الرئيسية > محليات > قوافل حجيج نسوية بدأت تشق طريقها صوب بيت الله الحرام وبدون محرم..!!

قوافل حجيج نسوية بدأت تشق طريقها صوب بيت الله الحرام وبدون محرم..!!

يمن فويس - إيمان الحنظلي 

بعيداً عن الشد والجذب المتماهي مع هكذا قضايا، خاصة وأن الموضوع لم يثر بعد إعلامياً؛ قد نكون من خلال هذا الاستطلاع تجاوزنا المحظور؛ أتحنا الفرصة للأبواق السطحية أن تنخر في حلاوة هكذا تجديد، الموضوع ثري وشائك.. وبحاجة إلى النخب المتنورة أن تبت فيه، خاصة وأن ملامح هذا التجديد بدأت تتشكل للتو.. 

شروط الرفقة 

قامت وزارة الأوقاف والإرشاد ممثلة في قطاع الحج والعمرة بقبول أكثر من 20 امرأة عاملة من مختلف القطاعات التابعة لوزارة الأوقاف من إدارة توعية المرأة وإدارة تحفيظ القرآن الكريم ومن موظفات وزارة الأوقاف لأداء فريضة الحج بدون محرم، وكما علمنا من بعضهن أنه سيتم توزيعهن فيما بعد على الوكالات اليمنية في المملكة العربية السعودية للعمل في الإرشاد النسوي، والقيام بفريضة الحج بدون أن يذهب معهن مرافق كما كانت العادة في بعض السنوات السابقة، وهذه ليست المرة الأولى التي تحج فيها الفتاة أو المرأة اليمنية بدون محرم فقد سبقتها عدة تجارب في السنوات الماضية، ولكن بنسب قليلة جداً فيما يخص الجانب الرسمي الممثل في وزارة الأوقاف وقطاعها الحج والعمرة أما في الجانب الآخر المتمثل في وكالات الحج اليمنية فهي تقبل سنويا أو بعضها طلبات النساء التي تعدى أعمارهن الأربعين عاما من اللاتي يردن الحج وليس لديهن محرم وتقوم بعمل اللازم لهن كالتأشيرة على الجواز وباقي الإجراءات القانونية مثلها مثل الرجل وتهتم بها من داخل الأراضي اليمنية حتى وصولها إلى الأراضي المقدسة وإتمام مناسك وشعائر الحج والعمرة حسب البرنامج المعد سنويا، وتسمى هذه الحالة لدى وكالات الحج في اليمن بحج عصبة نساء ومعناها الرفقة الآمنة التي تسمح لمثل هذا الظرف سفر المرأة لأداء فريضة الحج بدون محرم طالما توفرت شروط الرفقة الصالحة من النساء الثقات ووجدت الجهات المسئولة التي تقوم بالحفاظ على أمن وسلامة تلك النساء، ورغم أن الكثيرات من النساء يردن الحج إلا أنهن لا يستطعن الحج لأسباب مادية أو متعلقة بالمحرم، ولكن في ظل هذه الحالة أصبح الحج لهن ممكنا، وبفضل الله تيسر لهن ما تعسر في الماضي فغير غائب عن البال ما استحدث في هذا العصر من وسائل النقل الجماعية من طائرات وقطارات وحافلات حيث تنتفي الخلوة وتنظم الرحلات في مواعيدها مجدولة ومسارات جوية أو برية محدودة، وأصبح السفر مدة قصيرة.. 

الشرع لا يحرم ذلك 

 حول هذا الموضوع التقينا الشيخ رمضان محمد الكيلاني ـ رئيس البعثة الأزهرية في اليمن، والذي قال: لا يجوز أن نسميها عصبة، بل نقول جماعة من النساء أردن أن يخرجن لحج بيت الله الحرام، وهذه فريضة من الفرائض ومادامت الفرصة قد تيسرت لهن فالشرع يشترط أن تكون هذه المرأة محفوظة وفي صحبة آمنة، وأن تكون بعيدة كل البعد عما يجرح شعورها وما يخرجها من هذه الروحانيات، فبالنسبة للمرأة من الناحية الشرعية إذا توافرت الصحبة الآمنة أو الرجال الثقات الذين لهم من الدين والخوف من الله والمراقبة لله ما يؤتمن على تلك الجماعة من النساء فالشرع لا يمنع ذلك إذا كانت في صحبة آمنة أو في مكان آمن، فالقرآن نص على أن المرأة لابد أن تكون في نوع من الأمان، قال تعالى “ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن” فكلمة حرام كلمة مطلقة ولا يجوز أن نحرم ما أحله الله؛ لأن هذه فريضة ولابد أن تراعي فيها الضرورات كل شيء يقدر بقدره وكل شيء يراعى فيه العسر واليسر، هؤلاء الجماعة لو لم يخرجن في هذا العام لأداء هذه الفريضة التي تعتبر فرصة لهن ربما لن يتيسر الحج لهن بعد ذلك عندما تكون الفرصة غير موجودة لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أما إذا وجدت الفرصة وطالما الشرع يشترط الصحبة الآمنة والرفيق الصالح الذي يخاف على هؤلاء النساء اللواتي أردن أن يؤدين فرض الله تبارك وتعالى فالشرع لا يحرم ذلك تماما، بل يدعو المرأة إلى أن تلتزم بآداب ومناسك الحج وإذا كانت على غير علم بفقه الحج ومناسك الحج فيجب عليها أن تسأل، وأن تتعلم حتى إذا خرجت لهذه الفريضة، فإنها تخرج وتؤدي المناسك مرتبة ترتيبا دقيقا، فكما علمنا أنه بالنسبة للآونة الأولى والزمن الأول كانت المرأة تخرج وتسافر في الصحراء وتركب الجمل وتسير لشهور في الذهاب وشهور في العودة وفي صحراء ربما يأتي الليل فتكون في مكان غير آمن، أما في هذه الأيام الحمد لله رب العالمين نجد الجماعة في الطائرة وفيها المجموعة من الناس، وأصبح السفر في غير خلوة، حتى في الفنادق عندما يذهبن ينزلن من الطائرة نجد أن هناك سيارات خاصة بالنساء سيارات خاصة بالرجال وربما يكون الجانب الأيمن خاصا بالرجال والجانب الأيسر خاصا بالنساء وهناك تنظيم، والمرأة تكون محفوظة، والشرع دعا إلى أداء الفريضة إذا توافرت الشروط، وليس هناك ما تتعرض له المرأة من الأذى أو الضرر أو الإيذاء لمشاعرها ولحرمة عرضها فأصبح الشرع يبيح ذلك فالمرأة تستأذن زوجها وإذا كانت غير متزوجة فلا يجوز لابنها أو أخيها أن يمنعها من أداء فريضة الحج فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا كان الولد غيورا على أمه أو على أخته يسأل عن الرفقة وعن الصحبة الصالحة وما دام تأكد له بعد ذلك فإذا منعها فهو آثم. 

عصبة 

- وعن كيفية إمكانية تعامل الوكالات مع طلبات النساء لأداء فريضة الحج بدون محرم أفادنا الأخ نبيل الزلب احد موظفي مجموعة القابلي متحدثاً عن عصبة النساء بقوله: إنها عبارة عن مجموعة نساء بدون محرم كالأرامل أو انعدام محرم، يتم تسجيلهن كعصبة نساء في وكالات الحج ثم يرفع كشف بأسمائهن إلى وزارة الأوقاف للموافقة عليهن وإدخالهن للسفارة السعودية للتأشير عليها ويذهبن كمجموعة واحدة كعصبة نساء يؤدين فريضة عمرة أو حج فيكن في باص واحد أو طيران في مجموعة واحدة، وتكون أعمارهن محددة من سن الأربعين وما فوق، أما النساء صغيرات السن فيسمح لهن بالذهاب كعصبة نساء مع والداتهن وعصبة النساء غالباً ما تكون قليلة لعدم معرفتهن بهذه الخدمة، والحد الأدنى لعصبة النساء عشر إلى خمس عشرة امرأة، وعن كيفية معرفة النساء بهذه العصبة يقول: عندما تأتي البعض منهن تسأل عن رغبتها في الحج، ولكنها بدون محرم فيتم تعريفها بإمكانية الحج كعصبة نساء، ويتم معاملتها معاملة أي حاج.. 

تجارب 

قبل سفرهن بيوم واحد التقت الجمهورية في مبنى وزارة الأوقاف قطاع الحج والعمرة بتلك النسوة من الموظفات اللواتي سيذهبن للحج بدون محرم وهن يستلمن مبلغ 1000 ريال سعودي كبدل سفر ومن خلال الحوارات معهن على هامش انشغالهن بالاستعداد للسفر اتضح أن هناك ما يسمى ببند المجاملة تمنح فيها التأشيرات بالمجان، وما على الحج إلا النفقة على وسيلة المواصلات والسكن وهذا ما حظيت به البعض منهن وتم لها أداء فريضة الحج في سنوات سابقة عن طريق قطاع الحج والعمرة غير أنهن اضطررن لأخذ المحرم والقيام بالنفقة علية سفراً وإقامة وهذه هي المرة الأولى التي سمح لهن بالحج بدون محرم، وقد علقت إحداهن على حديث البعض ممن كن يشرحن لنا عن كيفية إجراءات حج المرأة بدون محرم أنها ترفض الحج بدون محرم وهذا ما فعلته هذه السنة في أخذ فرصتها بالحج مجاناً واستلام بدل السفر، ومن ثم تكفلها بنفقة السفر والإقامة على المحرم الذي سيرافقها في أداء مناسك الحج. 

- وحول تجربة بعض النساء ممن قمن بالحج بدون محرم عن طريق بعض الوكالات كانت الأستاذة التربوية إلهام محمد التي شرحت معاناتها في عدم استطاعتها أداء فريضة الحج لسنوات كانت تتمنى في كل عام أن تكون في بيت الله الحرام رغم وجود المحرم واستطاعتها النفقة عليه، لكنه كان يتحجج بالظروف وهكذا حتى وافق في إحدى المرات على أن يرافقها لأداء فريضة الحج مقابل إعطائه مبلغ مليون ريال يمني، ولكن مع الأسف رجع عن الوعد الذي قطعه لها وقال لو تأتي لي مكة إلى باب بيتي فلن أذهب للحج، فكان أن أصابها الحزن ومرضت مقهورة تناجي ربها وتشتكي إليه حرمانها من الحج بسبب تعنت المحرم واستغلاله لحاجتها، وكما تقول كانت إحدى زميلاتها في المدرسة قد علمت بقصتها تلك وأرشدتها إلى إمكانية أن تحج بدون محرم لوجود وكالات حج تلبي مثل حالتها عن طريق ما يسمى حج عصبة نساء، والحمدلله ذهبت في العام الذي يليه وكانت سعادتها لا توصف وكانت من الراحة والأمان ما جعلها أن تشعر كأنها في حماية أهلها جميعاً. 

- كما أجابنا الأخ محمد الشريف ـ ضابط في التوجيه المعنوي وأحد الحجاج المتأهبين للسفر ذلك اليوم بمدى تقبله لحج المرأة بدون محرم باستغرابه في بداية الأمر من عدم علمه بأن وزارة الأوقاف وقطاع الحج والعمرة توافق على السماح لتلك النسوة لأداء فريضة الحج بدون محرم، لكنه لم يمانع من سفرها إذا كانت في صحبة آمنة وعن طريق وكالات الحج أو قطاع الحج والعمرة باعتبار تلك جهات مسئولة ومأمونة، لكنه يرفض قطعياً أن تستغل النساء هذه الحالة وتقوم بالتجمع مع عدة نساء ويقلن سنذهب للحج نحن عصبة نساء فهذا غير ممكن؛ لأن شرط الأمان غير موجود فسفرها خارج نطاق جهات مختصة ومسئولة مرفوض قطعياً ولا أعتقد أنه سيسمح لهن سواء من محارمهن أو من الجهات الرسمية اليمنية أو السعودية. 

الجمهورية نت


الحجر الصحفي في زمن الحوثي