هل فشلت المؤامرة وانتصر الجيش ؟!

كتب
الاربعاء ، ١٣ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً
  د.عمر عبد العزيز ما حدث في أبين خلال الأشهر الماضية انطوى على قدر كبير من المفارقة للحقائق الموضوعية التي يدركها العسكريون السجاليون، فلم يكن بوسع « أنصار الشريعة» القفز على عتبات القوات المسلحة المُدجّجة بكل أنواع الأسلحة والخبرات القتالية دونما مؤامرة من طرف ما، والأيام القادمة كفيلة بكشف هذه الحقائق، خاصة وأنها توازت مع “التضحية” بمئات القرابين البشرية على مذبح المؤامرات السياسية المكشوفة، وأموال المواطنين السائبة. وقبل تلك المذبحة المملوكية التي راح ضحيتها مئات الجنود، تم تسليم عديد المعسكرات والأسلحة المتوسطة والثقيلة لعناصر القاعدة، فتطاولت أعناقهم، وأعلنوها “إمارات إسلامية” تمتد من زنجبار إلى جعار، مروراً بشقرة، وحتى عزّان التي مازالت بقبضتهم حتى اللحظة. وبالتوازي مع ذلك تمدد أنصار “دين الشريعة” المُفصّل على مقاسات التعصب والعدمية.. تمددوا في عدن والبيضاء، ليعيدوا تذكيرنا بتهديدات الصوْملة والأفغنة الطالبانية المُتجهّمة. بالأمس ثبت بالدليل القاطع أن الإرادة السياسية المقرونة باحترام المؤسسة العسكرية كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، وانتصار الجيش، المقرون بفشل المؤامرة، لكن هذا ليس نهاية المطاف، ذلك أن المطلوب والملح أكثر هو تجفيف أسباب ومنابع التردّي العام في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمواطنين، وعلى حكومة الوفاق الوطني أن تُباشر النصر العسكري الماثل في أبين بانتصار على الذات أولاً، وعلى التحديات ثانياً. وإذا كانت هناك صعوبات عملية في منح المحافظات الحد المعلوم من المطالب المُلحة في الخدمات العامة، فلا بأس من تحويل الإمكانيات المتاحة للمحافظات ذاتها، واعتبار الذمة المالية والإدارية للسلطات القائمة كافية لتحقيق انفراجة في حياة الناس. ينتظر المواطنون في أبين وعدن وشبوة حلولاً عاجلة، وترتيبات فاعلة، تسمح بعودة اللاجئين إلى ديارهم، والموظفين إلى أعمالهم، والكهرباء إلى البيوت، والمياه في الصنابير .. ذلك هو الأكثر إلحاحاً الآن، فلا معنى لأي نصر عسكري إن لم يُغيّر من واقع الحال، وبهذه المناسبة أُعيد إلى الذاكرة ما كُنتُ كتبته في هذه الزواية حوال “ إمارة عزان الإسلامية » التي نجحت في إنجاز ما لم تتمكن الدولة من إنجازه على مستوى الخدمات والأمن العام، وذلك بشهادة صحفي زائر نقل إلينا تلك الحقائق. فهل تعجز أجهزة الدولة عن إنجاز ما أنجزه دُعاة دين الشريعة الطالبانية في شبوة ؟؟ !!. [email protected]  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي