وغداً ستحصي أهلها صنعاءُ..

كتب
الاثنين ، ١٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٠٢ صباحاً

بقلم: منال الأديمي -

يترقب اليمنيون يوم الثامن عشر من مارس باهتمام بالغ يرافقهُ حزنٌ سيظل أبد الآبدين، إذ يصادف هذا اليوم ذكرى (يوم الكرامة )أبشع مجزرة عرفها الشعب اليمني والمؤرخة ثورياً بأنها نهاية نظام صالح وتداعي أركانه كما سيكون هذا اليوم هو يوم بدء الحوار وهذا لا يعني البتة بأننا سننسى ذاك اليوم وشهداءنا فأي حدث بعد حضرة دمائهم الزكية سواء مهم كان بالغ الأثر والأهمية لن ننسى (يوم الكرامة ) ودموع عتاب وصراخها الذي أدمى القلوب حتى وإن هم فعلوا.. بل وعلى العكس تماماً فبدء الحوار في ذاك اليوم المشهود سيزيد من استحقاقات الثورة ومضاعفة مسؤوليتكم أمام الله والوطن ودماء شهداء الكرامة خصوصاً إن شردت أهواؤكم ومصالحكم الضيقة عن رغبات وتطلعات الشعب والثورة وحينها فقط سيكون صوت الثورة الأعلى والأحق.
كونوا على علم وثقة أننا لم نلهث وراء المشاركة في قوائم الحوار لأننا نعلم أننا الكلمة الفصل وصمتنا عن التمثيل المستفز للجرحى والشهداء والثورة ليس ضعفاً أو وهناً وإنما هو صبر وحُلم الثورة والثائر وصبرنا عليكم قد لن يطول فكونوا حذرين من هبة شعب أراد بالثورة الحياة ولا عذر لكم أمام شهداء الكرامة من ستكونون في حضرتهم ذاك اليوم ولمدة طويلة ومن كانوا سبباً لوصولكم يوم الحوار ولا أمام شعبٍ ائتمنكم فخذلتموه.
مع ذلك مازلنا نعقد عليكم الآمال بأن لا تشردوا بعيداً عن آمل الثورة والشعب و نأمل منكم أن ترموا بكل مشاريعكم الضيقة وأجندات مصالحكم الخاصة عند أول حاجز أمني في العاصمة يمهد لكم الوصول إلى مكان انعقاد الحوار واحملوا معكم فقط مصلحة هذا الشعب والوطن حاولوا قدر الإمكان التكفير عن ذنوب ارتكبتموها في حق هذا الشعب كونوا ولو لمرة واحدة على قدر المسؤولية والحمل الثقيل أقول ذلك واختم بأبيات للشاعريحيى الحمادي من قصيدة (شُــــهَـــــــداءُ الــــكــــرامــــة ) والتي منها كان العنوان ..تخليداً لشهدائنا في ذاك اليوم ..
خَـلـفَ الـدُّخَـانِ الأســوَدِ اغـتـالتهُمُ
مِـــن كـــل ثُـقـبٍ أنـفـسٌ سَــوداءُ
فـتـسـاقطوا نــحـو الـسَّـمـاءِ بِـعـزّةٍ
إنَّ الـسُّـقـوطَ عـلـى الـدمـاءِ نَـمـاءُ
قَـبَّـلـتُـهُـم .. تـقـبـيـلَ أمٍّ عــانَـقَـت
طِــفـلاً أضــاعَـت رُوحَـــهُ الأعـضـاءُ
قَــبَّـلـتُ أحــذيــةً هــنـاكَ تـنـاثَـرَت
وبـكـيـتُ حــظِّـي .. والـنَّـجاةُ بُـكـاءُ
ياااااا أيُّــهــا الأحــيـاءُ إنـــي مــيِّـتٌ
مِـــن خَـلـفِكُم .. يــا أيُّـهـا الأحـيـاءُ
روحـــي بِــدَمـع الأمَّـهـاتِ ذرَفـتُـها
حـتـى بـوَجـهي سـالـتِ الأحـشاءُ
عُـمْـري بـآهـاتِ الـثَّكالى .. لَـيتني
صَـــبــرٌ يُـــنــادي بَــعـضَـهُ الآبــــاءُ
شـاهَـت وُجُــوهُ الـقـاتلينَ وحُـمِّلَت
مـــا حُـمِّـلَـت مِــن هَـولِـها الأنـبـاءُ
شاهَت وُجُوهُ القاتلينَ .. و وَجهُ مَن
فَــــرَضَ الــحِــدَادَ وكــفُّـهُ حَــمـراءُ
وَجــــهٌ بــــلا مـــاءٍ تَــلـوَّنَ مِـثـلـما
فــــي جِــلـدهـا تــتـلـوَّنُ الـحَـربـاءُ
مَـن يَـقتُلُ الـمَقتولَ ثُـمَّ يـسيرُ في
تـشـيـيـعِـهِ ، لا كــانــتِ الــزعـمـاءُ
أفَـيُـقتَلُ الـشـعبُ الــذي أشـبَـعتَهُ
مَــوتــاً ويــحـيـا الــعَـرشُ والأبــنـاءُ
هــيَ قـِسمةٌ ضِـيزى وأنـت بَـدَأتَها
وغَـــداً سَـتُـحـصي أهـلـها صَـنـعاءُ

الحجر الصحفي في زمن الحوثي