الرئيسية > دنيا فويس > الغذاء قبل الدواء

الغذاء قبل الدواء

إعداد - نور الجبل / صنعاء :

لقد تنادى الفلاسفة المعاصرون بضرورة إيقاف الطب عند حده وألا يتدخل في حياة البشر ويفقدهم القدرة على علاج أنفسهم ويجعلهم يلجأون إلى الدواء في كل صغيرة وكبيرة فالغذاء الجيد والمتوازن وعدم اللجوء إلى الأدوية من غير داعية أو حاجة يقي الجسم من الأمراض.

ومن هؤلاء الفلاسفة (إيفان إيلتش) في كتابه ((لعنة الطب)) حيث قال : إن معظم البشر يتعاطى دواء كل أربعة وعشرين ساعة وأن 20 % من المرضى يعتلون بسبب تناول الأدوية كيفما اتفق ، وإن بعض العمليات الجراحية لها من الأضرار أكثر من الفوائد وإن عمليات زرع القلوب ليست سوى عمليات ترقيع.

إن كثير من الأمراض يسببها المجتمع فالناس الآن غير قادرين على علاج مشاكلهم الصغيرة بأنفسهم ويهرعون للدواء في كل صغيرة وكبيرة حتى فقد الناس قدرتهم على التصرف في صحتهم معتمدين على أن هناك طبيباً سيعالجهم ودواءً ناجحاً سيشفيهم.

 يقول علماء الطب الطبيعي : إن الله خلق قوة في الإنسان اسمها القوة الحيوية متعها بخاصية مقاومة الأمراض وإرجاع الأعضاء التي تصاب إلى حالتها الطبيعية فما على الإنسان إلا مساعدة تلك القوة الحيوية في فعلها بإتباع الحمية في الأكل والتعرض للشمس والهواء الطلق والإغتسال بالماء البارد.

فإذا أصابك جرح في إصبعك مثلاً فراقبه ترى أنه يندمل و يلتئم شيئاً فشيئاً مهما كان غائراً وبدون علاج وما ذلك إلا أثراً من آثار القوة الحيوية التي خلقها الله في الجسد لترد عنه الأمراض.

كذلك لو أصاب أحد أعضائنا الداخلة مرض بسوء سلوكنا تتولاه تلك القوة الحيوية فلا تزال به حتى ترجعه إلى أصله بدون علاج فما علينا سوى مساعدة تلك القوة بإتباع قانون الصحة فلا يمضي زمن حتى ترجع لذلك العضو المصاب حالته الصحية ولكن إذا كان الإنسان من أهل الترف والدلال وكان ممن يعتقد بالعلاجات وعمد إلى الأطباء فوصفوا له أنواع العلاجات فقد أساء إلى نفسه كل الإساءة بمعاكسة القوة الحيوية فيه ومرضت أعضاء أخرى من سموم تلك الأدوية فإن شفى من مرضه تولته أمراض أخرى وصار بدنه بما تشبع به من السموم عرضه لكل فساد وهي الحالة التي ترى عليها المغرمين بتناول العقاقير.

هذا قول الأطباء الطبيعيين وقد وافقهم على ذلك كبار أساتذة الطب الرسمي وقد جمع الأستاذ (بلز) وهو أحد الأطباء الطبيعيين طائفة من أقوالهم حيث يقول:

  (( لقد نوهنا غير مرة عن مضار العقاقير في معالجة المرضى ولكن أحكامنا هذه ربما ظهرت بعيدة عن الحقيقة أو مغالى فيها حتى إن حضرات الأطباء يضحكون منها فلأجل إعطاء دعوانا شيئاً من الرجاحة ننقل آراء أشهر الأطباء ومنهم الدكتور ((غرانيشتاين)) وهو من أقطاب الطب الرسمي في ألمانيا حيث يقول : الضعف في درجاته وأشكاله التي لا تحصى ليس هو على وجه عام إلا نتيجة العلاج بالعقاقير سواء أكانت جيدة أم رديئة العلاجات إن استعملت كما ينبغي تغلبت على المرض الأصلي ولكنها تترك دائماً في الجسم بقايا تظهر آجلاً أو عاجلاً وتكون نتائجها غير قابلة للشفاء وعليه فللناس الحق في تسمية هذا النوع من الضعف بالضعف العلاجي وأضاف: من عهد ما جادت علينا الكيمياء بالمركبات المختلفة للزئبق والأنتموان وقشر الكنكينا وحمض البروسيك والرصاص والزرنيخ والكبريت... إلخ ومن عهد السماح بتعاطيها وبنوع من الجرأة المتناهية باعتبارها علاجات قوية التأثير ضد الآلام التي كانت مجهولة في العصور السابقة من ذلك العهد انتشر الضعف بحالة يؤسف عليها وانتقل من الآباء إلى الأولاد)).

أما الدكتور /كيسر فيقول : إن الحكمة القائلة بأن الدواء قد يكون شراً من الداء هي صحيحة في كثير من الأحوال إن عدداً كبيراً من الأمراض تشفى بقوى الطبيعة وحدها وأما في الأمراض كافة فالشيء الوحيد الذي على الطبيب عمله ويستطيعه هو حصر وإبعاد المؤثرات القاتلة عن المريض وإبطال الحركة غير الطبيعية لبعض أجهزته وأعضائه فإن فعل أكثر من هذا ليرضي المريض المحب للدواء ويحقق نظريته الوسواسية وشهوته النفسية فقد أضره كل الضرر على هذه الطريقة كثيراً ما يوّلد الأطباء الأمراض الصناعية ويمكن القول بأنه في كثير من الأمراض التي يعالجها الأطباء عدد كبير من الأمراض المزمنة منها سببه الأطباء أنفسهم وفي الحالة الحاضرة للطب العملي يجب أن نجعل المريض بمعزل عن كل دواء كما يعزل عن سم قاتل هذا ما يشهد عليه تاريخ الطب فإن كل نظرية طبية خاصة استدعت عدداً من الضحايا البشرية لم يتوصل إلى الفتك بمثلها أنكأ الأوبئة ولا أطول الحروب.

أما الدكتور/ ستفس استاذ الكلية الطبية بنيويورك فيقول : كلما تقدم سن الأطباء قل اعتقادهم في تأثير الأدوية وزادت ثقتهم في قوى الطبيعة فرغم كل المخترعات الحديثة التي أحيطت بالتهليل فإن المرضى لا يزالون يشكون الأمراض كما كانت حالتهم قبل أربعين عاماً.

ويقول الدكتور/ سميث عن ذلك: كل العلاجات التي تدخل في الدورة الدموية تسمم الدم بنفس الطريقة التي تسممه بها السموم الجالبة للأمراض فالأدوية لا تشفي أي مرض كان بل الذي يشفيها هي الخاصة الطبيعية ليس إلا ثم أضاف إن الديجتال قد قتل ألوفاً من الناس وحمض البروسيك الذي كان مستعملاً بكثرة في أوروبا وأمريكا ضد السل الرئوي وقد عالجوا به ألوفاً من المرضى فلم يشف منهم واحداً بل إنه قتل مئات منهم.

ويقول الدكتور/ جلنش: عدد من الناس يموتون سنوياً من نتائج المعالجات بالعقاقير وقسم كبير منهم يصيبه ضعف يجعل حياته في خطر هذه هي الحقيقة المجردة ولكن يجب أن أقولها رحمة بالإنسانية المعذبة.

وأما الدكتور/ جليمان فيقول : كثيراً من الأمراض المزمنة لم تنشأ للبالغين إلا من معالجة أمراض بسيطة أصابتهم وهم أطفال فمعالجة الرضيع بالأفيون لا نتيجة له إلا الموت ونقطة واحدة من الاودانوم تهدم حياة طفل غالباً والمعالجة بالزئبق الحلو وقطع الحلق بلطف على حد سواء.

ويقول أيضاً الدكتور/ كارزون : الماء أحسن المعرقات المعروفة إلى اليوم إن استاذي كان يعطي مرضاه ماءً ملوناً بدل الدواء وكان مرضاه ينالون الشفاء قبل سواهم.

وأما الدكتور/ جدم جود فيقول : إن تأثير العلاجات على أجسامنا في غاية الإبهام وأما الذي نتحققه من فعلها فهو أنها قتلت من الناس أكثر مما قتلته الحرب والطاعون والمجاعة مجتمعات.

والدكتور / جونسون صاحب المجلة الطبية يقول : إن عقيدتي المؤسسة على تجارب عديدة وتأملات طويلة هي أن الدنيا كان فيها أمراض ووفيات أقل مما هي عليه الآن لو كنا لا نملك علاجات.

وعن نفس الموضوع يتحدث الدكتور/ كروجر هانسين قائلاً : كل الصنائع والحرف قد تقدمت مع الزمن ولم تبق صناعة في حالة نقص مثل صناعة الطب ذلك لأن أساتذتها وتلاميذهم لم يلحظوا القوة الحيوية ولم يقدروها قدرها في الإنسان ولم يدعوا تجارتهم المحزنة تعلمهم إياها – إن عدد الوفيات يزيد على نسبة زيادة عدد الأطباء وذلك لأنه يوجد أطباء أكثر ويموت الناس أكثر.

وأما الدكتور/ برك فيقول : قال أبقراط منذ ألفي عام: إن الطبيعة هي التي تشفي المريض فويل للجسد الذي يمر عليه الطبيب بعلاجه هناك تحدث قلة الشهية وشحوب اللون والنحول الذي لا يعالج.

ويقول السير / استلي كوبر الأستاذ بمستشفى (دوجي): أنا أقول أن المعالجة الحالية للمرضى رديئة لأنها تهدم صحتهم هدماً لا يرجى إصلاحه.

ويقول أيضاً الدكتور/ ستند : إنهم يعتبرون المعدة كمكتب بريد عليها أن توصل كل ما يلقى فيها من حبات وسفوف إلخ إلى المرسل إليهم ولكنها لا تؤدي وظيفتها كما يطلب منها إلا نادراً يمنعها تزاحم تلك المواد فيها.

اما الدكتور/ كوبرت فيقول في كتابه ( التسمم ) الذي نشره عام 1893م : أنا أقصد من كلمة التسمم الطبي تلك التسممات التي نحن السبب فيها معشر الأطباء فإن عدد حوادثها كبير ونحن مجبرون على الإعتراف بأن عدد الذين نقتلهم نحن معشر الأطباء بالعلاجات السيئة التدبير أو غير الموافقة لحالة المرضى كبيراً جداً.

وأخيراً يقول الدكتور/ سترام: إن تدبير الغذاء هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الطب فهو الدعامة التي لا يجوز محاولة الشفاء من غير طريقها لأن التغذية هي التي تبنى الأعضاء وهنالك كثير من الأمراض لا تشفى لعدم مراعاة حمية مناسبة لها.

هذا بعض ما نقله الأستاذ (بلز) عن كبار أقطاب الطب الرسمي وواجب الطب في نظري ينحصر في تشخيص الأدواء وتدبير غذاء المرضى وتعويدهم على الثقة بالقوى الطبيعية وتمرينهم على أداء الرياضات الواجبة أما إكتفاؤهم من المعالجة بكتابة الوصفات بعد ما ظهر للعيان مبلغ فتك الجواهر العلاجية بالناس فأمر لا يتفق مع المروءة بل ولا مع الإنسانية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي