في الطريق إلى تعز

كتب
الثلاثاء ، ٠٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٣١ مساءً

 

كتب - عبد الرحمن بجاش 

ليست المشكلة تلك التي تتعلق بالدباء والمطبات وحارة ( كل واحد حر يفعل ما يشاء), فالأمر يتعلق بهذه الحرية التي نمارسها عبثا في الطرق التي تحولت إلى عنوان صارخ للفوضى, ومناسبة لتذكر كل ما هو سيئ, فحيث تخرج من منزلك وفي خيالك ألف مشهد بعد أن تكررت المشاهد في المدينة, فتفاجأ بأن عليك التنبه حتى لا تطحس في يسلح حيث أسس مهندس ما نزولاً حاداً يجعلك تتمسك بالكرسي خوفا من الطحس وما أكثره هذه الأيام!, لا أدري أي مهندس ذاك الذي خطط ونسي ما درس وإلا كان بإمكانه أن يمدد وما أكثر الممددين!, وحين شق الأمريكان نفس الطريق كانت القضية بضعة لا ندروفر وسيارات فولجا قدمت من الاتحاد السوفيتي ركبت احداها ذات صباح وفي الخانة لأنه لا نقود كانت في جيبي تقدمني إلى كرسي الوسط, كانت الطريق لا تزال ترابية ولم تكن مزدحمة!, وإلى اللحظة لا تزال بتلك المساحة من العرض ولا تكفي لتدفق مئات السيارات وتخدم محافظات خمس!, اليوم أصبحت هذه الطريق مزدحمة إلى درجة تفقدك نظرك وعينيك تتابع القادمين والذاهبين وبعضهم يطير بسرعة الطائرة حتى قلابات الأحجار!.

مدخل ذمار يصيبك بالغثيان وكذا مدخل تعز, أما مدخل إب فلك الله يعينك على من يتقطعون لك ليلا بالقرب منه ويختلس كل ما في جيوبك وحين تشتكي للنقطة يكون الجواب (هم يفعلون هكذا كل يوم)؟, وفي النقاط تتداخل الشرطة العسكرية بالمرور بالنجدة فلا تعد تدري من المسئول عن الفرزة أي ذاك الذي يظل يبحث عن ضريبة القات و(الفك) لسيارات الركاب .

وفي الطريق من معبر إلى تعز تلاحظ أن باصات أرقامها خصوصية تؤجر للركاب يقودها أطفال لا يتورع أحدهم أن يقف فجأة لراكب ما كان سيؤدي إلى كارثة لسيارات كثيرة كانت خلفه, لا تدري كيف ينتقل هؤلاء من على الحمير إلى كراسي السيارات وإن كنت تدري فالانفلات يحول الأغنام إلى سيارات .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي