من أجل تعز آمنة !!

كتب
الجمعة ، ٣٠ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٣٢ صباحاً

زياد المقبلي

لايختلف اثنان على الوضع الأمني المتردي في مدينة تعز الذي يعتبر منزلقاً أمنياً خطيراً، فمن أعمال التقطع وإغلاق الطرقات وصلنا إلى أعمال النهب والسلب الحاصل في المحافظة أمام مرأى ومسمع الجميع، فلا ندري هل الحاصل في الحالمة هو خطة محبوكة ضمن سيناريو هزيل لن يستطيع هزّ أبناء المدينة، أم أنها تصفية حسابات؟!

من الجيد سماع أن من يقود المنظومة الأمنية في مدينتك إنسان ذو خبرة وكفاءة وعقلاني ومتفهم جداً، ولكن من السيئ أن ترى هذا المدير وهو يستجدي الناس بعد خطبة الجمعة بأنهم أساءوا إلى الأمن بعدم تعاونهم معه، هذا الحوار سيكون جميلاً إن كان في اجتماع يحاول إنقاذ التدهور الذي وصلت إليه المحافظة، أما والناس لا حول لهم ولا قوة فسيدل ذلك بكل تأكيد على ضعف هذه الإدارة في الوضع الراهن، فأمن تعز غير متعاون مع نفسه أولاً ليكون المواطنون متعاونين معه.

نعم البعض ينكر هذا، ولكن بمَ نبرر غياب أفراد الأمن المركزي القوة الضاربة وصقور النجدة في المحافظة أو تغيبهم في حالة لا مبالاة منذ قدوم العميد علي محمد السعيدي مديراً عاماً لأمن محافظة تعز.

ناهيك عن إنكار وجود خلاف بين القيادات الأمنية المهمة في المحافظة والانقسام الدائر بينهم ورفض بعضهم لبعض، وفرض التغييرات التي حصلت في الإدارة التابعة لثلاث منشآت منذ أيام بالقوة، وتجاهل أفراد ومنتسبي بعض تلك المنشآت التي رفضت هذه التغييرات.

لن يستطيع السعيدي تغيير شيء في هذه المدينة إلا إن استطاع كسب الجميع، وبالذات المنتسبون للسلك الأمني في المحافظة ومحاولة تنفيذ مطالبهم وإعطائهم حقوقهم وإنصاف المظلومين منهم خاصة وأنه هو أحد هؤلاء المظلومين والمهمّشين منذ فترة، ولو كان الرجل يمتلك شخصية قوية وفذة فالوقت الراهن يحتاج إلى التكاتف والاستماع للجميع فكيف أنتقد نهجاً وأنا مازلت أعمل به، أو كما يقال أن مدير الأمن يسجل أفراداً ومنتسبين في الجيش وعسكر في محافظات أخرى ليتم نقلهم إلى إدارة أمن تعز وإعادة توزيعهم على المنشآت وأقسام المحافظة، وإذا كان ذلك صحيحاً فأعتقد أنها خطوة غير حكيمة لأنها ستعمل على خلخلة الأمن في المحافظة والمحافظات الأخرى.

لست في هذا المقال بصدد مهاجمة العميد علي السعيدي ولكن مادام المدير لا يرى أحداً غيره في الإدارة فلن يرى غداً إلا وكل شخص يحمل الرشاش فوق كتفيه يحاول تطبيق القانون بنفسه، وستكون المهمة أصعب في محاولة استقطاب المشايخ لتنظيم حمل السلاح، فمن المعيب حتى اللحظة أن تجد خمس أو ست سيارات تتبع الشيخ الفلاني أو العلاني محملة بالمرافقين والرشاشات والبوازيك في محاولات استعراضية بأننا موجودون في المحافظة، ولن ينكر أي شخص كان أعمى أم مبصراً دور بعض المشايخ في الثورة الأخيرة والصراعات التي لم تنتهِ إلى الآن، فمحاولة البعض منهم تطبيق النظام والقانون بنفسه سوف يخلق بلبلة في المحافظة وسيكون هذا العمل معيباً في حق المؤسسة الأمنية التي لم تقم حتى الآن بالشيء الكثير لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار.

إلى وزير الداخلية:

لماذا لم يكافأ العقيد عبدالكريم العديني رغم أن هذا الشخص أثبت أنه يمتلك خبرة وحنكة أمنية في الأشهر الماضية عندما تمكن من قيادة إدارة أمن محافظة تعز باقتدار..؟

والمقدم جميل عقلان الذي كان من صقور النجدة وتم ترقيته إلى مدير أمن محافظة لحج، واستطاع هذا الرجل خلال فترة بسيطة فرض النظام والقانون وأن يكسب حب واحترام أبناء المحافظة، فلماذا لم يستعن الوزير بهؤلاء الرجال الأكفاء في محافظات تحتاج إلى قادة ذوي حنكة ودهاء..؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي