عاجل للعلماء والناشطين

موسى المقطري
الجمعة ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٤١ مساءً

مهلاً أيها المتحاربون في جبهات المنشورات والمقالات والبوستات ، المتواجهون في طواحين الهواء ، ومعارك الفراغ .

 

مهلاً علمائنا..  مهلاً ناشطونا ..

هل تدركون إنكم تحرفون بوصلة الناس عما يجب أن نحارب لأجله اليوم ..

 

علمائنا الأجلاء :

دعوكم حالياً من أحكام كشف الوجه ، وصوت المرأة ، والحديث عن حكم الحداثة والبرجماتية ، والعلمانية والعلمانيين، والعلاقة بين السياسي والديني .

 

دعونا من هذه الأحكام فواقعنا يتطلب منكم الفتيا والبحث في أحكام أخرى هي واجب الوقت ، ونحن في مفسدة كبرى تتجاوز مفاسد الناشطين والناشطات إن وجدت ، أعطونا أحكام الجهاد ، وحكم ردّ المعتدي المقاتل ، وحكم الصلاة بغير ماء في الجبهات ، وعلمونا أحكام غسل من تهتكت اعضائه بفعل الصواريخ ، ونبهونا كيف نعامل الأسير ، ومتى يجب أن ننسحب ، ومتى نهاجم ، وأيها مقدمٌ في الشريعة رد المعتدي بالسلاح ، أو محاورته في جلسات المفاوضات .

 

علمونا أحكام صلاة الخوف ، وبصِّرونا كيف نصلي إن مسنا غبار البارود ،  أو لوثت ملابسنا دماء الجرحى والشهداء ، وأعلمونا هل يسكن من فجروا بيته في الخيمة او تحت شجرة ؟ وهل يجوز له ان ينام في المسجد إذا سلم من التفجير ، وما حكم الجمعة والجماعة إذا كان المسجد الوحيد قد تم تفجيره .

 

ناشطونا وناشطاتنا الأعزاء :

دعوكم من انتقاد الاشخاص والرد عليهم ، ووجهو بوصلتكم في تعرية المعتدين ، فالبحث في  أفعال القاتل ، خير من الطعن في نية العالم ، والحديث عن تجاوزات المليشيات أفضل من الخوض في رجعية المرجعيات ، ومنشور في فضح مجرم أسلم من ألف في نقاش كلمة عالم ، أو فتوى مفتي ، أو بوست مرشد .

 

خيرٌ من الانشغال باخبار اليدومي والزنداني في الرياض الانشغال باخبار عبده حمود الصغير في الجبهة الغربية ، ويحي الريمي وتوفيق عبد الملك في الشرقية ، وأسالوا إن اردتم عن أخبار عبده نعمان الزريقي في جبال الأحكوم النائية .

 

أسالوهم كيف يسلحون افرادهم؟ وكيف يطعمونهم؟ وهل يجدون أكفاناً للشهداء ؟ وعلاجاً للجرحى ، ومنازلا للمهجرين ؟

 

هاتفوا عدنان رزيق وأسالوه أخبار "حسم" وانجازات "الصعاليك" ، وتضحيات "الحمزة" وإبداعات "الوية الجيش الوطني" في جبهات المواجهة ، ثم سخروا جهدكم لرفدهم ، وأقلامكم لنصرتهم ، وبوستاتكم لتشجيعهم .

 

في الساحة علماء ودعاة ووعاض هجروا القول والتحقوا بميدان العمل ، هجروا مواضع الخلاف والتزموا مواقع الاتفاق ، وناشطين وناشطات أبدعوا في تأصيل فكرة المقاومة ، وسخروا حروفهم واوقاتهم لخدمتها ،  ودعموا الجبهات ، وساعدوا الجرحى ، وسكنوا المهجرين ، وكفلوا ابناء الشهداء .

 

لهؤلاء نرفع القبعات احتراما ، ونقف لهم إجلالاً وتقديراً .

"ولمثل هذا فليعملِ العاملون"

الحجر الصحفي في زمن الحوثي