الرئيسية > تقارير وحوارات > الذكرى الأولى لأستشهاد الإعلامي والمخرج التفلزيوني عبدالحكيم النور

الذكرى الأولى لأستشهاد الإعلامي والمخرج التفلزيوني عبدالحكيم النور

يصادف اليوم الجمعة 5/10/2012م الذكرى الأولى لإستشهاد المبدع والمخرج التلفزيوني عبد الحكيم النور ..فمن هو عبدالحكيم النور ..؟

تقرير - وئام الصوفي

مقتطفات من نشأته :

عبدالحكيم عبدالقوي عبدالنور الصوفي ينحدر من عائلة الصوفي في مخلاف شرعب السلام ولد فيها ومن ثم انتقل الى المملكة العربية السعودية درس الابتدائية والاعداديه في مدرسة المغيرة ابن شعبه والمتوسطة في المثنى بن حارثه والثانوية في ثانوية ثقيف بمنطقة الطائف ، فبدأ مشوار حياته الفنية من إذاعة المدرسة بمشاركات صغيره وما هي إلا أيام والحكيم النور وجد نفسه هو المسئول عن الإذاعة المدرسية فبدأ حلمه يكبر وبدأ يشق طريقه لتحقيق حلمه بالمشاركات المسرحية والكوميدية لكي يكون قادر على الظهور أمام الجمهور بثقة واقتدار ليجد نفسه فيما بعد وبتوفيق من الله ممثل مسرحي بامتياز

 مسيرته التعلمية 

وأثناء مرحلة دراسته الثانوية حظي الشهيد عبد الحكيم بتشجيع غير عادي من إدارة المدرسة لتكون محطته التالية في مشواره الفني بعد مدرسته التي لقي منها كل الدعم والتشجيع هي جمعية الثقافة والفنون بالطائف والتي درس فيها التمثيل والإخراج المسرحي بعد عدة مشاركات واختبارات حصل على الجائزة الاولى على مستوى المنطقه الغربية في الالقاء ومثل المسرح السعودي مع جمعية الثقافة والفنون بالطائف في مهرجان المسرح الخليجي في الكويت .. والمركز الثاني في التمثيل المسرحي وكانت هذه الانطلاقة المشجعة لروح حكيم المتفائلة .

وواصل النور إبداعاته وأكمل مشواره التعليمي سعياً للوصول إلى حيث يجد نفسه إلى شاشة التلفاز فسافر إلى القاهرة لدراسة الإخراج التلفزيوني وبعد أن أكمل دراسته في القاهرة عاد إلى السعودية حامل شهادة إبداعاته وطموحاته وبدأ مشواره العملي بعمل برنامج للأطفال حمل اسم "بهلول "مع المخرج محمد العماري في تلفزيون جده والذي أستمر عدة سنوات ثم قام بعمل برامج متنوعة في تلفزيون الطائف.

وبموازرة بين الدراسة والعمل استمرت حياة الشهيد عبد الحكيم حتى حقق أكثر مما كان يحلم به، ليعود بعدها إلى وطنه الأم اليمن متطلعا بمستقبل أفضل لخدمة وطنه غير أن الواقع صدمه فوجد نفسه في وطن غير الذي كان يحلم به طيلة حياته العلمية هو وطنه الذي ينحدر منه ذاته لكنه وبفعل الفساد الذي استشرى معظم مؤسساته أضحى الوطن وطن تقتل فيه المواهب وتدفن، الأمر الذي لم يرق لفنان عالمه الإبداع وصقل موهبة بالممارسة والإطلاع والالتزام والمحبة

مسيرته الفنية

عمل الشهيد عبد الحكيم ممثلاً في قناة اليمن في برنامج الكاميرا الخفية وغنى أغنية خاصة بالعيد، إلا أنه لم يجد فيها ما يحقق طموحه حيث كان يطمح في إعلام متطور يكون فيه مخرج تلفزيوني بكفاءة وجداره بعيدا عن المحسوبية والرشوة ليقوم على أثرها بالبحث عن عمل آخر غير ذلك العمل الذي ليس للموهوبين والمبدعين مكان فيه ليجد ضالته في شركة ماس للإنتاج والتوزيع والذي عمل فيها مدير ومؤخراً عمل مدير الإعلام لجمعية هائل سعيد أنعم الخيرية وشارك في عدد من الأعمال الخيرية وفي عدد من البرامج في القنوات الإسلامية ومنها برنامج المزمار الذهبي على قناة الفجر.

الجيل الجديد هو الأقوى لمعرفة ما يدور حولنا من خداع في الصورة المنقولة إلينا لتشويه الإسلام ولإعطاء الصورة الحقيقية عن سماحة ديننا الحنيف يجب أن يتدرب الجيل الجديد والشباب اليمني والعربي الحر ليفتح بذلك طرقا جديدة للتحاور بين العقليات المختلفة في أنحاء العالم وبدون معرفة لغاتهم من خلال المشاهدة لأي فلم سواء ثقافي أو سياحي أو غنائي أو علمي قالها فناننا الموهوب وشهيدنا المرحوم عبد الحكيم وهو يحلم بذلك الجيل الذي تمنى أن يراه ويتشارك معه في تحقيق هدفة النبيل.

وثّق الشهيد الحكيم بعدسته أهم الأحداث التي عاشتها اليمن خلال العقود الماضية، فكان له وجود في حرب صيف 94 تواجد من بداية مثلث العند وحتى انتهاء الأزمة كمصور لهذه الأحداث ومازال يعتز بهذه الأعمال حتى استشهاده.

أحلام وطموحات

فتح قناة حرة في ظل إعلام حر يكفل الحقوق والحريات كان أهم حلم للشهيد الخالد ليتيح أمام الجيل الجديد من الشباب الواعي والقادر على الأجهزة الحديثة والطرق الفنية والرقمية الفرصة للإبداع والانطلاق فقد كان عشمه بهم كبير وكان دائماً ما يقول فيهم: الإبداع في شباب اليمن موجود ولا يحتاج سوى الحب والإخلاص والتواضع والموهبة لكي ينهض بقوه

كما حلم الشهيد عبد الحكيم ببناء أستوديو متكامل خاص به يتغنى من خلاله بحب الوطن واليمن السعيد وأن يمثل دور المساكين في اليمن وأصحاب المهن الصغيرة

• قصة استشهاده

في يوم الاربعاء بتاريخ ?/??/???? كان يوم دامي سمع فيه الصرخات بتعز تحديدا حي الروضة تتوالى من شدة الفزع فسقط فيه عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال وكان المخرج التلفزيوني عبد الحكيم أحد الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة الدامية فيما أصيب نجله أكرم ذو الـ ?? عاماً بإصابة خطره في العمود الفقري تسببت في إعاقة دائمة له جراء قصف عنيف أمطرته قوات صالح بقذائفها على حي زيد الموشكي الذي يسكن فيه الشهيد.

وتمازجت في تلك الليلة المشئومة أصوات القذائف بصراخ الأطفال والنساء والرجال بعد إعلان قوات صالح حرب إلابادة على الشعب.

في هذه الليلة ودعت الحالمة تعز حكيم الإعلامي شهيداً وعشرات الشهداء الاخيار وارتحل الشهيد الحكيم إلى جوار ربه عن عمر يزيد عن 43 عام سطر خلالها الشهيد حكاية بطل بذل روحه ووقته للجميع تاركا للأرض قصة كفاح وحكاية نضال اختطفتها قذيفة غادرة أجهزت على حياته التي أصبحت قنديلاً لأترابه في الوفاء والإخلاص وحب الشهادة على درب الحرية والكرامة.

• من أقوال أسرته :

عماد النور شقيق الشهيد عبد الحكيم الذي لطالما حبه عبد الحكيم حبا جما وسمى ابنه الكبير عماد حبا با اخيه عماد حيث تحدث الينا عماد قائلا : عبد الحكيم رحمه الله هو الثاني في الترتيب العائلي من اخواني .... درس في السعودية ومن ثم عاد الى اليمن في عام

1991م وهنا كانت الحكاية مع الكفاح كنت اول من استقبله في اليمن وقال لي مثل ...يوم من الايام ايد على ايد تسوي كل شي .كان متفائل دائما مبتسم كان يفعل الخير لكل الناس

تعب في البمن بين صنعاء وعدن من مسئول الى مسئول كان وزير الثقافة في ذلك الوقت اللوزي .قاتل مواهب اليمن

عبد الحكيم عمل وسهر واجتهد الى ان وصل ما وصل اليه

مضيفا عن تلقيه خبر استشهاد عبد الحكيم قال : مشاعري مختلطة من يوم استشهادة حتى أليوم احيانا اريد ان انتقم واحيانا اقول ان الله يمهل ولا يهمل انه هو المنتقم الجبار .

زوج كريم وأب حنون ومحباً لأهله ودينه ووطنه مدرسة في الأخلاق والتعامل الجميع ينهل منها.. بهذه العبارات افتتحت زوجة الشهيد حديثها عن زوجها الشهيد مستعرضة شريط ذكريات الحكيم الأسرية وقد بدأت عيناها تتساقط منها الدموع.

وقالت: عبد الحكيم كان طيب جدا عمره ما دخل البيت زعلان مهما حصل خارج البيت كان يدخل والابتسامة على وجه وبشوشا ومتواضع مع الكل كان إنسان في حاله طيب ومسالم خدوم ويحب أن يقضي حوائج الناس وكان خاتم للقرآن ومحافظ على صلاته كان يربي أبنائه على الدين

وعن حياته العملية أشارت الزوجة أن زوجها الشهيد كان يلقي محاضرات في كلية الإعلام في جامعة صنعاء وقد تخرج الكثير على يده ومن ضمنهم المذيع المتألق خليل القاهري وكذلك في تعز حاضر الشهيد في جامعة العلوم والتكنولوجيا وفي جمعية التكافل للإعلام

تعود للحديث عن مأثرة وتقول عبد الحكيم كان لا يبخل بعلمه على أحد ولدرجة أنني انتقدته في يوم من الأيام وقلت له حينها هذه أسرار شغلك ليرد عليا بلطف والحنان قائلا هذا علم طول ما أنا قادر سأظل أعلم الآخرين وعن يوم استشهاد عبد الحكي تقول الزوجة كان القصف عنيف ورغم ذلك لم يكن خائف بل كان يطمننا ويقول لنا ليش نخاف من الموت إحنا مؤمنين

أما عن سماته الشخصية : فتشير الزوجة إلى أن الشهيد كان من اشد الناس التزاما بمواعيده ولا يحب أن يتأخر كان يتقدم عن أي موعد وما يغيب عن عمله إلا لشدة وتستشهد بأحد مواقف الشهيد يرحمه الله وتقول في يوم من الأيام أصيب زوجي الشهيد بمرض ما يسمى بشلل العصب الخامس ومع ذلك كان يمشي مع علاجه ويداوم في عمله تعود مرة أخرى للحديث عن أخلاق ومآثر زوجها الشهيد عبد الحكيم وكأنها لم تروي عن مأثرة سوى الجزء اليسير وقد بدت الحديث وهي مرتبكة وعاجزة عن التعبير لكونها مجروحة وحزينة على فراق شريك حياتها على حد قولها ولم يلتقط لسانها سوى هذه العبارات ما نصها "كان صاحب الأخلاق الطيبة وكريم مع الجميع".

وعند سؤالنا لها بوصف زوجها لم تجد الزوجة أن تصف زوجها بما يفيه بحقه إلا بوصفه ملاك يمشي على الأرض بأخلاقه وتعامله مع الآخرين، فكان لا يبخل بتقديم أي خدمة لأي شخص كان من كان طالما هو قادر عليها

وتتابع: الشهيد عبدالحكيم مدرسة في الإبداع والتألق والتميز لم يلقى أي تشجيع من سلطة اتخذت من تحطيم المبدعين ودفن المواهب ضمن سياستها، فبالرغم من أن الشهيد عبد الحكيم بحسب زوجته قدم عدد من الشهائد العالية التي تحصل عليها في مشوار حياته العلمية في السعودية ومصر في مجالات الإخراج والمسرح والتمثيل إلا انه لم يحض من سلطة الفساد بأي اهتمام رغم إلا انه والقول أيضاً للزوجة وجد في بيت هائل سعيد ظالته و قدم مؤهلاته لهم فوجد منهم قبولاً غير عادي واهتمام كبير وعمل معهم بداية كمصور فيديو وقاموا بعدها بجلب بعض الأجهزة البسيطة الخاصة بالإنتاج والإعلان عندما وجدوا عبد الحكيم قادر على ذلك.

وتضيف عن مسيرة حياته المهنية قائلة: كما شارك في برنامج تلفزيوني مع المخرج عادل عبد الباري بحكم أنهم أصدقاء فعملوا برنامج الكيمراء الخفية فأستمر هذا البرنامج ما يقارب خمس سنوات بعد ذلك قامت شركة هائل بشراء أجهزه متطورة بعد أن أدركوا بمواهب عبد الحكيم ففتح أستوديو تابع لهم خاص بالمرئيات إعلانات وبرامج كان يصورها ويخرجها ويمنتجها لينبثق عن ذلك الأستوديو الإعلان عن تأسيس شركة ماس وبجهود عمله.

والزوجة ممتنة لدعم بيت هائل لزوجها الشهيد والكثير من المواهب وتقول في هذا السياق بصراحة بيت هائل مشكورين نموا كثير من المواهب والإبداعات وقد حاز عبدالحكيم على ثقة بيت هائل بشغله وإخلاصه لعمله ونشاطه فأستمر بهذا العمل ما يقارب ?? سنة وبعد ذلك أنتقل إلى إدارة الإعلام في الجمعية الخيرية التابعة لهائل سعيد أنعم على أساس بيتم فتح أستوديو متكامل ولكن الحمد لله على كل حال لم يستمر في عمله ما يقارب السنة وأستشهد و أما دولتنا فهي تقتل المواهب ثم تقتل حمالي تلك المواهب.

هكذا كانت حياة الشهيد عبد الحكيم التي أوقفت قذيفة غادرة أطلقتها قوات نظام صالح مسيرة النور الحافلة بالإبداع والتألق والإنجازات المتميزة وأوقفت قلب سكنه الحب والحنان لكل من حوله.

وفي تفاصيل قصة استشهاد الشهيد عبد الحكيم قالت الزوجة: كان القصف عنيف والكهرباء طافية ولم نشغل مولد الكهربا حتى ينام الأطفال لان عندهم مدارس وفي يومها جلب زي المدرسة حق عماد لأنه طلب تفصيل فقال له عماد أن الزي ضيق عليه ليرد عليه قائلا طول ما أنا عايش بجيب لك اللي تريد بناخذ لك غير هذا كان العصر.

لحظات ما قبل الشهادة 

وفي الليل بدأ القصف فسمعنا صوت القذائف تتساقط بالقرب مننا وسمعنا بيت عبد الملك أخو عبد الحكيم يصيحون من الخوف والفزع فحاول الخروج ولكني منعته وقلت له أتصل بتلفون فسحبنا التلفون إلى الصالة وجلس ليتصل إلى بيت أخوه ليطمئن عليهم وبعد ذلك غلق السماعة وأنا بعيده عليه بحوالي مترين فسقطت القذيفة وشفت الانفجار وما عاد قدرت أشوف من الدخان والغبار وصرت أصيح وهو ما خرج.

وبلحظات محزنة وزوجة الشهيد تتساقط من عيناها الدموع وبنبرات صوتها المحزن تكاد تتشقق منه الصخور الصماء تضيف عندما كنت أصيح والدخان والغبار مليان البيت وعبد الحكيم لم يخرج ولا يرد عليا ساعتها عرفت إني صرت لوحدي وأكرم يصيح فجريت إلى عنده وأنا مذعورة مش عارف كيف أتصرف فوجدت أكرم مصاب فسحبته إلى الصالة فلقيت حكيم قد زحف إلى عندنا وممتد على الأرض فمددت أكرم بجواره وكانت جهة حكيم اليسرى كلها متضررة وكله دم فجلست عند رأسه وهو كان يشهق وأنا أقرأ قرآن عليه وأنطقه الشهادة الحمد لله ربي الهمني بذلك

تواصل الحديث بصعوبة بالغة وتقول: كانت الكهرباء منقطعة سبحان الله كان في نور وأشوف كل شيء فقام ابني عماد بأخذ مفتاح السيارة وفتح الأبواب للجيران ليدخلوا يسعفوا حكيم وأكرم رغم شدة القذائف على الحي فأسعفوه إلى مستشفى الروضة وكشفوا عليه فقالوا الأطباء انه انتهى بينما أكرم إصابته خطيرة لينقل على إثرها عبد الحكيم وأكرم إلى المستشفى اليمن الدولي وهناك أدخلوا عبد الحكيم الثلاجة وأكرم العمليات.

وتعود للشكر لبيت هايل قائلة "جزاء الله بيت هائل خير الجزاء ما قصروا معنا كأنه عبد الحكيم وأحد من أبنائهم وقفوا معنا والى الآن مازالوا واقفين واختتمت زوجة الشهيد حديثها بالدعاء إلى الله أن يتقبل حكيم برحمته ويجعله بالفردوس الأعلى من الجنة.

• أولاد الشهيد النور إصرار لا ينكسر وعزيمة لا تلين نال عبد الحكيم الشهادة والحياة الأبدية بعد 43عام مخلفاً بعده عماد وأكرم ونورمان وعبد الله أعلنوا صمودهم العارم وافتخارهم بوالدهم الشهيد.

فهاهو أكرم عبد الحكيم النور ذو 12 عاماً والذي مازال مصابا بشظايا في العمود الفقري جعلته غير قادر على التحرك غير أن إصابته تلك لم تؤثر على عزيمته فقد أبدي خلال حديثه معنا عزيمة لا تلين وإصرار قوي وينوي مواصلة مشوار والده الشهيد ما بدأ به ويريد أن يدرس الإعلام ويكون مصور وفنان ومخرج تلفزيوني حيث تحدث إلينا أكرم قائلا أنا مصاب الدكاترة قالوا إنني أعاني ارتجاجاً في النخاع وبإذن الله سأعود أمارس حياتي طبيعي وبإرادتي وأزور قبر البابا وأشتغل شغله فقد كان كلما دخل علينا البيت يكون مبتسم ويلعب معنا ويجيب لنا كل الذي نحتاجه وأنا زعلان على بابا كثير وأفتخر إنه شهيد أكرم يتكلم وعيناه محمرتان ومختنق بالآهات أنا زعلان لأني ما شفت بابا قبل ما يدفن وكانوا يقولوا لي وأنا بالمستشفى إنه بالمستشفى بصنعاء وكنت فرحان وعندما خرجت من المستشفى عرفت بالحقيقة أبي أستشهد وهو آمن في بيته ولا بيده سلاح ولاشيء عبد الله ذو الأربعة الأعوام وأصغر أبناء الشهيد لا تزال ذاكرته الطرية تحتفظ ببعض الذكريات مع والدة فقال بابا كان يلعب معي ويجيب لنا كل شيء وهو الآن في الجنة.

أما نورمان ـ البنت الوحيدة للشهيد من بين ثلاثة إخوة وهي في عامها السادس ـ تحدثت وهي بشوق كبير لوالدها قائله أنا مشتاقة لبابا كثير وأتمنى أن أراه ولكن هو شهيد الله يرحمه كان يلعب معي ويدللني في كل شيء.

• عماد الابن الأكبر وصاحب الزي الضيق ومن أسعف والده الشهيد تحدث هو الآخر عن حلمه في المستقبل كون الأحلام العظيمة كانت سمة من سمات والدة ورثها عنه يقول: أحلم أن أكون في المستقبل طيار في ظل وطن يشهد نهضة وتطور كجيرانه في دول الخليج بعد أن تنجح ثورة الشباب ضد الظلم والفساد بحسب عماد.

وأضاف عماد أنا أكن كل الحقد على قيران، لأنه هو من قتل أبي وقتل الشباب يريد صالح أن يقتل الروح التي خائف منها

• من اقوال زملائه في العمل

كانت البسمة لا تفارق شفاه مزاحا وبشوشا مع عامة الناس هكذا تحدث عن الشهيد الحكيم زملائه في العمل بعد أن تم " الزيارة إلى مكان عمله في جمعية هائل سعيد أنعم الخيرية لتحفيظ القرآن الذي كان يعكف فيه هذا العملاق والمدرسة الإعلامية.

وأجرينا بعض اللقاءات مع زملاء الشهيد عبد الحكيم و البداية كانت مع مدير جمعية هائل سعيد أنعم الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الأستاذ / عبد الناصر محمد أحمد أدم وتحدث إلينا قائلاً:

عبد الحكيم رحمه الله أتصلي وقت القصف وقال لي في قذيفة سقطت جوار منزله وانه خرج من غرفة نومه زحفا وفجاه قطع التلفون إلا أنه ظل يراسلني وقال لي في آخر رسالة ساخراً ابتدأ الجزء الثاني من الحرب جوار البيت حقي ولعت دعواتكم وبعد ذلك انقطعت الرسائل والتواصل وكنت أتصل ولم يرد احد ويستذكر عبد الناصر بعض مواقف الشهيد في يوم استشهاده فقال في يوم استشهاده حصل أشياء غريبة في العمل حيث وقف عبد الحكيم جوار نافذة السكرتيرة وقال لها اليوم عندي ضيق شديد وأشار لها بيده صوب جبل يراه من النافذة ويقولها تعالي شوفي هذاك الجبل البعيد الأستوديو حقي خلف ذاك الجبل البعيد وردت عليه السكرتيرة بالقول وقد مستغربة من بيجي لك هناك قال لها ناس كثير بتجي تبحث عن عبد الحكيم النور وبعد ذلك شاف سيارة الإسعاف فقال لها أنا لمن أشوف هذه السيارة بتحصل اليوم مصيبة، مؤكداً أن الشهيد في ذلك اليوم ظل مشغل الزفة بالأستوديو حق الجمعية

ويسترجع الزميل ذاكرته إلى ما قبل ثلاث أيام من شهادة عبد الحكيم فيقول كان يريد يجتمع معي لأقول لك شيء مهم بتفرح كثير فقد يحصل شي ما نجتمع ومات ما قالها لي.

يتحدث عن الشهيد / عبد الحكيم النور في أخلاقه وانضباطه في عمله قائلاً كان رائعاً في تأديته لعمله ومبدع ومتميز في عمله وصاحب رؤية وما يتعب في العمل ومؤدب مع زملائه وكل من يصادفه ويحمل القيم العظيمة ولديه ضمير في عمله فكان إنسان عجيب في أدائه لعمله مبتسم وممازح وما يحب الهموم والتعقيدات كان إنسان عجيب فلم أجد احد يكره عبد الحكيم ألنور

يتابع تركت ثورة الشباب السلمية أثرها في بيت كل شهيد وقلب كل محب وما من شهيد إلا وتعلقت به قلوب طالما نبضت بحبه ومقل طالما ذرفت عليه ماء العيون

• وفي لحظات الأستاذ عبد الناصر يختنق بالبكاء ويتوقف للحظات عن الحديث.

ويواصل حديثه: مش أي وأحد يبكيني أما عبد الحكيم بكيت عليه كثير وبشكل جنوني وما صدقت حكاية استشهاده لأنه عرض مباشر على قناة سهيل وأنا ما شفت فاتصلت لي السكرتيرة وتبكي فقلت لها مالك قالت عبد الحكيم النور ففتحت التلفزيون ولم أصدق.

عن صفات الشهيد يقول عبد الناصر مش قادر أوصف لك عبد الحكيم فقد كان إنسان يعجز واحد أن يعبر عنه وأذكر انه قبل استشهاده جاب لنا غداء من البيت حقه جاب لنا دجاج ورز غداء للموظفين كأمل أما عن مدينة الثورة الحالمة تعز فيقول عبد الناصر : تعز لها في قلوب محبيها مكانة عظيمة بجمال طبيعتها وموقعها وكرم أهلها وعبد الحكيم النور رمز من رموزها بكل ما فيه من جمال الفكر الفني والتلفزيوني ولا يوجد مذيع أومخرج أعرفه لم يأخذ دوره عند عبد الحكيم فق كان كريم بالعلم ولا يبخل على أحد كان يعطي لكل الناس أسرار شعله فسبحان الله كانت خاتمة عمر عبدالحكيم خير وتمم حياته في جمعية للقرآن الكريم.

واستطرد حديثة عبد الحكيم عمل روائع للقرآن الكريم وأعماله كثيرة للقرآن الكريم سجل القرآن الكريم للأطفال ومنتجها مع المناظر الطبيعية والتي تدل على ألآيات فعمل فلم وثائقي على القرآن الكريم في جمعية هائل كان المصور والمعلق والمنتج وخرج بفيلم ناجح ورائع

وعن جرائم قوات النظام السابق قال عبد الناصر أيش هذا من نظام والذي حصل كان نظام غير طبيعي وما تصورت وجود آلت القتل بهذه الطريقة والوحشية حتى الرصاص والأسلحة والقذائف صممت لتكون مضادة للأفراد مش مضادة لأي شيء ثاني والعالم السلمي يبحث الآن عن الأشياء التي تنجي الأفراد ويتابع كان النظام يستخدم الآت قتل عجيبة ودمويه بهذا الشكل ما تصورت الإنسان في اليمن رغم الذل والظلم إلي عانى منه والتعاسة إلي فيها حتى روحه أصبحت مش من حقه وتشوف الرصاص فيها حديد إسكراب مستخسر في اليمني حتى أنه تقتله رصاصه نحاس أصبح يقتله برصاص حديد إسكراب تتقفز فوق الجدران تفجع الواحد.

موضحاً إلى أن تعز كانت في أوج غضبها وانه عندما تغضب بتسقط عروش وغضبها صعب وعلي صالح كان يدرك خطورة هذه المحافظة، لأن تعز هي الثورة وهي الحياة في اليمن لدورها البطولي وقد كانت صاحبة الثقافة والمنارة الحضارية الرائعة جداً بأساتذتها ومفكريها وخصوبة أراضيها وكل الجمال الموجود في تعز فالحالمة الآن في مرحلة غضب وغضبها صعب يسقط عروش ويفجر ثورات ومن هذا المنطلق تقصف تعز وبحقد وغل القنابل والمتفجرات فيها الجانب الصوتي الكبير والمقصود فيه أيضاً هو إرعاب الناس يرد صالح أن يقتل الروح التي خائف منها وبإذن الله سبحانه وتعالى النصر قريب ومن جانبه تحدث محمد الخضر العامل بقسم الإنتاج الإعلامي في الجمعية الخيرية / قائلا: رغم الأيام القليلة التي عشتها مع الأستاذ الشهيد عبد الحكيم لكنها كانت مليئة بالمعاني والعبر فكان أب وأخ وزميل وصديق والخوض في مجال الكلام عن شخصية الشهيد أختصرها بالاتي:

العظماء أمثالهم يرقهون لغتنا بحثاً عن أبجدية تطال قامتهم النبيلة رحم الله الشهيد وجميع الشهداء

• ودع الدنيا والحياة بابتسامة مشرقة ووجه رضي..

منى العريقي سكرتيرة إدارة تحفيظ القرآن في جمعية هائل سعيد أنعم الخيرية عن صفات الشهيد عبد الحكيم تحدثت قائله هو الطيب الحنون وصاحب الابتسامة المشرقة الدائمة لهذا الكون وباستشهاده أنطفئ نور الحياة بعد

فقدانه وأصبحت ذكرياته محفورة في الذاكرة ومن الصعب نسيانها مهما مرت السنوات وقد كان محظوظا بأسمه وكان نورا في حياته ونورا بشهادته عند مماته وهذا ما حدثتنا عنه.

وتضيف: لا أستطيع ن أعطي الأخ عبد الحكيم حقه لو أتحدث عنه في مجلدات الدنيا فزميلي وأخي كان أخي الغالي على قلوبنا لدية إحساس كبير في الشهادة في ذلك اليوم فقد ظل في مكتبه طوال اليوم يحدثني عن الموت وعن فقدان الحياة وعن الشهادة وعن إحساسه بأن ذلك اليوم سيكون يوم غير الأيام وبلغ كل من حوله أنه سوف يصير في ذلك اليوم شيء لن يكون له مثيل وأشار لي إلى خلف الجبال البعيدة عبر النافذة وقال يا أختي سوف يكون لي أستوديو خلف هذا العالم وسيكون أستوديو غير ليس له مثيل وكان في يومه كأنه يودع الدنيا والحياة بابتسامه مشرقة ووجه رضي فرضي الله عنه أخي وأسكنه الفردوس الأعلى فقد كان أخ عزيز لكل من عرفه

وأتمنى من الجميع وادعوا الجميع أن يدعو للولد الحبيب أكرم عبد الحكيم النور بالشفاء العاجل إن شاء الله وجعله الله قرة عين أمه يا رب العالمين

وتشاركها بالحديث الأخت/أمل الحكيمي موظفة شؤون إدارة تحفيظ القرآن الكريم بالجمعية قائله أخي وزميلي عبد الحكيم يعجز اللسان عن الكلام عنه فقد كان الأستاذ عبد الحكيم الأمل المضيء في حياتنا ملأ الجمعية ابتسامات وصاحب قلب طاهر ونفس طيبه وابتسامته الرائعة رحمه الله رحمه واسعة وأسكنه جنات النعيم حيث النعيم الذي لا ينقطع.

• في هذه الأسطر يدلي فارس الجلال مسئول العلاقات العامة والإعلام بالجمعية زميل الشهيد ـ بدلوه متحدثاً عن عبد الحكيم بإيجاز ولم يستطع معه الإيفاء بحق زميله فيقول عبد الحكيم طيب الله ثراه من أوائل الإعلاميين الذين أرتقوا بالإعلام على مستوى اليمن حيث تميز بروح الدعابة والفكاهة ولا يتسع المقام لذكر مناقبه في هذه الكلمات القليلة، فمثله يحتاج أن يفرد له كتاباً مستقلاً وذلك لأنه عاش من أجل إسعاد الاخرين فهو من القامات الإعلامية المحبوبة التي شهد لها كل من عرفه أو سمع عنة وأوضح قائلاً: عبد الحكيم النور كإنسان تمثلت فيه الأخلاق الحميدة من صدق وإخلاص وأمانة وكان صريحاً في تعامله لا يخاف في الله لومة لائم يصدح بالحق دونما اعتبار لما قد ينتج عنه من أضرار أو استياء من الآخرين الذين لا يهمهم قول الحق لذلك أحببناه فهو حي في قلوبنا ولا نستطيع أن نفيه حقه في هذه الكلمات وأسال المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إنا لله وإن إليه راجعون". 

• من اقوال تلامذته :

عبد الحكيم الذي لطالما كان في داخله الإنسانية والأخ والأب الصديق والمتميز بالمصداقية والوفاء والإخلاص بعمله والأستاذ السموح وأجمل ما فيه أن الابتسامة لا تفارق محياه وهذا ما سيتحدث به المنشد ساري الأغبري أحد تلاميذ الشهيد عبد الحكيم النور قائلا عبد الحكيم النور أستاذي وفارس إعلامي منذ قديم الزمان أنا معرفتي فيه من أيام برنامج الكيمراء الخفية إنسان يحمل في داخله الإنسانية أخ وأب وصديق كان له معيار بتعامل بمصداقية وبوفاء وإخلاص بعمله أستاذ سموح وجاد بعمله وأجمل ما فيه أن الابتسامة لا تفارق شفتاه أبدا وكان له طموح غير محدود ففي جعبته أفكار كثيرة كان يريد أن يخدم مجتمعه لكن بسبب الإعلام اليمني الفاشل لم يلبي أي طلب أو أي فكره لهذا العملاق عبد الحكيم النور بلادنا مقبرة للمواهب وخاصة أبناء تعز. 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي