الاقتصاد النقدي للبؤس

كتب
السبت ، ٣٠ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً

 

 السياسات المالية الأمريكية المندفعة بعقلية الظفر والنصر ساهمت في فتح حفرة عميقة، وهوة تتسع تباعاً، لتُطالب صناع القرار في الولايات المتحدة بضرورة إعادة النظر في كامل الآليات المالية السائدة، لكن هذا الأمر لا يُرضي ذوي الرؤوس الساخنة من عُتاة اليمين المحافظ، فهؤلاء مازالوا يعتقدون أن الرأسمالية في نموذجها الأمريكي المتفرِّد هي الخيار الوحيد والأوحد لاستمرار الولايات المتحدة بوصفها الاقتصاد الأكبر في العالم لمجرد كونها القوة الأكبر عسكرياً في العالم!. ومن الغريب حقاً أن يتمترس هؤلاء في نموذج طرازهم الذهني وهم يرون بأم أعينهم تسارع النماء والفعالية الدولية في الاقتصاديات الأسيوية، وخاصة الاقتصاد الصيني الأكثر نماء وفتوة . 

 الفقاعة .. الهوة .. التضخم .. المال للمال .. التشبيك المالي .. كلها توصيفات لحقيقة واحدة اسمها الاقتصاد المريض الذي يحتاج إلى إسعاف عاجل، وهذه حالة أمريكا الراهنة بالمعنى الأكثر حدة، ولكنه إلى ذلك يطال جزءاً هاماً من الاقتصاديات الأوروبية والعربية، ناهيك عن تمدده الطبيعي في البلدان الأكثر فقراً وحاجة. 

وقبل أن أُنهي هذ المقاربة أُشير إلى أن النظام النقدي الدولي السائد هو علة العلل وسبب المحنة، فبدون مراجعة هذا النظام، وعلى أُسس تشاورية دولية تُنهي مركزية الدولار واستتباعاته الباهظة.. بدون ذلك يستحيل الخروج من نفق العتمة الراهنة، حيث الأنوار المُبهرة في مدن المرايا والنيونات الصاعقة، بمقابل الفقر الذي يتوارى وراء تلك الأضواء الساطعة. 

نحن الآن أمام اقتصاد نقدي للبؤس، والبديل اقتصاد نقدي للعدل والتوازن والازدهار، ولا سبيل ثالث يُخرج البشرية من ثنائية الغنى الفاجر والفقر المدقع. 

[email protected] 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي