودية نحو الحسم العسكري في اليمن حالياً بسبب تمادي الحوثي واستهدافه للرياض بالصواريخ الإيرانية وهو جعل العالم يستنكر ويقف مع المملكة ، جعل إيران تقلق على جماعة الحوثي ، فالحسم العسكري معناه القضاء على مشروع إيران في اليمن إلى الأبد.

 ثلاثة جوانب اساسية تسعى إيران لابقاء مشروعها في اليمن حياً عبر الحوثي في حالة عدم انتصاره والسيطرة الكاملة ، فتقديمها لأي مبادرة تتضمن الصلح السياسي معناها انقاذ جماعة الحوثي من الموت وجعلها تعيش في الجانب السياسي عبر الشراكة بالسلطة ، وتعيش في الجانب العسكري عبر التواجد في الجيش ، وتعيش في الجانب الفكري عبر وجود المجال المتاح لنشر فكرها وعقائدها والحفاظ على الخطوات الناجحة التي حققتها في هذا المجال خلال هذه الفترة .

الآن لدى المملكة السعودية والتحالف والشرعية فرصة سانحة لتحقيق الحسم في اليمن ، من خلال وجود الحجج والادلة الدامغة على تمادي الحوثي وجرائمه وانتهاكاته ووجود التأييد العالمي للحسم العسكري ، واذا تم القبول والانجرار وراء اي مبادرة تصالح فهذا سيضيع فرصة الحسم الحالية التي قد لا تتوفر مستقبلاً .

 

يجب ان يكون التعامل مع اي مبادرة تقدمها إيران بالرفض ، بححة أن إيران خصم وليست وسيط يحق لها تقديم المبادرات .


وايضاً يجب رفض اي مبادرة مقدمة من اي طرف محايد ، بحجة ان الحوثي رفض ثلاث فرص للتصالح والسلام ، الفرصة الاولى مفاوضات جنيف 1 والثانية جنيف 2 والثالثة مفاوضات الكويت ، ومن رفض هذه الثلاث الفرص فيجب ان لا يتم اعطاءه اي فرصة بعدها ، فتجريب المجرب خطأ ، وتعامل الحوثي مع المفاوضات السابقة سيكون نفس تعامله مع المفاوضات اللاحقة .

 احذروا إيران ان تخدعكم ، هي عدو وخصم يجب ان يحاكم ويعاقب ، هي المرتكب الاول للجريمة في اليمن ، والمجرم يجب ان ينال عقابه ولا يحق له ان يظهر بثوب المصلح وداعية السلام ، فاي مبادرة تقدمها إيران ليست إلا  كغدر  الثعلب الذي يدعو للتصالح مع الديك لكي يخدعه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي