الحوثي والنجاح في تحجيم مؤتمر صالح

محمد القادري
الأحد ، ١٨ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٢٠ مساءً
حققت جماعة الحوثي نجاحاً كبيراً في تحجيم مؤتمر صالح تنظيمياً واجتماعياً ، فتوسع جماعة الحوثي ميليشاوياً وتنظيمياً واجتماعياً وفكرياً اتضح انه على حساب مؤتمر صالح ، وهذا ما يعني ان حزب المؤتمر جناح صالح في المناطق التي يسيطر عليها الانقلاب هو الخاسر الأكبر من جماعة الحوثي في المجال الجماهيري والاجتماعي وليس حزب الإصلاح او جماعة السنة او أي مكون آخر .
 
 
 صحيح ان جناح صالح المؤتمري لم يتأثر سياسياً فهو لا زال مكون سياسي متساوي مع الحوثي في التعامل دبلوماسياً ودولياً ، ولكنه تأثر بشكل كبير في الواقع المجتمعي وتقلص وتحجم ، فكل توسع للحوثي في المجتمع يؤدي إلى انخفاض جمهور المؤتمر المناصر لصالح ، وهذا هو الأمر الاخطر ، إذ لم يستطع احد ان يلحق هذه الخسارة المؤتمرية سوى الحوثي ، فحزب الإصلاح ومايسمى بالثورة الشبابية السلمية عام 2011 جعلت المؤتمريون يلتفون حول صالح وحول حزبهم ولم تؤدي إلى استقطاب جمهور مؤتمري وتأطيرهم في مكونات حزبية وكيانات ثورية واستخدامهم ضد المؤتمر وتجردهم منه ، وحكومة الوفاق لم يكن فيها اقصاء لكوادر حزب المؤتمر بنسبة 1% من الاقصاء الحوثي الذي يكاد الآن ان يحقق اقصاء شامل لكل مؤتمري وسلبهم كل الصلاحيات .
 
 
صالح ادرك مؤخراً هذا الأمر بعد تقييمه لكل المحافظات التي لا زالت تحت سيطرة الانقلاب وكانت النتائج هي ضعف المؤتمر اجتماعياً وتنظيمياً بسبب قيام الحوثي باستقطاب العديد من انصاره وكوادره وشخصياته الاجتماعية  وإقناعهم بفكره ومنهجه واستغلالهم في خدمة مشروعه ، حتى الشخصيات والقيادات الذين دفعهم صالح للعمل مع جماعة الحوثي تمردت على صالح ورفضت العودة إلى حزبه وتمسكت بالحوثي ، وهو ما دفع صالح إلى القيام بانشطة تنظيمية وجماهيرية وتنسيب حزبي لمواجهة ذلك الخطر وتعويض الخسارة ، ولكن جماعة الحوثي تتصدى لذلك النشاط وتحاربة بحجة ان الوضع الآن يتطلب مواجهة العدوان ولم يتطلب اي نشاط حزبي ، بينما هي في نفس الوقت مستمرة في دوراتها الدينية والعقائدية واستقطاب وتأطير الشخصيات الاجتماعية والشابة والذين كانوا مؤتمريون واصبحوا حوثيون حتى النخاع .
 
 
 المؤتمريون الذين انضموا مع الشرعية ووقفوا ضد الانقلاب ، فهؤلاء احتفظوا بمؤتمريتهم الرائدة وميثاقهم الوطني وولاءهم اليمني ، واما المؤتمريون الذين وقفوا مع الانقلاب ضد الشرعية فهؤلاء أغلبهم  تأثروا بفكر جماعة الحوثي حتى تنكروا لمؤتمريتهم واختلفوا على يمنيتهم وانقلبوا على الميثاق الوطني ، والسبب يعود إلى قيادتهم التي تحالفت مع الحوثي وعلى رأسهم صالح .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي