الرئيسية > محليات > تعز المدينة المنكوبة بحمى الضنك

تعز المدينة المنكوبة بحمى الضنك

يمن فويس- أنس االقباطي :

تعد محافظة تعز واحدة من ثلاث محافظات تستوطن فيها حمى الضنك في الجمهورية.

وترتبط حمى الضنك التي استوطنت تعز بمشكلة المياه التي تعاني منها المدينة، حيث يلجأ السكان إلى حفظ المياه التي لا تزورهم إلا مرة واحدة في الشهر في أحسن الأحوال، في أواني غير محكمة الإغلاق، فضلا عن خزانات المياه التي تعاني من التسرب.

وتعد طرق حفظ المياه هذه، بيئة مناسبة لنمو البعوض الذي ينقل حمى الضنك، التي تفتك بحياة كثيرين من المصابين بها.

كما تعد الجهات الصحية في المحافظة مقصرة في مكافحة الوباء، حيث تغيب فرق الرش، التي يفترض أن تستنفر في موسم تكاثر البعوض، والتي لا تحرك ساكنا إلا من بعض الاجراءات القليلة حين يضج الناس بعد استفحال المرض.

في العام 2009م، اعترفت وزارة الصحة على لسان وزير الصحة آنذاك عبد الكريم بأن قرابة "800" حالة سجلت في المحافظة، بعد أن تقدم نواب من محافظة تعز باستدعاء لوزير الصحة إلى البرلمان، وطالبوا بإعلان تعز محافظة منكوبة بالضنك.

هذا العام عادت حمى الضنك إلى الواجهة، بعد حملة لناشطين شباب، إثر وفاة القيادي في الثورة الشبابية "عمار الكناني"، الذي غادر الحياة متأثرا بإصابته بحمى الضنك.

وأفادت تقارير صحفية أن حمى الضنك هذا العام وصلت إلى أرياف المحافظة، حيث تشير تقارير أن حالات إصابة سجلت في مديريات جبل حبشي ومقبنة وشرعب الرونة، بعد أن أنتشرت العام الفائت في المديريات الساحلية "موزع، باب المندب، الوازعية، المخا".

السلطات المحلية والجهات المهتمة بالصحة في المحافظة، لا زالت تغض الطرف عن مكافحة الوباء، الذي بات يهدد كثير من سكان المحافظة.

حملة شعبية يقودها شباب في مدينة تعز، تنشط هذه الأيام للفت نظر الجهات المعنية، بخطر حمى الضنك، الذي بات يجتاح المحافظة، ويهدد سكانيها.

السلطات المحلية في المحافظة بدأت بالتحرك لمواجهة الوباء، لكن تحركها يقتصر على مدينة تعز، فيما تبقى أرياف المحافظة المترامية الأطراف بعيدة عن اهتمام السلطات المحلية والجهات الصحية المعنية.

وفي الوقت الذي تشدد فيه الجهات الطبية أن علاج حمى الضنك وقائية أكثر منها علاجية، يبقى تسرب المياه من الخزنات وأدوات حفظ المياه المكشوفة، وإطارات السيارات المنتشرة في الأحياء والشوارع وسيارات الخردة، بيئة خصبة لتوالد البعوض المسبب للمرض، خاصة وأن موسمية انتشار المرض تصادف هطول الأمطار الموسمية التي تتساقط في محافظة تعز، المنكوبة بمرض اسمه "حمى الضنك".

ويبقى الرهان على الوعي المجتمعي ودور السلطات المحلية والجهات الصحية دون المستوى المطلوب.

وحمى الضنك مرض يشبه الانفلونزا، تنتقل عن طريق لدغ انثى بعوضة من جنس البعوض الذي يعرف بـ"الزاعجة"، ويقسم حمى الضنك إلى أربعة أنماط مصلية (DEN 1وDEN 2وDEN 3و DEN 4).

وتظهر أعراض المرض خلال فترة متوسطة تتراوح بين أربعة أيام إلى اسبوع، وليس لها علاج محدد، حيث تصيب الصفائح الدموية، وتعمل على اتلافها، وتؤدي مضاعفاتها إلى الوفاة.

ويمكن انقاذ المرضى المصابين بالوباء، عن طريق التشخيص المبكر والذي يحتاج إلى معامل وأجهزة حديثة ومستشفيات نموذجية تفتقر لها محافظة تعز والبلد عموما.

يمنات


الحجر الصحفي في زمن الحوثي