عن باسندوة وحمود الصوفي وانكسار الاحلام ...

كتب
الاثنين ، ٠٢ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٦ صباحاً
محمد ناجي احمد خلال فترة التجاذبات التي استمرت منذ بداية فك الارتباط ،وإلى جمعة ما سميت ب"الكرامة "والتي مثلت الفراق الحقيقي بين شركاء جمهورية 5 نوفمبر67م وجمهورية خمر 65م ،وكلاهما مسيرة تواصل واكتمال ،وجدت حضورها الحقيقي بعد مقتل الغشمي !-خلال تلك الفترة استمر التجمع اليمني للاصلاح ،الحديث عن دوره في صناعة الرئيس علي عبد الله صالح ،بما يشبه المن والأذى في آن ...،تستطيع أن تقرأ مذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لتتبين من إصراره ليس فقط في مصادرة الثورة ،بل وفي مصادرة دور علي صالح في تمكين البلد لهم ك"تجمع "يجمع الاخوان المسلمين والاقطاع العسكري والقبيلة السياسية "وتستطيع كقارئ حصيف أن تقرأ تصريحات محمد قحطان التي كانت بين الفينة والأخرى تكرر بما يفيد التوكيد على دورهم في صناعة صالح ،وانه غدر بهم حسب تعبير الديلمي عبد الوهاب ،في حواره بصحيفة الجمهورية ،ومفردة الغدر وجدتها قبل حوار الديلمي لدى سمير اليوسفي حين سألته عن سبب انقلابه على عقبيه إزاء وفائه لعلي عبد الله صالح ،والذي كان يصل إلى درجة شحذ اقصى السباب للمشترك! - فقال لقد غدر بنا ! و"بنا" هذه التي تدل على الجماعة ،لم افهمها الاّ على انه غدر بالتجمع بكل تكويناته من علي محسن كممثل للاقطاع العسكري ،إلى الإخوان المسلمين ،إلى القبيلة السياسية ! كان صديقي نجم الكمالي قد سألني من هو الأقوى ضمن تكوينات التجمع اليمني للإصلاح ،ووجدتني أمام ثلاث قوى منظمة ،فالقبيلة السياسية بدأت في تنظيم نفسها منذ عام 58م واستكملت هيكلها المنتشر في الجمهورية العربية اليمنية عام 64-65م أي مع استكمال برنامج وقرارات مؤتمر خمر ،التي من وجهة نظري بايعت عبد الله بن حسين الأحمر شيخا لمشايخ اليمن ،وباشا العدين نائبا له ...،وبالنسبة للإخوان المسلمين فانتشارهم القوي في لواء تعز ،الذي يضم تعز وإب يجعلهم قوة حقيقية ،ازدات انتشارا بعد الوحدة ،وبعد حرب 94م وبالنسبة للاقطاع العسكري ،فإن وجود رجل "دولة "يتميز بصفات الوفاء مع حلفائه ومريديه ،يجعله في موقع الانتشار ،خاصة مع ما سمي ب"ثورة الشباب "فالرجل كان مؤسسا لنظام صالح ،أمنيا واسترتيجيا ،وهو ما جعله وريثا حقيقيا لنظام علي عبد الله صالح ...خاصة وأنا صالح تميز قبل ما يسمى ب"ثورة الشباب "بالتعامل مع حلفائة ومريديه ،على أنهم كروت تحرق عبر المراحل !وهو ما شكل استفادة لخصمه "علي محسن " في هذا السياق يمكن فهم المن الذي يمارسه التجمع اليمني للاصلاح تجاه الوزراء الذين يمثلون أقلية حزبية في حكومة الوفاق ،فهم في مجلس الوزراء يتفقون على محافظ لعدن على سبيل المثال ،واذا بهم يفاجؤن بأن ما يعلن بالتلفزيون مخالف لما اتفقوا عليه ،وفي نفس السياق قد تجد جمع من الحقوقيين والسياسيين يلتقون برئيس الوزراء لتوضيح رؤيتهم بخصوص مدير أمن تعز ،الذي يمثل نموذجا لدولة الأمن الوطني وأقبية السجون ،إلاّ أن القرار ليس بظني ملكا لباسندوة ،فالإخوان تنبهوا منذ وقت مبكر على تعيين مدرير لمكتب رئيس الوزراء بشخصية نزيهة"والنزاهة هنا نزاهة مرتبطة بإرادة ومعتقدات الحزب" ومقتدرة وعقائدية بحجم "بن طالب "يستطيع أن يعيد ويصيغ القرارات بما يتناغم وإرادة حزبه!وهذا هو الذي يحدث ،مما يجعل المهتم يذهب به الظن ،وفقا للقرائن والقرارات ،إلى أن الرئيس الفعلي لمجلس الوزراء هو "بن طالب"ووليس "باسندوة "... أحمل مشاعر ود وتقدير لشاعر بحجم "حمود خالد الصوفي "وأعرف أن دوره في بداية ما سمي ب"ثورة الشباب "كان يمثل نهجا للحوار والاتفاق ،حفظا لدماء الشباب ،وفي حواره مع صحيفة الجمهورية ،مع الزميل "الاحمدي"كان الرجل شفافا حين فضح الصقور الذين كانوا مع قرار اقتحام ساحة الحرية ،ثم انضموا لها بعد احراقها !الرجل كان انسانا في شفافيته مع اليسار تحديدا ،أمّا اليمين فلقد اتخذ قراره في اسقاط "حمود الصوفي "طالما لم ينصع لإرادتهم . لهذا بعد المحرقة شنوا حملة شعواء على الرجل رغم غيابه للعلاج في المانيا ،منذ ما قبل المحرقة بأسبوعين تقريبا ... وبعد توقيعهم على التسوية السياسية وتشكيل الحكومة ،تم الاتفاق على أن التعيينات ستكون بالتوافق ،لكنهم قاموا بتعيين "علي السعيدي "نائب مدير الأمن الوطني "ثم السياسي"ثم لجنة التزوير العليا للانتخابات !،مديرا لأمن محافظة تعز ،دون استشارة الناصريين والاشتراكي بتعز ! ودون أخذ رأي محافظ تعز "حمود خالد الصوفي "! كان المطلوب بعدها من "الصوفي حمود "أن يكون مطواعا ومطيعا ،ومستجيبا لإرادة الإخوان ! لكن الرجل ليس بالضعيف حتى ينهي حياته السياسية بتلك الطريقة المهينة ،الرجل رفض وقاوم ،وهم صنعوا ما يريدون !وكانت النتيجة هي ان تتحرك المسيرات المدفوعة الأجر لشتم الرجل ،والتعريض بانتمائه لمنطقة تزرع الموز ،فسموه "حمود الموزة "ثم جعلوا منه مخططا لمحرقة تعز ،ثم سفاحا ،ثم تجاوزا كل القيم فبدؤا بسب عرضه وامه وزوجته ...الخ ! حين تكون الثورة ثورة قيم فإنها تنتصر ،وحين تكون مجرد فجور وثأر ،وانتقام ممن وصفوه بالغدر ،فإنها بالتأكيد ليست ثورة ،وانما تفريغ للأحلام والفعل الثوري ، وسرقة للثورة ! بداية "الثورة "وتحديدا اليوم الثاني لجمعة ما سميت ب"الكرامة "سافرت أختي الدكتورة جميلة ناجي أحمد إلى صنعاء ،واتجهت مباشرة لساحة التغيير ،استمرت شهر ونصف ذاقت خلالها الأمرين ،من تفتيش واتهامات وإذلال وتطفيش ...الخ،بعدها أجرى العزيز "احمد عبد الرحمن سيف ،حوارا معها في صحيفة الولى عبرت فيه عن جزء من ألمها تجاه سلطة الستين وقبحهم "التجمع اليمني للاصلاح "وبعدها بأسبوع عادت منكسرة إلى تعز ،وأصبحت مؤمنة بأن هذه "الثورة ستنكسر طالما ان القبح مستول على مقدراتها ! كان يصعب عليّ إقناع أختي الدكتورة في أصول التربية أن قبح الاصلاح لن يصنع ثورة ،لكن معايشتها للأوضاع في ساحة التغيير جعلها تؤمن بما لم استطع اقناعها به !وقتها قالت لي إنهم يصنعون من توكل كرمان ،مناضلة رغم انها لا تحضر الساحة الاّ للتصوير !،وان هناك نساء صادقات نزيهات ،ومخلصات يتم محاربتهم واتهامهن واتطفيشهن ،حتى لا يبقى في الساحة من نجمة سوى نجمتهم المزيفة وأضيف انا البلهاء !لك الله يا جميلة! ،مؤمن أنا بأنك أكثر آل ناجي تصوفا وحقيقة وكرما وزهدا وعفوية ...
الحجر الصحفي في زمن الحوثي