الجنوب والانتقال إلى المخطط الثالث

محمد القادري
الاربعاء ، ١٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٤٦ مساءً
 
 
منذ ان تم تحرير محافظة عدن ومن معها من محافظات الجنوب من الانقلاب الحوثي وصالح حتى اليوم ، يتضح ان هناك ثلاثة مخططات لأصحاب مايسمى بمشروع الجنوب الذي يدعو للانفصال ويقف ضد الدولة الشرعية ، وتلك المخططات فشل منها اثنان وتم الانتقال إلى الثالث ، مع العلم انه يتم الانتقال من مخطط إلى مخطط بعد فشل المخطط السابق .
 
 
المخطط الأول : تحقيق مشروع الانفصال التام عبر الشراكة في السلطة مع الدولة الشرعية ليتسنى لهم تحقيق انقلاب على الدولة من داخل الدولة ويسيطرون على كل محافظات الجنوب سيطرة تامة ويعلنون مشروعهم بمجرد القضاء التام على وجود الدولة الشرعية والرئيس الشرعي .
وقد بدأ هذا المخطط عندما اصبح اصحاب هذا المشروع محافظي لغالبية محافظات الجنوب ، ورغم ان هذا المخطط يعتبر اقوى المخططات من حيث قدرة محافظي المحافظات على بناء جانب عسكري يساندهم من خلال ادارات الامن التي يتولون قيادتها ، وبناء علاقات قوية مع الجانب الجماهيري والاجتماعي والثقافي ، إلا ان هذا المخطط فشل ولم يستطع اولئك ان يثبتوا تواجدهم  داخل كل المؤسسات الحكومية ويضمنون ولاء كل منتسبيها ، ولم يقدموا الخدمات للمواطنين كي يحصلوا على ارتياح شعبي والتفاف جماهيري .
 
 
 المخطط الثاني : تحقيق مشروع الانفصال عبر الخروج إلى الشارع ، وهذا المخطط بدأ تنفيذه عندما قام فخامة الرئيس هادي باقالة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك وتعيين المفلحي محافظ لعدن ، وحينها تم التمرد على تلك القرارات وتم إعلان ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وتم دعوة ابناء الجنوب للخروج إلى الشارع تأييداً لهذا الاعلان الذي سيجعل لهذا المجلس سلطة تحل محل سلطة الدولة الشرعية ، ولكن هذا المخطط فشل بسبب ان ابناء الجنوب لم يخرجوا إلى الشارع بالمستوى الذي يجعل الاحتجاجات تشكل ثورة شعبية تجبر الدولة الشرعية على الرحيل ، فالخروج في ساحات العروض كان ضعيفاً ، وغالبية ابناء الجنوب وقفوا ضد هذا المشروع مما جعل ذلك المجلس الانتقالي يفشل في الساعات المبكرة من ولادته .
 
 
المخطط الثالث : وهو المخطط الذي يتم تنفيذه حالياً ، وقد تم البدء به منذ ان تحقق الفشل التام والذريع للمجلس الانتقالي الجنوبي في الشارع الجماهيري ، وهذا المخطط يتكون من ثلاثة مسارات او اتجاهات .
1- محاربة الخدمات التي تقدمها الدولة الشرعية من خلال الاعتداء على الكهرباء وعرقلة اي نجاح ، وهذا الامر يعني محاربة الدولة الشرعية عبر الجانب الجماهيري الذي لن يلتف معها بسبب عدم التماسه لنجاحها في خدمته .
 
2- الاغتيالات من خلال استهداف القيادات المهمة في الدولة ، وهذا الامر يعني محاربة الدولة الشرعية من خلال القضاء على القيادات الناجحة بالاضافة إلى زعزعة الامن والاستقرار .
 
3- محاربة محافظة أبين التي تعتبر اكبر حصن يحمي الدولة الشرعية ويساندها  في الجنوب واكبر عقبة امام اصحاب مشروع الانفصال ، ومحاربة ابين تتم من خلال السعي إلى شق وحدتها الداخلية واختلاف بعضها مع بعض ، بالاضافة إلى اثارة الشارع الجنوبي ضدها من خلال  اثارة المناطقية واختلاق الشائعات ، فالقضاء على ابين وتحريض الشارع الجنوبي ضدها  اصبح امراً ضروريا وهاماً لاصحاب ذلك المشروع ، والسبب ان ابين اصبحت القلب النابض للجنوب من خلالها موقعها الوسطي وموقفها الذي اثبت انه يحمل الخير لكل الجنوبيين ، وهذا ما جعل حضرموت وشبوة وعدن وسوقطرى  وغالبية لحج والضالع تميل للوقوف مع ابين وترفض ذلك المشروع  واصحابه ، وهو ايضاً ما جعل  حقد اصحاب ذلك المشروع يزداد  على ابين واتجهوا لمحاربتها بقوة .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي