الرئيسية > محليات > خطيب ساحة الحرية بعدن في صلاة العيد: الحوار الوطني مشروع يمكن كافة المكونات والأطراف للتعبير عن آلامهم وألامهم

خطيب ساحة الحرية بعدن في صلاة العيد: الحوار الوطني مشروع يمكن كافة المكونات والأطراف للتعبير عن آلامهم وألامهم

يمن فويس - أشرف خليفة :

أحيا ألاف الثوار على ساحة الحرية في محافظة عدن صلاة العيد مؤكدين بذلك استمرارهم في الفعل الثوري والمضي فيه حتى استكمال باقي أهداف الثورة والتي من أهمها هيكلة الأمن والجيش قبل الخوض في الحوار الوطني وكذا نزع الحصانة عن المخلوع ومحاكمته.

وقال خطيب الساحة القيادي في الثورة الشبابية الشعبية الأستاذ أنيس آل يعقوب: أنه من المؤسف جداَ ومن المخزي حقّاَ ونحن نعيش هذه المشاعر الإسلامية التي عشناها في رمضان ، وعشناها في عيد الفطر المبارك ونعيشها الآن في موسم الحج وعيد الأضحى ، أن نكون اليوم بهذا التفرق وهذا التمزق الذي يشهده واقعنا ونعيشه ونلمسه على مستوى الوطن والقرية والحي فليس ذلك من أخلاق الاسلام ولا من تعاليمه فكل مشكلة ولها حل وكل قضية ولها حل واذا أردنا حلا لجميع قضايانا فعلينا أن نقبل بعضنا بعضا ونصبر على بعضنا البعض على ما بيننا من اختلافات فنحن على ظهر سفينة واحدة فكيف نبحر بها إلى بر الأمان ونكون يداَ واحدة وكلمة واحدة وصوتاَ واحداَ ضدًّ الظلم والظالمين ضدَّ الفساد والفاسدين ضدَّ النهب والناهبين أينما كانوا ومن أي مكان أو بلدِ كانوا .

وأكد يعقوب على أهمية الحوار الوطني بقوله: إننا مقبلون على محطة هامة ونقلة فارقة في تاريخ اليمن الحديث يمن الثورة الشبابية هذه المحطة ما كنا لنصل إليها لولا تضحيات شبابنا وأبنائنا هذه المحطة ستصنع بإذن الله غدا أفضل هذه المحطة هي مؤتمر الحوار الوطني .

ودعا الخطيب كافة المكونات والأطياف إلى المشاركة في الحوار الوطني لما له من أهمية لتعريف جميع الأطراف بذواتهم حيث قال: لا يختلف أحد على أن مشروع الحوار الوطني من النقلات الفارقة في حياة اليمنين بكافة أطيافهم السياسية والفكرية وهي نقلة نوعية ورائدة متميزة ،وتعلقت آمال المواطنين بها  في مشروع الحوار الوطني تكمن الإمكانية الفعلية للتعارف والتواصل المباشر بين جميع المكونات المختلفة، كما أنها المنصة الوطنية المهمة ، التي تمكّن كل الأطراف من التعريف بذواتهم الجمعية ، والتعبير عن آلامهم وآمالهم.

وأردف قائلاً: إن مشروع الحوار الوطني ، ليس ندوات سياسية و مؤتمرات ثقافية ، يناقش بعض الموضوعات الثقافية ، ويخلص إلى توصيات نهائية تذاع عبر وسائل الإعلام وبعد ذلك يعود الجميع إلى حالهم ووضعهم السابق وإن مشروع الحوار الوطني في تقديرنا ورؤيتنا ، هو رافعة وطنية لتدارس كافة الملفات الساخنة ، التي تشغل بال الوطن والمواطنين ، والنتائج التي يتوصل إليها اللقاء ، تتحول وفق رؤية متكاملة إلى الساحة والتطبيق العملي .

وقام خطيب ساحة الحرية بأخذ المعالم التي تحدث بها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع وإسقاطها على واقعنا وكونها كذلك معالم لكل وقت وحين حيث قال: الالتزام بالمنهج الرباني الإسلامي بديلاَ عن مناهج الجاهلية إنه مجتمع ينطلق من الإسلام ويحتكم للقرآن ويهتدي بهدي النبي العدنان ينطلق من أقواله وأعماله وشريعته وسنته ( ألا إن كل شي من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع).

مضيفاً: احترام الآخر ومراعاة حرمته وعدم الاعتداء على حقوقه من مال أو عرض أو دم (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) إن الدماء في شريعة الإسلام محفوظة والأرواح مصونة والنفوس مكرمة لا يحل دم مسلم ولا ماله ولا عرضه إلا بحق الإسلام وبحكم القضاء والقانون.

وما نسمع عنه في الآونة الأخيرة من اغتيالات وتفجيرات واعتداءات على النفوس المحرّمة والأرواح المعصومة يتنافى مع سمات المجتمع الإسلامي التي رسمها القرآن ووضع أسسها النبي صلى الله عليه وسلم  وأكدها في خطبة الوداع.

وزاد أيضاً: إن من المعالم والسمات التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع سمة مهمة لا قيام لمجتمع ولا هدوء ولا سكينة ولا أمن ولا أمان إلا بوجوده ألا وهو الكفاية في الاقتصاد والكرامة في العيش لذا أكد النبي في خطبته على حفظ الأموال وعدم الاعتداء عليها ، وذكر وأكّد على تحريم الربا الذي هو من أكبر أسباب تدهور الاقتصاد واستغلال حاجة المسكين والمحتاج ، إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤكد على ذلك يعلّم المسلمين إنه لا بد لأفراد المجتمع جميعهم وكلهم ان يعيشوا عيشاَ محترماَ ويحيوا حياة كريمة متوفر لديهم حاجاتهم الضرورية التي تكف وجوههم وأيديهم عن المسألة وتكفف الغيرولقد آل حال كثير في مجتمعنا على صور من الكسب المحرم يندى لها الجبين كالرشوة والتسوّل والسطو واللصوصية والنهب والاحتيال ، فهذه الوسائل تُعدّ اليوم وسائل معتمدة للحصول على المال لدى بعض الناس وإن من أسباب ذلك ضعف الوازع الديني وعدم استشعار عظمة الإثم وحرمة هذه الدماء والأموال ، وعلى الدولة سرعة معالجة هذه الظواهر الخطيرة التي تنخر في جسد الأمة وتوشك على تفكيكه وانهياره وذلك بتوفير الحياة الكريمة ليعيش الناس بكرامة ويحيون بشرف.

 واستخلص أنيس يعقوب من خطبة الوداع كذلك: إن من معالم المجتمع الإسلامي التي وضع معالمها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع انه مجتمع متكامل يستفيد من كل طاقة ولا يحتقر أي جهد ولا يهمش أي شخص ولا يقصي ولا يُبعد أي فرد فيها الجميع فيه يتحمل واجباته و يأخذ حقوقه و يلاقي الاحترام و التقدير من الجميع فلا إقصاء للمرأة و لا تهميش للأنثى و لا ظلم لأحد.

مؤكداً: إننا ومن هذا المعلم نؤكد على مسؤوليتنا المشتركة في بناء هذا الوطن و تغيير هذا الواقع و أن لا طريق لذلك التغيير و لا سبيل لتلك التنمية  و النماء إلا أن يقوم كل واحد منا بمسؤلياته وواجباته و يؤدي الذي عليه و يبتغي الله في موضعه و مكانه و يعين الآخرين على ذلك .

مختتماً خطبة صلاة العيد بتذكر الثورة السورية وكذا الشعب الفلسطيني قائلاً: ونحن في يوم العيد علينا أن نتذكر إخوة لنا في سوريا وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين يمر عليهم العيد وهم يعيشون في وضع أقصى ما يمكن وصفه بأنه مرعب تحت قصف الدبابات  وازيز الطائرات  يستشهد منهم كل يوم العشرات ، وربنا يطمئننا على حالهم فيقول: ( إن مع العسر يسرا ) وان واجبنا إن ننصرهم وندعو الله لهم إن يثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم ، وان ندعمهم بالمال لإيواء المشردين وكفالة الأيتام من أبناء الشهداء وعلاج المرضى ، فساهموا في نصرة اخوانكم في سوريا وفلسطين في هذا اليوم العظيم .

وبعد الفراغ من صلاة وخطبتي العيد قام ثوار عدن بترديد الشعارات الثورية الداعية إلى الهيكلة قبل الحوار ونزع الحصانة من المخلوع ومحاكمته وعائلته.

 

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي