رهف الشرعبي | سفر التاريخ وبطولة تعز !!

كتب
الثلاثاء ، ٢٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:١٢ مساءً
 
سيحكي التاريخ في سِفره انه ذات زمن كان الناس رجالاً ونساءً، فتياناً وشابات،وحتى الأجداد يتحدثون عن رجل اسمه شوقي هايل،كانوا عندما يذكرونه لا تفتر أفواههم عن التبسم فرحاً به،وكانت ألسنتهم تلهج بالدعاء له .
 
كان البسطاء والمعوزون والمعدمون رغم كل بؤسهم عندما يتذكرون مواقف شوقي يتصدرون المسيرات والمظاهرات باذلين الأرواح لأنهم يربطون بين شوقي وتعز،
كانت فتيات المدارس والجامعات يرفعن صور شوقي ويرسمن صوره بمقاسات مختلفة كلما حانت حصة التربية الرياضية أو درس الفنون والرسم،،فقط لأنهن شعرن أن بين شوقي وتعز عهد لا انفصام له .
 
كان الساسة والبرلمانيون والصحفيون والنشطاء والحزبيون والمستقلون يلعنون السياسة كلما جمعهم لقاء بشوقي لأنهم يشعرون أن السياسة تفرق ولا تجمع إلا عند شوقي فالكل مجمع عليه وهو مجمع على الجميع.
 
عندما حلت المحنة بأمنا الكبرى "تعز"،ونزف جرحها،وتوسع الأذى بجسدها،وأمعن الطغاة في ضرب وقتل كل أولئك المتشبثين والمعاهدين لشوقي عن بعد،ولتعز عن قرب،لم يجد أولئك الحالمون حلم مدينتهم لم يجدوا من يشد أزرهم ويكفكف دموعهم ويخفف وطأة أنينهم .
 
كان ذلك الموقف مدهشاً عندما كانت إحدى أمهات الشهداء في تربة ذبحان اليوم وهي تندب شهيدها ولكنها تقول"ترخص روحك ياابني من أجل التربة ومن أجل تعز ومن أجل شوقي" .
 
كان الموقف محزناً وابنة الجيران الصغيرة تسرع باتجاه حقيبة دفاترها وتقول يعني هذا يابابا اللي رسمناه في المدرسة "ماعاد هلوش"عندما سمعتهم يقولون شوقي غادر،وتشير الى صفحة دفترها التي تملؤها صورة شوقي .
 
لم تكن المسكينة تعلم أنها من الآن قد لا ترسم أبداً وفي أحسن الحالات سترسم صورة متسخة لقاتل ذويها عفاش وربما الى جوار صورته شعار الصرخة البلهاء.
 
لم يكن كل أولئك المساكين ولا أم الشهيد في التربة ولا بنت جيراننا الصغيرة يعلمون أن السياسة كل شيء معها ممكن،وأن كابوساً اسمه"عفاش"مايزال يملك الحل والعقد وما يزال يملك قرارات التعيين والإقالات،وأن رجلاً عجوزاً اسمه هادي خيب ظن الملايين فيه من قبل،وأن شاباً مراهقاً أطل من الكهوف ليدعي الوصاية على البلد وعلى الأمة،،ولذلك كان "أحمد ناجي"ذو الستين عاماً بعد مشاركته في مسيرة التربة ينزوي حزيناً وهو يأكل "الخبز والزبادي"كوجبة عشاء أمام أحد الأبواب المغلقة لمحل تجاري وهو يردد"خذلونا ولكن مكر الله أكبر"،ورفع يديه الى السماء وهو يقول"حتى شوقي ،حتى شوقي،حتى شوقي"،ورددها الى أن دخل المسجد لأداء صلواته محبطاً آيساً إلا من رحمة الله..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي