إذا كان المتكلم عفاش فأبناء الجنوب بعقولهم

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠١ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢١ مساءً
 
 
المنشور أو الكلمة التي نشرها ليلة أمس الرئيس السابق صالح في صفحته بالفيس بوك وعدة مواقع أخرى ، وكان من ضمنها الحديث عن الوحدة اليمنية ، وادعاء حمايتها ، والتوعد بالتصدي للأطراف التي تدعو للأنفصال حالياً .
 
 
والكلام بشأن الوحدة له هدف خاص ، إذ يهدف صالح من خلال كلامه إستفزاز ابناء الجنوب بطريقة يجعلهم يتعصبون مع الانفصال ويقفون مع المجلس الانتقالي الجنوبي وبقية الاطراف التي تحمل مشروع الإنفصال ، ويحاربون الدولة الشرعية .
 
 
ونظراً لفشل تلك الاطراف التي تحمل المشروع الانفصالي في الجنوب وعدم مناصرة ابناء الجنوب بشكل كبير للمجلس الانتقالي المتمرد على الشرعية الذي دعمه صالح لمحاربة دولة الرئيس هادي ، فإن صالح تحول لطريقة أخرى يتحدث بها عن الوحدة ويتوعد اطراف  الإنفصال من اجل ان يخدع ابناء الجنوب ويجعلهم يتخذون ردة فعل تجاه هذا الكلام يتعاطفون ويتضامنون مع تلك الأطراف الانفصالية ويتجهون نحو محاربة الدولة الشرعية ، ويصبح صالح هو المستفيد الوحيد ، فمشروع الإنفصال في الجنوب حالياً لا يخدم إلا مشروع الانقلاب في الشمال ، والتمرد على الدولة الشرعية في عدن هو نسخة من الانقلاب عليها في صنعاء.
 
 
 صالح يحارب ابناء الجنوب من خلال استخدام الوحدة لثلاث .
 
 
الوحدة محقهها صالح وحده : يريد ان يظهر  انه الصانع الوحيد  ويستبعد ابناء الجنوب الذين كانوا في الأساس هم من صنعوا الوحدة ، وهم من رفعوا سيارة صالح فوق ظهورهم في الشيخ عثمان عند زيارته لعدن قبل تحقيق الوحدة بأشهر .
 
 
الوحدة حاميها صالح وحده : يريد أن يظهر هو المدافع الوحيد عنها  ويستبعد ابناء الجنوب الذين هم في الأساس من قادو معركة استعادة الوحدة في حرب 94 كالرئيس هادي الذي كان وزير للدفاع حينها ، وكان اغلب ابناء الجنوب ضد الانفصال ولم يشاركوا مع قواته في القتال وخرج ابناء المحافظات الجنوبية لإستقبال الشرعية فرحين ومهللين بالنصر ومرحبين بعودتهم للوحدة .
 
 
الوحدة من أجل صالح وحده : يريد ان يظل هو الحاكم الوحيد في ظل الوحدة والمصادر للثروة والمستغل للخيرات ، ويستبعد ابناء الجنوب من خيرات الوحدة ويحارب ويرفض التداول معهم  للحكم من خلال وصول شخص جنوبي لحكم اليمن وهي موحدة كما حكمها صالح
 
 صالح يحارب ابناء الجنوب من خلال استخدام الانفصال لثلاث
يدفعهم للإنفصال : من خلال قيامه بطرق ووسائل وأساليب تعامل تدفعهم للتراجع عن الوحدة وتفضيل العودة للإنفصال لكي يقضي عليهم ، وهذا ما فعله مع علي سالم البيض والحزب الاشتراكي اليمني من ممارسات واقصاءات وتطفيش وسوء معاملة وتقليص دفعهم للتمرد عن الوحدة وإعلان الانفصال ، ليتسنى لصالح القضاء عليهم ويشن حرباً بمدخل شرعي وتعاطف شعبي.
 
 
اتهامهم بالانفصال : فكل جنوبي يريد للخير لليمن يجب محاربته و اتهامه  بأنه انفصالي ، ولا يحق لأي جنوبي ان يحكم اليمن بشماله وجنوبه ويحافظ على الوحدة ويحميها ويسخرها في مصلحة الجميع ، ولعل ما فعله صالح مع عبدربه منصور هادي الذي يعتبر اول شخص جنوبي في التأريخ يتربع على عرش صنعاء ، فتم محاربته بكل الطرق والوسائل ، حتى تحقق الانقلاب عليه ومطاردته من صنعاء ، وظهر صالح يتهمه بأنه انفصالي ويشبهه بالانفصاليين السابقين ويحدد منافذ الهروب مقارناً بهروب المتمردين في الحروب السابقة . ويشرعن لهجوم انقلابه على عدن بحجة الحفاظ على الوحدة .
 
 
يريد منهم الإنفصال : يدعم اطراف الإنفصال في الجنوب بشكل سري ، ويستخدم اسلوب اثارة ابناء الجنوب للوقوف مع الانفصال بشكل علني ، وهذا ما يستخدمه بعد فشله في السيطرة على عدن والجنوب ودحر انقلابه وهزيمته ، إذ قام صالح بدعم الاطراف الجنوبية التي تدعو لمشروع الانفصال وتحارب الدولة الشرعية ، وهو بذلك يريد ان ينفصل الجنوب ، حتى لا تظل الوحدة قائمة بعد رحيل صالح ، وكي يصبح التأريخ اليمني يحصر وجود الوحدة بوجوده وانتهاءها برحيله ، ويكون الجنوب إما موحداً ويحكم ابناءه  صالح ، أو منفصلاً ويحكم ابناءه  من حكم .
 
 
صالح يدعي بأنه سيقوم بالتصدي للانفصال ، وانقلاب صالح هو الانفصال بحد ذاته ، وابناء الجنوب لن يكونوا اغبياء ، وليعلموا ان اكبر رد على صالح هو الوقوف مع الرئيس الجنوبي عبدربه منصور هادي ودولته والوقوف ضد كل من يقف ضده ... فكروا كثيراً واستخدموا عقولكم كبشر ،   واحذروا مكر صالح الذي يخدعكم  و يستخدمكم كالأنعام .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي