إيران وتقريرها العسكري بعد معسكر خالد

محمد القادري
السبت ، ٢٩ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً
 
تحرير معسكر خالد من قبل الشرعية وسع فجوة وشرخ الخلافات بين طرفي الانقلاب صالح والحوثي ، واضاف قضية خلافية جديدة تضاف للقضايا السابقة ، وتدور الآن خلف كواليس الانقلاب في صنعاء خلاف  شديد واتهامات متبادلة وتوتر كبير بين الطرفين بعد خسارتهم لمعسكر خالد ، ورغم ان خسارته الحقت صدمة قوية للطرفين ، إلا انه في الوقت نفسه انتج الخلاف الكبير نظراً للتقارير العسكرية التي رفعها كل طرف منهما ، وكانت مضادة وعكسية  لبعضها البعض .
 
 
تقريران عسكريان يتكون كل تقرير من ثلاث نقاط ، يختلفان مع بعضهما البعض في نقطتين ، ويتحدا في نقطة واحدة .
فالتقرير الأول رفعته اللجنة العسكرية الإيرانية المختصة باليمن إلى القيادة الإيرانية العلياء ، والتي بدورها اعتمدته ووجهت اللجنة العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي التابعة لها في اليمن  بالتركيز والاستفادة والالتزام بمايتضمنه، 
والتقرير الثاني رفعته اللجنة العسكرية الخاصة بصالح ، وناقشته مع اللجنة العسكرية لحليفها الحوثي واستدلت به . 
 
 التقرير العسكري الإيراني بشأن معسكر خالد تضمن الآتي :
 
 
- خسارة معسكر خالد كانت بسبب خيانة الحليف صالح الذي جعله بمثابة رد فعل وتأديب لحليفه الثاني جماعة الحوثي بعد اعتراضها على مبادرته التي وجهها عبر نواب البرلمان الذين يتبعونه ، بالاضافة إلى اتفاق مبرم بين نجله احمد والإمارات ، وهذا ماجعل المواجهة شكلية وليست قوية وفدائية ، وتم الاستيلاء عليه في وقت قصير.
 
- يجب على جماعة الحوثي التركيز على بقية المواقع  العسكرية واتخاذ اجراءات تضمن الاستيلاء عليها والتحكم بها ، حتى لا يكون مصيرها  كمعسكر خالد .
 
- معسكر خالد يعتبر ثاني مركز عسكري بعد العند ، وخسارته بهذه الطريقة السريعة سيجعل خسران مابعده بطريقة اسرع .
 
 التقرير العسكري الخاص بصالح تضمن الآتي : 
- خسارة معسكر كانت بسبب طريقة المباغتة التي قامت بها الشرعية عبر الجيش العسكري والمقاومة المكونة من رجال القبائل والجماعة السلفية والمقاومة الجنوبية ، والتي صاحبها طيران مكثف للتحالف العربي .
 
- عدم قيام جماعة الحوثي بالتعزيز والامداد المطلوب حينها لمواجهة الزحف والهجوم الذي باغت المعسكر ، وتساهلها وتهاونها يعتبر خيانة ويشكك بعقدها اتفاقات مبرمة مع الطرف الآخر .
 
- معسكر خالد ثاني موقع استراتيجي عسكري بعد العند ،  وخسارته بسهولة سيجعل خسارة ما بعده اسهل .
 
الان تدور خلافات حامية الوطيس خلف الكواليس  بين الطرفين صالح والحوثي ، وكل طرف يتهم الاخر ويصر على تقريره ، وقد بدأت تلك الخلافات تظهر للعلن من خلال قيام جماعة الحوثي بالاعتداء ونهب منزل الحاشدي قائد معسكر خالد الموالي لصالح والمقرب لنجله ، وتسعى جماعة الحوثي حالياً للاستيلاء والتحكم على اي معسكر آخر يتبع صالح ، وهذا ما يرفصه صالح بشدة ، وهو ما يعني انفجار صراعات دامية بين الحليفين في الايام القريبة القادمة .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي