قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله

كتب
الأحد ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٠٥ صباحاً


بقلم: منال الأديمي -

ونحن نمضي باتجاه الحوار، اليوم هناك وللأسف من يريد إثبات غوغائيته وشغبه تارة تخريباً وتارة إرهاباً.
فالحوثي - على سبيل المثال - كل يوم وله مناسبة وتجمع، تارة مأتم، وتارة عزائم وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان، مرة ذكرى موالد ومرة استشهاد! وهكذا يقضيها جموع وحشود!! ليسمع العالم صرخة الموت فينتبه العالم لوجوده الضئيل، وهكذا يصرف الأموال المتدفقة عليه من حوزات إيران احتفالات وذكريات لمن تلطخت أيديهم بدمائهم يوماً..
أما النظام السابق ومن يسبحون في فلكه الماكر مازالوا ينسجون خطط وأفكار التخريب والإرهاب تارة (خبطات) وأموال وتارة يطلق علينا بلاطجته تقطع الطريق وتروع الآمنين، فخلال أسبوع واحد فقط تحدث أكثر من خمسة تقطعات في طريق صنعاء الحديدة، وكلها في يوم واحد وبلا أي رادع من وزارة الداخلية التي على ما يبدو قد أصابها الصممُ.
ثم تأتي عمليات تفجير أنابيب النفط واستهداف أبراج الكهرباء المتكررة وبعدها العدوان على الجنود في مأرب وإزهاق أرواحهم لغرض ما في أنفسهم.
فوضى في كل مكان وفي كل اتجاه ولا حلول، وإن وجدت الحلول كانت وللأسف كالمستغيث من الرمضاء بالنار، وهي الوساطة القبلية ومجدداً بعيداً عن سلطة الدولة والقانون ورسالة مؤلمة وواضحة من المشائخ للجميع بأننا مازلنا هنا ونحن فقط من يستطيع كبح جماح مرتزقة المال عنكم.. فلابد أن يكون لنا نصيبٌ أيضاً.
الأحزاب هي الأخرى منشغلة وللأسف بالضغط على المبعوث الأممي لرفع نصيبها من حصص ومناصب الدولة، وكأنها أصبحت مناصب أزلية وليست إدارية، لابد أن تتغير وتتبدل، لكننا في بلد كل شيء ممكن وجائز حدوثه.
المؤتمر اليوم منقسم، وهناك تسريبات أن رئيسه يتملق كل من يتحالف معه بعدد من كراسي الحوار المخصصة للمؤتمر، فقد وفق الزعيم بنصيب الأسد من تلك المقاعد.
ووسط كل هذا الضجيج والمطامع التي ظهرت على حقيقتها مؤخراً يأتي صوت خافت ومنهك جداً، لكنه مصر على تحقيق كل أهداف الثورة هو صوت الشباب المستغيث اليوم بجموع الشعب الصامتة التي عانت وتعاني الأمرين من كل ذلك ولاتزال تلتزم الصمت حتى اليوم، لا أعرف لماذا؟
لا تصمتوا عن حقكم, ولا تجعلوا من أحلامكم مكاسب وغنائم للساسة فقط, فالساسة تحكمهم الموازنات والمصالح, والشعب يحكمه حق العيش بعزة وكرامة، الثورة جامعة أثابكم الله!!
نعرف أنهم قاموا آثمين بوأد ثورة المؤسسات؛ لأنها معجزة أربكتهم، ولم تأتِ في أسفار مبادرتهم المقدسة, ثم أخرسوا ألسنتهم عن المعتقلين, وغضوا طرفهم اللئيم عن معاناة الجرحى وآهاتهم, وجفت دموعهم عن رثاء الشهداء، وأصبحنا ثواراً وثورة قادتنا في المقابر, ومستشارينا في أسرة الألم وأروقة المعاناة والإعاقة في مستشفيات اللارحمة ينتظرون الموت، فلماذا الصمت عليهم بعد أن انكشفت حقيقتهم؟ ولم الصبر عليهم حتى اللحظة؟
هبوا جميعاً، ولنعلنها ثورة من جديد، ولنعد الزخم الثوري للساحات, بلا منصات ولا خيام، فما كان خطأ ثورتنا القاتل إلا حصارنا لها في الساحة والخيام وانتظار وحي المنصة, أقيموا الثورة في قلوبكم وأعيدوا صلتها بالله يمدكم بالرحمة والنصر، بعيداً عن الحزبية ومصالحها الضيقة.
أقيموها في بيوتكم، لا تشددوا عليها الحصار في الساحات، ولا تسكتوا عن حقوقكم في كل حي وقرية وشارع، فالساكت عن الحق شيطان أخرس..
أعيدوا ثورتكم ضد الفساد في مكاتبكم ودوائركم وافضحوا سوآتهم، واعلموا أن النصر مع الصبر، وأن لا مساومة بين الحق والباطل، فما بين الحق والباطل إلا الباطل.. فلا ترضوا الباطل يا ثوار اليمن..
أغيثوا ما تبقى من روح ثورتكم.. وأوفوا بالعهد مع شهدائنا الأبرار.. قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله! وإلا فأبشروا بخسران ما بعده أمل ولا نجاة!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي