كيف ننقذ مليون جائع؟

كتب
الخميس ، ٠٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤١ مساءً
  محمد الشلفي ورد في بلاغ لمنظمة الأمم المتحدة اليونيسيف: “تعد اليمن ثاني أسوأ بلد في العالم من حيث سوء التغذية؛ حيث يعاني 58 بالمائة من سكان البلاد سوء تغذية مزمن. وهناك أيضاً ما يقرب من مليون طفل ضحايا سوء التغذية الحاد، التي تعتبر أهم وأبرز مسببات الوفاة بين الأطفال. كما أن هناك أكثر من 5 ملايين من البنين والبنات لا يحصلون على مياه آمنة للشرب أو صرف صحي ملائم، ويقدر أن هناك أكثر من 2.5 مليون طفل خارج المدرسة، تمثل الفتيات الشريحة الأكثر تضرراً من هؤلاء”. كما يمكن القول: “إن كل طفل في اليمن تقريباً تأثر من أعمال العنف بشكل عام”. من جهتها قالت مساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسقة شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري اموس: إن اليمن يواجه كارثة مجاعة، وإن الوضع الإنساني هناك في تدهور حاد خلال الأشهر القليلة الماضية. إن الكارثة تنزل بنصف مليون يمني نازح ونحو 220 ألف لاجئ معظمهم من الصوماليين، مشيرة إلى أسباب “الكارثة” التي تتضمن سوء التغذية ونقص المياه وركوداً اقتصادياً أدت مجتمعة إلى دائرة فقر وعنف. الأكيد في الحديث عن “الكارثة” أن كثيرين من مكونات المجتمع اليمني من الأحزاب والجماعات ورجال الأعمال والمشائخ والأفراد من يدّعون الوطنية يحترفون الدفاع عن مصالحهم بحق وبدون حق ولم يبادروا بدور في حل مشاكل بلدهم. المبادرة التي كنا ننتظرها أطلقها البروفيسور اليمني مصطفى العبسي من أمريكا، داعياً إلى المشاركة في التخفيف من أزمة إنسانية تعاني منها اليمن. وقال البروفيسور مصطفى العبسي، الذي يعمل أستاذاً في الطب السلوكي وعلم النفس والعلوم العصبية، وأستاذ علم الوظائف الحيوية والطب العائلي في كلية الطب بجامعة منسوتا الأمريكية: إن اليمن تشهد أزمة إنسانية خطيرة، تتضح في نقص الغذاء وتردي الأمن الغذائي والصحي الذي يهدد عشرة ملايين يمني، أي ما يقرب نصف السكان. وأضاف: «إنه موقف استثنائي في تاريخ اليمن الحديث». وطرح العبسي خطوتين من شأنها التخفيف من خطر الأزمة؛ الأولى تشكيل لجان محلية في كل منطقة، وتجميع التبرعات من اليمنيين أنفسهم، لاستخدامها في شراء المواد الغذائية والأدوية وتوجيهها للمناطق الأكثر تضرراً.. والثانية: التواصل مع مختلف المنظمات المحلية والوطنية والدولية في البلدان التي يقيم فيها المغتربون واطلاعهم على الأوضاع الإنسانية الحادة التي تعيشها اليمن والتي تتفاقم إلى درجة بالغة الخطورة إنسانياً وأمنياً. لا يكفي ما تبذله حكومة الوفاق بحثاً عن مساعدات دولية، كما أن علينا الحذر من تبعات هذه المساعدات وابتكار طرق في الاعتماد على النفس، وليكن شعارنا: التشارك في البناء.. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفي كل مناحي الحياة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي