كهرباء الأمانة وحزوية الديدي

كتب
السبت ، ٠٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٣ مساءً

[caption id="attachment_16958" align="aligncenter" width="100" caption="بقلم / أحمد غراب"]بقلم / أحمد غراب[/caption]

سمعت أن البترول نزل ألف وصار بألفين وخمس، والديزل ارتفع، قلت في نفسي بزوا من فوق البترول وحطوها في الديزل، وسرعان ما تفاجأت أن الكهرباء منقطعة بشكل نهائي عن شارع تعز الذي نسكن فيه، فقلت في نفسي مؤكد أنهم نزلوا ألف ريال في سعر البترول وطفوا الكهرباء في نفس الوقت حتى يقبل الناس على شراء البترول لتشغيل المواطير فتستفيد الحكومة من الحالين ويخرب بيت المواطن من جميع الحالات، لولا أننا سألنا في صنعاء فوجدنا سعر البترول كما هو، وسألنا عن الكهرباء فاتضح أنها مقطوعة حصريا على شارع تعز، وكالعادة وراء كل انقطاع حصري كهرباء الأمانة، مع ذات العبارة التقليدية التي تبسقت من كثر ما رددوها وصارت كخيوط العنكبوت "الخلية خرجت".

وهكذا يا أعزائي كلما انقطعت الكهرباء عن شارع تعز يقولوا لنا "الخلية دخلت، الخلية خرجت..."، ولما يحسوا أن حكاية الخلية هذه بلحت، يقولوا المولد قرح، الكابل ضبح.

قبل فترة اشتروا مولدا جديدا بحجم ديناصور كبير للشارع، فخرج الناس لاستقباله، ولم يمض أسبوع حتى انقطعت الكهرباء، وعدنا إلى حزوية الديدي "الخلية خرجت"، من فين خرجت؟ قالوا مثل كل مرة من كهرباء الأمانة! أتاري أن كهرباء الأمانة طلعت خلية بكلها، لا أقول خلية نحل، بل خلية نائمة ومبحشمة، نعيش الظلام الإجباري بسبب عماها وقلة حيلتها، وضعف أدائها، وتعاملها المزدوج، وإدخال الواسطات ولعوا لذا وطفوا على ذا.

يا وزير الكهرباء اتق الله في أصوات الناس اللي بحت وهي تناديك لو دخلت جوجل وبحثت عن انقطاعات الكهرباء في شارع تعز لوجدت ألف خبر وألف نداء واستغاثة حول ما تمارسه كهرباء الأمانة بحق هذا الشارع بشكل متواصل، الكابلات صارت تنضرب أكثر مما تنضرب الأبراج في مأرب، وكهرباء الأمانة صارت تلعب بالخلايا بطة ودمنه وكيرم و...

كم مرة غضب الأهالي؟ كم مرة خرج الشباب غاضبين من منازلهم، وقطعوا الشارع الرئيسي وأشعلوا الإطارات عندما شعروا بالغبن لأن العاصمة كلها مسرجة وهم يغرقون في الظلام، وكل أسبوع تمارس كهرباء الأمانة عليهم الظلام الإجباري بحجة انقطاع كابل أو خروج خلية أو انفجار شبكة... وهلم جرا من الحزاوي التي من كثر ما ترددت أصبح الكاذبون لا يحسنون صنع كذبهم.

إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟ وأين روح المسؤولية في معالجة الأمر بشكل نهائي؟

يفترض ولو من باب الذوق على مؤسسة خدمية مثل الكهرباء تقديم توضيحات للأهالي، ومساءلة المسؤولين في التحكم، ولمصلحة من يتم إخراج الخلية؟ والقول إن الشارع يتحمل فوق طاقته، فهذا كلام لا يجدر بمؤسسة حكومية أن تتحدث به، إذ كيف تربطوا كهرباء لشارع من أكبر شوارع صنعاء دون حساب أثقاله وما يستهلكه. والقول إن الشارع يسحب الكهرباء قول غير مهني إطلاقا، والأمر واحد من اثنين؛ إما أن هناك من يسحب الكهرباء من الشارع ليوزعها على أماكن أخرى، أو يوجد قصور وأنتم السبب فيه.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

نقلا عن صحيفة الأولى

الحجر الصحفي في زمن الحوثي