الحياة البشرية في خطر ..!!

ابراهيم ناصر الجرافي
الاثنين ، ١٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ مساءً

 

رغم أن البشرية قد تعرضت للكثير من الأخطار والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية خلال تواجدها على كوكب الأرض ، إلا أنها اليوم تعيش أخطر المراحل في تاريخها على الإطلاق ، وهي تشارف على أعتاب الحرب العالمية الثالثة ، الحرب التي ستكون الأسلحة المستخدمة فيها قادرة على إنهاء الكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض ، بعد أن طورها الإنسان وجعلها تمتلك قوة تدميرية هائلة قادرة على مسح مناطق شاسعة من على سطح الأرض بكل ما تحتوي من مظاهر الحياة المختلفة ، فإذا كانت القوة التدميرية للقنبلتين النووييتين اللتين استخدمتا في الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 80 عام ، قد دمرتا مدينتين بكل مظاهر الحياة فيهما وهما نيازاكي وهيروشيما في اليابان ، فكيف هي القوة التدميرية لقنابل اليوم بعد تطوير قوتها التدميرية خلال 80 عام ، بدون شك بأن قوتها التدميرية باتت تتجاوز قوة القنبلة النووية مئات المرات ، وفي مقدمتها القنبلة الهيدروجينية الهائلة التدمير ، لذلك فإن نشوب الحرب العالمية الثالثة لا سمح الله ، هي بحق أخطر مرحلة في تاريخ البشرية ..!! 

 

وللأسف الشديد كل يوم يمر ودائرة الخطورة تتسع ، بسبب السياسات المتهورة وغير المسئولة لبعض قيادات الدول العظمى التي تمتلك الأسلحة التدميرية ، والتي باتت تلوح بها وتهدد باستخدامها في معاركها القادمة ، إن لم ترضخ الدول الأخرى لسياساتها وأطماعها التوسعية ، ولن أبالغ إذا قلت بأن اصرار الرئيس الروسي بوتين على إطلاق تهديداته باستخدام الاسلحة المدمرة ضد حلف الناتو الذي يقف إلى جانب الشعب الأوكراني ، هي من تضع البشرية في دائرة الخطر ، وهي من تذهب بها نحو الحرب العالمية الثالثة ، لأن الدول العظمى في حلف الناتو وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا لن تسمح للروس بأن يهددوا الأمن القومي لدول الناتو ، وسيطرة الروس على أوكرانيا يعتبر تهديد مباشر للأمن القومي الأوربي ، وما إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن استعداد بلاده للدخول في الحرب ضد روسيا إلا تأكيد على ذلك ، فهل سيدرك الرئيس الروسي خطورة الوضع الذي يقود بلاده والعالم إليه ، أم أن الغطرسة والغرور والقوة ستدفع به إلى تجاهل كل ذلك ، وإلى الذهاب بالبشرية نحو حرب عالمية ثالثة مدمرة ..!! 

 

من حق الروس أو غيرهم أن يحاربوا بالأسلحة التقليدية في أوكرانيا أو في غيرها لكن ليس من حقهم التهديد باستخدام الاسلحة التدميرية المحرمة دولياً ، لأنهم بذلك يضعوا الشعب الروسي في فوهة البركان ، فهو أول من سيتجرع النتائج الكارثية للأسلحة التدميرية في حال تم استخدامها ، فمثلما تمتلك روسيا ترسانة من تلك الأسلحة فإن الدول الأخرى ( أمريكا وبريطانيا وفرنسا ) تمتلك أضعاف تلك الترسانة ، وبذلك فإن استمرار القيادة الروسية في إطلاق التهديدات الاستفزازية باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد دول الحلف ، هو المعنى الحرفي للجنون والتهور والمغامرة ( دعوني انتصر أو سوف استخدم الاسلحة المحرمة دوليا ) ، وهو المعنى الحرفي لعدم الشعور بالمسئولية الاخلاقية والإنسانية للعواقب الوخيمة والكارثية والخطيرة لتلك السياسات والتصرفات على البشرية وحياتها على كوكب الأرض ، وما يرفع وتيرة الخطر الذي يهدد حياة البشر على هذا الكوكب ، التصريحات الأخيرة للقيادة العسكرية الصينية التي أعلنت استعدادها بالتدخل العسكري إذا قررت أمريكا أو الناتو مهاجمة روسيا ، وهو ما يؤكد بأن العالم أصبح اليوم أمام تحالفات عسكرية كبيرة ( حلف الناتو من جهة والحلف الشرقي والذي يضم روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وحلفائها من جهة أخرى ) ، وأي حركة من هنا أو هناك قد تشعل الحرب العالمية الثالثة في أي لحظة لا سمح الله ، أم أنه لا يزال هناك فرصة أمام العقلاء من البشر للعمل على إيقاف هذه الكارثة المدمرة قبل وقوعها ، نسأل الله السلامة لكل شعوب العالم ..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي