بلد الضَّيــــــاع

كتب
الأحد ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٥٠ صباحاً

بقلم: عبدالحكيم الفقيه -

كل شيء يضيع في هذا البلد المضياع . لقد كشف وزير النقل الناجح والنشيط الدكتور واعد باذيب عن ضياع ثمان طائرات من أسطول اليمنية المكون من 14 طائرة ، حيث لم يتبق سوى ست طائرات. تخيلوا ثمان طائرات تضيع في وضح النهار، وفي تقرير جرد أحد مصانع الإسمنت اليمنية كُشف عن ضياع جبل من أصول المصنع حيث تم طحنه وتصديره دون دراية إدارة المصنع، تخيلوا ضياع جبل في وضح النهار، ما يدور في اليمن فانتازيا فريدة وعجيبة..في هذا البلد المضيع والمضياع يضيع سجناء سياسيون ولم يعثر لهم على أي أثر، فهناك ضائعون من السبعينات والثمانينات وصاروا في عداد المفقودين وما أكثرهم !!!

تخيلوا في هذا البلد يضيع رئيس دولة حيث لم يعثر على أي أثر يدل على الرئيس عبدالفتاح إسماعيل، وفي هذا البلد تضيع أطرافه وتنكمش مساحته، وفي هذا البلد المضياع والمضيع يضيع الراتب في أول يوم على استلامه ويضيع الماء في مواسير مشروع المياه وضاعت الكهرباء على يد وزير الكهرباء، والمبادرة الخليجية أضاعت ثورة شعب مسبع مربع، وأضاعت الثورة أهدافها مثلها مثل سابقتها من الثورات، ولأننا من بلد الضياع فمنتخبنا الوطني يضيع فرص التهديف والفوز دائما حتى في المباريات الودية، وتضيع ثروة البلد وقروضه ومنحه وتتبخر.

وفي بلد الضياع هذا يضيع الناس أوقاتهم وتضيع الخطط التنموية وتضيع الأدوية من مخازن المستشفيات الحكومية وتضيع المناهج المدرسية من المخازن وتضيع الحكومة ماء وجهها أمام المانحين وتضيع معاملات منظمات المجتمع المدني في ملفات السفارات وتضيع أحذية المصلين في المساجد والجوامع وتضيع المليارات في بنوك الدولة وتضيع عقول الساسة ورجال الدين في موائد السلطان . وتضيع الثروة الحيوانية في الهَجر والتحكيم القبلي. وتضيع أعمار اليمنيين في المعاملات والشرائع.

ولأننا في بلد الضياع فقد قال اليمنيون قديما “من خُلق ودف” وقبل ألف عام قال شاعر صعدة صالح بن أبي الرجال
(ألا ليت جدي حين مولد والدي
خصاه وجز الخصيتين مع الذكر
فلا كنت موجودا ولا كنت حاضرا
ولا كان لي بين الخليقة من أثر)
المهم بكل اختصار:(غيرنا هم اللي عاشوا واحنا بس الضايعين)

الحجر الصحفي في زمن الحوثي