عودة الولد الضال ..

كتب
الاثنين ، ١٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٥١ صباحاً

بقلم - منال الأديمي :
لأجل من تشردوا وكل من تقطعت بهم سُبل الرزق ولأجل نساء وأطفال أبين وأرحب الذين ما زالوا بلا منازل حتى اليوم , ولأجل من استشهد على عقبات حلم اليمن الجديد بعد فبراير , ولأجل كل جريح لازال يعاني ويعيش الألم منذ لحظات استهدافه الغاشمة ويستجدي حتى اليوم ثمن الدواء والرعاية على الرغم من أنها حق من حقوقه تغافل عنها المتوافقون ... ولأجل كل معتقلي الثورة الذين مازالوا في غيابات السجون ..لأجل كل هؤلاء .. نقولها بأعلى حس ثوري , وبأعلى صوت حرية وكرامة مازال على عهده لم تنل منه صفقات المحاصصة القذرة ولؤم الوفاق لا ليس من حق صالح و كل من عملوا في نظامه ثلاثة وثلاثين عاماً الترشح بعد الفترة الانتقالية لا ... ..لا لأي مبادرة ستعود بهم من جديد , لا وألف لا .
نقولها الآن وبكل وضوح لكل من استطاعوا منح الحصانة وعدم الملاحقة وكانوا وللأسف محسوبين على الثورة , نقولها لكل من مرروا علينا الفساد بذريعة المرحلة تشترط الوفاق والمبادرة نصت على ذلك .. ونزيد عليها بـــ : أنتم اليوم ملزمون أمامنا بل مجبرون ان تحفظوا شيئاً من ماء وجوهكم أمام هذا الشعب وأمام ثورة وثوار أوكلوكم امراً ما كنتم حقاً أهلاً له , وحملوكم أمانة فما حفظتموها وما كنتم خير حافظ , أن تستجدوا منا غفران كل ذلك بإصدار (قانون العزل السياسي ) تماماً كما فعلها أمناء الثورة في ليبيا وإلا فخياراتنا الثورية مازالت مطروحة ولن نعجز التصعيد برفع الخيام وإزالة صور الشهداء فالثورة في قلوبنا إيمانً ويقين راسخ .
إن اية تسريبات بأنه لا يوجد ما يمنع الرئيس السابق صالح أو نجله أو أياً من المسئولين السابقين في نظامه من ممارسة العمل السياسي أو الترشح في الانتخابات القادمة عقب انتهاء الفترة الانتقالية انما هي استخفاف واضح بالثورة وبشهدائنا وجرحانا وبتضحياتنا الجسيمة التي وصلت حد كرم لم تعرفه أي من دول الربيع العربي فمنحنا الحصانة والرضا بمضض على مهازل شركاء النظام في اليوم والأمس أملاً في تجنيب البلاد ما لا يُحمد عقباه.
أيها الثـــــوار ... يبدو جليا لنا اليوم أن صبرنا وحلمنا الثوري عليهم قد فُسر على نحو خاطئ أنه عجز و استكانة فبلغت بهم الوقاحة أن يأملوا العودة زيادة فوق منّة وكرم الحصانة و والله لئن انتظرنا مهزلة (عودة الولد الضال) بعد الفترة الانتقالية دون أن نحرك ساكناً ودون ضغط ثوري وشعبي ومطالبة عاجلة وملحة بإصدار قانون العزل السياسي فهذه نهاية حلم فبراير (اليمن الجديد ) والخيانة العظمى لفبراير ولدماء الشهداء وتأكدوا أن أرواحهم ستظل تلعننا ولربما لخمسين عاماً أخرى قادمة قد يبدل الله فيها هذه البلاد ثواراً غيرنا ..ثواراً لربما يحسنون الختام كما أحسنا نحن البدايات .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي