الرئيسية > محليات > خوض المعركة على خيل المؤتمر في حفلة الوداع.. صالح ينام واقفاً..!!

خوض المعركة على خيل المؤتمر في حفلة الوداع.. صالح ينام واقفاً..!!

يمن فويس - سلمان الحميدي :

 بدا صالح مجرداً من أدوات القوة وهو الرجل الذي تعنتر لمدة 33 سنة، فيما كانت وسائل الإعلام تُرهقُ مسامع اليمنين بخطبه قبل تجريده من لقب الرئيس.

في 3 سبتمبر 2012م كانت منصة 22 مايو الرياضية أشبه بخشبة مسرح يحوي مجموعة من المهرجين يؤدون دوراً هزلياً خرجوا فيه عن سيطرة المخرج ونص المؤلف، وهي مأساة تدعو للإشفاق على أداء دور الممثلين حين يكون المخرج والمؤلف والبطل واحداً!!

الواثق يرتجل خُطبه بجدارة، ويكون حديثه بتلك الطريقة دالاً على قوة صاحبه في نظر أصحابه. ومن تابع القناة الوحيدة التي نقلت حفل الذكرى رأى حركات رئيس الكتلة البرلمانية من تلقين علي صالح بعض الجُمل إلى التصفيق له.

 أراد علي صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- إيصال رسالةً لخصومه السياسيين وإظهار نفسه بمظهر القوي الذي استرد عافيته؛ لكنه لم يجد الوسيط المناسب لإيصال رسالته بعد انتشار رائحة التآمر على اللجان التي يرسلها واستهدافه لهم، هذه المرة لجأ صالح إلى ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي للظهور.

 اتسم الحفل بالفوضى بالرغم من محاولة وسائل إعلام صالح تصويره بضخامة الاحتفاء وحسن الترتيب، لدرجة أنها اَن حَنت عن مسار الحفل واتجهت صوب ما صَاحَبَ رحلة رئيس المؤتمر إلى الصالة الرياضية، لقد استعرضت بعض الوسائل الالكترونية خبراً يفسر الحالة السيكولوجية لعلي صالح.. لقد اخترق الجهة الشمالية لصنعاء ومر من شارع يقع تحت سيطرة الفرقة، فيما نفت الوسائل الأخرى التابعة لصالح أيضاً ذلك الخبر واستبدلته بمرور (الزعيم من منطقة الحصبة ليتوقف لمدة دقيقة زمن أمام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لقراءة الفاتحة على روحه).

تحدث صالح بحرقة بالغة تنم عن وضعه المتقهقر ولم تُضف ابتساماته عند الحديث أي دلالة من دلالات القوة ولا حتى أسلوب إلقائه النكت على طريقة الطفيليين.!

كانت وسائل الإعلام الرسمي (المرئي) ترفع درجات الضغط عند المواطنين وهي تستعرض ما قام به صالح خطوة خطوة، وكانت محطات التلفزة تنقل حتى حركة موكب السيارات مضافاً إليه مؤثرات الموسيقى وعملية تقطيع مونتاجية لأي لقطة تتصادم مع رغبات المُتسيد الأول لنشرات الأخبار (علي صالح).

قاطعت وسائل الإعلام الحكومية ذكرى التأسيس، ليس تشفياً بالمؤتمر وزعيمه كما ذهب البعض، ولكن استجابة لسلطة القانون الذي يتيح نقل المؤتمرات العامة للأحزاب، وليس ذكريات التأسيس.

 خيم اليُتم الإعلامي على احتفائية المؤتمر، ولأول مرة يفقد الرجل سلطة الإعلام، إذ لا يمكن تخيل مواطن بسيط وهو يبحث عن إذاعة FM التابعة ليحيى صالح ليستمع إلى كلمة ذكرى عفى عليها الزمن.

 ويعد حزب المؤتمر من أقدم الأحزاب اليمنية من حيث التأسيس، وبالمناسبة لا يزال صالح متمسكاً برئاسة الحزب منذ تاريخ تأسيسه.

 صالح أدار حزب المؤتمر بشكل غير منفصل عن إدارته لليمن، باعتماده المباشر على «إدارة الحزب بالأزمات» و»حيازة مركز الرئاسة بنتائج لا تخرج عن نطاقه الشخصي»، وبإسدال رداء التعتيم عن المعلومة المراد إيصالها، يتضح أن علي صالح قام بتزوير الانتخابات عند تأسيس المؤتمر الشعبي العام عام 1982م ليفوز برئاسة الحزب حينها بينما كان الفائز هو محمد حسن دماج- حسب ما نشره الأهالي نت في مارس الفائت عن أحد أعضاء المؤتمر الشعبي العام برفقة وثيقة ميلاد صالح التي ثبت تزويره لعيد ميلاده 15/7/1942م فيما الرجل يحتفل في الأعوام الأخيرة بـ 21 مارس!

خوض المعركة على خيل المؤتمر

 يظن صالح أنه يخوض معركة مع ند مُماثل، وهو ما يجعله ضحيةً لسوء ظنه، والأنكى أنه يخوض المعركة الوهمية على (خيل المؤتمر الشعبي العام)، وإن كان الطرف الآخر لا يعيره أي اهتمام.

 هناك حقيقة علمية فحواها أن الخيل ينام واقفاً، بل إن الدراسات الحديثة تؤكد أن الجهاز العضوي للخيل تمكنه من النوم وافقاً لمدة شهرين متتالين بفضل استرخائه على عضلات رجليه الخلفتين، وهو ما يُفسر تأهبه للكر والفر عند المعركة وقدرته على الوقوف لأيام كاملة عند الحرب والسلم.

وطبقاً لمعلومات الدراسة فإن عظام الخيل ستُعشعشُ فيها الهشاشة إن زادت أيام نومه واقفاً لأكثر من شهرين.

 إسقاطاً لتلك النتائج فإن خيل المؤتمر قد يكون مآله الاستغناء بعد الهشاشة، إذ أن صالح يخوض معركة وهمية على الخيل باسم رئاسة المؤتمر منذ تسلم عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم. وبعيداً عن راية الزعيم قد يجد المؤتمريون أنفسهم خارج الخارطة السياسية.

 مقارنة بالخطب التي كان يقولها علي صالح بدا هذه المرة مُنهك القوى وعليه لباس الإحباط الذي قد يؤدي به وبالحزب إلى أراذل الهزل.

 بارات مُهينة سياسياً لا تليق بأحد، وكأن الحزب أضحى مملوكات الصالح، «لن يبقى إلا المؤتمريين الحقيقيين أما الضعفاء فليرحلوا، فليرحلوا .. ومن يريد أن يرحل من المؤتمر فالمؤتمر ليس لديه بوابة واحدة، عنده أربع بوابات، ارحلوا منه، أخرجوا من على كاهله.. ابتزيتونا: الترقيات، المناصب، والسلاح، والفلوس، وما عملتوا شيء للبلد، خربتوا».

 أظهر الرجل مهارته في حفظ الأمثلة والقصص الظريفة، ليُثبت للعام أن وقته منذ 21 فبراير حتى الآن لم يذهب سدىً وأنه قد استفاد منه في أهم مراحل تحوله من الرجل السياسي الأول في البلد إلى رجل مُتخبط يضع قفازاً على يديه لكنه عاجز عن إلقاء لكمة سياسية لأيِ ممن يظنهم خصومه، ولولا لجوؤه لاستخدام أصبع السبابة على زناد القناصة من بعيد لكان قد انتهى سياسياً منذ زمن.

 استشهد صالح «نعم، خلاص: (من تزوج أمنا، كان عمنا)». عند حديثه عن الحكومات المُشكلة في عهده: «مجرد أن يرفعوا في سعر المشتقات النفطية ريالين إلى ثلاثة تقوم البلاد وتقعد.. هذا ظلم، المزارع يبكي، أنتم كذا، الديزل.. والآن أتى الرفع 100% خلاص تحملوا، علينا الطاعة والامتثال».

 أخيرا.. صالح يعترف

 كما تضمنت الخطبة اعتراف رئيس المؤتمر بتراكمات حصلت عند الناس أدت إلى نفاد صبر الشعب ضد صالح وإن كان ذلك ضمنياً فكما قال ناصحاً الحكومة: شعب صبور، والصبر له حدود، ستحصل تراكمات، مثلما حصلت تراكمات لدى الناس، وبعدها انفجار ما أحد يقدر يرقع..أحسن وانتو عاد انتو بالفساح البراح، عالجوا المواضيع بحكمة وبدراية ومسئولية..

 وتأكيداً على استفادته من وقت الفراغ الذي يمر به أكد صالح بأنه يحفظ خطبة الجمعة لكنه لا يجرؤ (كم أنا اكتشفت هذه الفترة اكتشفت الكذب. شيء مذهل من ناس كان يقول «الله أكبر» للمغرب وإحنا مخزنين وقاموا يدعو للصلاة) قلت ما شاء الله هؤلاء مؤمنين، واتضح لي خلال الأزمة كذبهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ومواقع الإنترنت، كذب ما قد شفته، إلى وين.. فقصتهم مثل قصة واحد يتقطع في الطريق وينهب المسافرين شاف واحد جمال معه بضاعة على ظهر الجمل، فقام أذن وكبر وصلى، فكان الأول بيروح طريق آمنة، وقال بيقولوا هذه الطريق غير آمنة والرجل بيصلي وغير طريقه من عنده فمسكه ونهبه.. فقله: كيف تمسكني وانت مصلي، قال صليت لأجل تقرب (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتذكرون) أنا حافظ خطبة الجمعة لكن لا أجرؤ.

نقلا - عن الأهالي نت


الحجر الصحفي في زمن الحوثي