السعودية والإمارات والفشل في احتواء اطراف الانفصال

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٩ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٩ مساءً
تلك الأطراف التي تدعي أنها تحمل مشروع جنوبي خاص ، يحارب مشروع الدولة الشرعية ، ويتعارض مع اليمن الأتحادي ، ويتضمن العودة بجنوب اليمن إلى مربع ماقبل وحدة 1990 ميلادية ، لن يكونوا يوماً اطرافاً وفية وصادقة في علاقاتها مع دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات ، ولن يكونوا مستقبلاً حلفاء حقيقيون مع دول الخليج تجمعهم الثوابت ولا يميلون نحو اي مشروع يهدد أمن واستقرار الخليج كالمشروع الفارسي الإيراني او غيره ، وذلك ما سيجعل اي محاولات او جهود تبذلها السعودية والإمارات لكسب اولئك الاطراف لصفها والوقوف بجانبها ستبوء بالفشل ، وما إدعاء تلك الاطراف بالحب والولاء لدول التحالف العربي والعلاقة معها منذ قيام انطلاق عاصفة الحزم وتحرير عدن ، لم يكن ذلك الادعاء إلا مجرد لعبة تلعبها تلك الاطراف على السعودية والإمارات بهدف استغلالها عسكرياً ومادياً لتحقيق اهدافهم الخاصة وحصولهم على المراكز الادارية حتى يتم تحقيق مشروعهم الخاص في الجنوب ، وبعدها ستكون الجنوب اكبر من يهدد أمن الخليج وأكثر من يستهدفها .
 
 
 من أهم الأسباب التي ستجعل السعودية والإمارات تفشل في كسب واحتواء تلك الأطراف هي : 
 
 
 
- الفكر الذي تحمله ومتأثرة فيه وتميل إليه قيادات تلك الاطراف ، والمستورد من الاتحاد السوفيتي وروسيا ، فهذا الفكر الانحرافي يميل إلى إيران ومشروعها الطائفي وينسجم معها انسجام تام ويواليها ولاء صادق ويتحالف معها تحالف قوي ، ولن يكن  يوماً يميل للسعودية والخليج ، فالفكر اليساري  يحمل كل الحقد الدفين لدول الخليج ويكره انظمتها الحاكمة ويراها عقبة كؤود يجب التخلص منها ومن انظمتها بما يضمن له السيطرة في المنطقة .
 
 
دلالة تأريخية : 
 
 
قبل عام  1990 لم تكن جنوب اليمن يوماً يميل للسعودية والخليج وينسجم معها ، بل كان بيئة ومنطقة تشكل خطر عليها وتتعارض مع سياستها ، وذلك ناتج من الانظمة التي تحمل الفكر المعادي والتي زرعت حقد تأريخي وثقافة سيئة .
 
 تجربة واقعية : 
 
 
بعد تحرير عدن من الانقلاب الحوثي ، قامت السعودية والإمارات باحتواء تلك الاطراف التي تحمل ما يسمى بمشروع الجنوب ودعمهم وتمكينهم من المراكز الادارية الهامة  في الحكم كمحافظين لمحافظة عدن ومدراء لأغلب اجهزتها ، ولكنهم لم يجعلهم ذلك يقتنعون ويتركون التواصل مع المشروع الإيراني ، ولعل منع عدة شخصيات قيادية في عدن من السفر إلى لبنان للقاء مع حزب الله مؤخراً ، هو دليل كافي على فشل السعودية والإمارات في احتواء وكسب تلك الاطراف والتأثير عليها فكرياً بما يخدم الامة العربية والامن القومي العربي ، ومادامت فشلت في التأثير على تلك الاطراف مند تحرير عدن حتى اليوم ، فلن تستطيع التأثير عليها مستقبلاً واحتواءها مهما بذلت من جهود ، ولا داعي لتجريب المجرب .
 
 
 
على مستوى جنوب اليمن فالسعودية قادرة على كسب اي اطراف في حضرموت وجعلهم كحلفاء صادقين ، وذلك بسبب العلاقات التأريخية المؤثرة على البيئة الحضرمية بالاضافة إلى ان كبار رجال الاعمال الحضارم يعيشون في المملكة ، اما الاطراف التي تحمل مشروع خاص المتواجده في عدن وما جاورها من المحافظات الجنوبية فلن تستطيع السعودية والإمارات كسبها ، وهنا سيصبح شمال اليمن في الجانب القبلي اسهل بكثير من جنوب اليمن في استقطاب اطراف قبلية وجعلها حلفاء اوفياء مع الخليج .
 
 
بينما الإمارات تستطيع ان تنجح في مأرب أكثر من عدن ، وستتمكن في اقليم سبأ من صنع واحتواء اطراف قبلية وسياسية حليفة ووفية ، وذلك بسبب الاواصر التأريخية والميول المجتمعي في مأرب والجوف نحو الإمارات .
 
 
 لكي لا تكون جنوب اليمن كعدن وما جاورها تحمل اي مشروع يهدد الخليج مستقبلاً ، فإنه يجب ان يكون محافظي المحافظات في عدن ولحج وأبين والضالع ومدراء الاجهزة الامنية وكبار المكاتب التنفيذية ، يجب ان يكونوا تابعين للرئيس هادي ولا ينتمون لأي مكون سياسي آخر ، ويفترض ان يكون هناك جيش قوي مستقل وليس للجهات السياسية اي محاصصة في قياداته ، ويجب ان لا يتم اعطاء الاطراف التي تحمل اي مشاريع خاصة من مواقع يقوي نفوذها شعبياً كي لا يمنحها فرصة لتضليل الجيل والشارع العام واستخدامه نحو مشاريعهم الخاصة ، فاغلب مجتمع الجنوب يعرف حقيقة اصحاب تلك المشاريع ، ولكن جيل ما بعد عام 90 يجهل ذلك ، فحافظوا عليه واحموه من تلك القيادات التي تريد ان تستخدمه كوسيلة لتحقيق اهدافها .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي