صالح والقضاء على مستقبل نجله أحمد

محمد القادري
الاثنين ، ٢٩ مايو ٢٠١٧ الساعة ١١:٥١ مساءً

واهمون من يظنون او يعتقدون او يراهنون ان هناك اي مستقبل سياسي في اليمن لنجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح ، فكل المؤشرات والدلائل والنتائج  والتقييم للواقع تؤكد وتثبت انه لم يعد هناك اي مجال مستقبلي سياسي لأحمد علي ، بينما كل الطرق القانونية واالممكنة  التي تؤدي لعودته اصبحت فاشلة ومسدودة ولا جدوى فيها ، ولم يعد ذلك الرجل مقبول  داخلياً بشكل كافي بما يمكنه للعودة للحكم ، ولم يكن مقبول خارجياً كطرف وعنصر له ثقله الداخلي حتى يتم دعمه وفرضه والوقوف وراءه ، وإذا كان معه اي تعاطف دولي سواءً عربي او خارجي ، فقد يقف معه في رفع القيود الدولية عنه وعمل حصانة جديدة وفق صلح سياسي بين الانقلاب والشرعية ، اما حكاية عودة أحمد علي للحكم او الحصول على مستقبل سياسي فهذا مستحيل وأبعد من خيال .

 

 صحيح انه كان هناك نوع من الشعبية الجماهيرية وقوة عسكرية متمثلة بالحرس الجمهوري وغيرها تساند وتقف مع نجل صالح ، ولكن بسبب تحالف صالح مع الحوثي وتأييده للانقلاب ضعفت 

وكادت ان تتنهي عوامل حصول أحمد علي على مستقبل سياسي والعودة للحكم .

 

تحالف صالح مع الحوثي أدى إلى القضاء على ما كان لدى نجله من شعبية جماهيرية ، فأغلب اليمنيين الذين كانوا انصار صالح قد كرهوه وكرهوا عائلته ونجله لما اكتشفوه من تحالف انقلابي دموي حاقد خبيث اتضح فيه حقد صالح والزج فيه بالوطن وثوابته ومؤسساته إلى الهاوية .

 

 عودة نجل صالح للحكم لن تتم إلا عبر طريقتان ، وهذه الطريقتان فاشلتان .

فالطريقة الأولى : الانتخابات 

وهذه الطريقة فاشلة ، فلم يعد حزب المؤتمر وقواعده مع صالح بسبب انضمام العديد من قواعده وقياداته لصفوف الشرعية ، بينما أغلب الشارع الجماهيري في اليمن لن تصوت لنجل صالح ، فالجنوب واغلب اجزاء الشمال لم تعد مع صالح ، ولم يتبقى إلا محافظات صنعاء وصعدة وعمران وذمار وامانة العاصمة التي ممكن ان يتفوق نجل صالح انتخابياً في حالة اذا انضمت جماعة الحوثي معه انتخابياً ، ولكن لن تؤيد جماعة الحوثي التي تتقاسم مع صالح بالتساوي والتكافؤ جماهير هذه المحافظات انتخاب نجل صالح والعودة للحكم لاسباب كثيرة اهمها  عدم رضاها بأن تضيع فرصتها التي بين ايديها وتعود تابعة لصالح ونجله بالاضافة إلى الخلافات التي تؤكد على عدم حدوث اي توافق مستقبلي سياسي انتخابي بين الحوثي وصالح .

والامر الاخر ان نجل صالح غير قادر للترشح مستقبلاً بسبب القيود والعقوبات الدولية المفروضة عليه .

 

 الطريقة الثانية لعودة نجل صالح للحكم هي الطريقة العسكرية ، وهذه الطريقة فاشلة ايضاً ، فنجل صالح لم يمتلك قوة عسكرية تجعله يسيطر على كامل ارض اليمن ويقوم بانقلاب عسكري شامل يسيطر على كامل الارض ، بينما اكثر. من نسبة 80% من مساحة اليمن حالياً تسيطر عليها الشرعية عسكرياً ولا مجال لعودة نجل صالح للسيطرة عليها ، بالاضافة ان القوات العسكرية التي كان يمتلكها نجل صالح من الحرس الجمهوري قد اصبحت شبه منتهيه ، فتلك القوات اغلب جنودها رفضوا القتال مع الانقلاب  وفضلوا الجلوس في منازلهم وتخلوا عن صالح ونجله ، والبقية تم استنزافهم بجبهات القتال ولم يتبقى سوى قوة قليلة يحتفظ بها صالح للدفاع عن نفسه من جماعة الحوثي الذي اصبح من المحتمل انفجار المواجهة في اي وقت بين الطرفين .

 

الجانب الاخر ان صالح ونجله لم يعد لديهم اطراف تمنحهم نوع من القوة في الشمال والجنوب بما يؤهل نجله للعودة إلى الحكم ، فالاطراف التي تحالفوا معها بعد خروجهم من السلطة في الجنوب والمتمثلة بعدة مكونات جنوبية لم يعد الشارع الجنوبي يقف معها ولن يؤيدها في الوقوف مع نجل صالح ، بل ان تلك الاطراف الجنوبية اصبحت ضعيفة ولم تعد سوى مجرد شخصيات قيادية فقط ومكونات وهمية امثال عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ومجلسهم الانتقالي الفاشل .

بالاضافة إلى ان جماعة الحوثي المتحالف معها صالح في الشمال لن تؤيد عودة نجله للحكم عسكرياً او انتخابياً ، بل سيؤدي ذلك إلى مواجهة بين الطرفين .

 

حالة واحدة كان يستطيع بها نجل صالح العودة إلى الحكم ، وهي في حالة وقوف فخامة الرئيس هادي معه من البداية ولم يحدث كلما حدث ، ولكن لأن الرئيس هادي وقف ضد مشروع صالح التوريثي وفضل الوقوف مع الوطن وشعبه ومشروعه الاتحادي الجديد ، فقد افقد بذلك اي ذرة من أمل لوصول  نجل صالح لحكم اليمن ، وانتهى ذلك الحلم التوريثي إلى الابد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي