الرئيسية > محليات > رغم أنها تدور حول بلادهم .. الممثلون اليمنيون منوعون من تمثيل الأفلام

رغم أنها تدور حول بلادهم .. الممثلون اليمنيون منوعون من تمثيل الأفلام

يمن فويس – صقرالصنيدي :

قبل ما يزيد عن سبعين عاماً وصل أول فريق تلفزيون إلى ميناء الحديدة، وكان في استقبالهم الجهل والخوف جهل في الأدوات التي يحملونها وخوف من كل ما هو أجنبي.

وقد كان المخرج الروسي/ ديمتري، شديد الذكاء حين وضع مجموعة كبيرة من الهدايا بين يدي إمام الحديدة حتى يحصل منه على إذن بالتصوير، ومن وجهة نظر المخرج كل الأشياء جدير بالالتقاط والتوثيق في البلد المجهول والغامض "أرض السعيدة".

لم يشاهد اليمنيون ذلك الفيلم الوثائقي إلا مؤخراً على قناة روسيا اليوم، وظهر فيه كثير من البؤس، ولكنه بجميع دقائقه التسعين، يوثق بجوة اليمنيين وفي أرضهم على العكس من الأفلام الأخرى التي تلته حتى اليوم، فقد غاب اليمني وحضرت أرضه فقط، بمعنى أن الأفلام التي دارت حول اليمن، والذي مثل بطولتها ليسوا يمنيين وكانوا مجرد متفرجين لا دور لهم.

عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر جاءت مصر بكل وهجها لمساندتنا، ووصل عدد من فنانيها لصناعة فيلم سُمي "الخروج إلى النور" وإن كانت كل الأحداث تدور حول اليمن وثورته، إلا أن اليمنيين لم يظهروا في أي مشهد، وقام نجوم مصر بالتمثيل نيابة عنهم، وجعل ذلك الفيلم ملحمة من الضحك بالنسبة لمن يعرف تفاصيل وملامح سكان هذه الأرض.

ويمكن قبول ما حدث يومها: نظراً لعدم وجود فنان يمني يقوم بأي دور مع سهولة قيام أي شخص عادي بدور الإمام نفسه، ما دام وأن هناك نصاً مكتوباً.

ومع التوسع في مجالات الحياة عرف اليمنيون أجهزة الاستقبال التلفزيوني، واحتاجوا إلى إنتاج درامي.. خلفت لهم وجوها جديدة في التمثيل وأتقنت أدوارها بثقة، وإن ظلت محلية خالصة، إلا إن عدم الثقة في وجوهنا رافدنا بقوة، فحين جاء المخرج البريطاني اليمني الأصل بدر بن حرسي، لإنتاج فيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة" أسند دور البطولة إلى ممثلة لبنانية مغمورة "دانيا حمود"، واحتاجت إلى شهر كي تتقن بعض كلمات اللهجة الصنعانية، ورافقها شاب اختاره المخرج من خلال البحث في الشوارع، وليس في مراكز الإنتاج التلفزيوني، وقال الحرسي: إنه لم يفلح مع مساعدته البريطانية في العثور على فتاة يمنية تقوم بدور البطولة ما أضطره للذهاب إلى بيروت وأنتقى لبنانية تقترب ملامحها من اليمنيات، وقد تم تدريبها على اللهجة وارتداء الطرحة الصنعانية، وتعامل معها من شاهدوا الفيلم فيما بعد بوصفها يمنية.. أحرم خوف الحرسي من تردد فنانة يمنية من أداء دورها بجراءة من فرصة البزوغ في عمل نال العديد من الجوائز الدولية المعروفة.

مسلسل سيف بن ذي يزن

ليس الأمر مقتصراً على عدم ثقة الخارج بأدائنا، بل هناك زعزعة داخلية فيوم صدر قرار سياسي بعمل مسلسل عن سيف بن ذي يزن لم يجد القائمون على العمل "طاقم من تلفزيون اليمن" حرجاً في السفر إلى سوريا لاختيار "وجوه" سورية تمثل دور البطل اليمني/ سيف بن ذي يزن، وشخصيات العمل الأخرى، ووقع الاختيار على أسعد فضة.

الغريب أن هدف صرف مليون دولار هو إثبات يمنية ذي يزن، وليس أفضل من أن يقوم سوري بذلك، حتى والدة سيف كانت ممثلة سورية، وظهر القليل من الممثلين اليمنيين باستحياء في مشاهد قليلة، وتم التصوير في دمشق وربما هناك عشرة فقط إلى جانبي يتذكرون هذا العمل الهش والمسيء إلى تاريخ ذي يزن وتاريخ اليمن كلها، كما سُلم السيناريو إلى مؤلف سوري ليعيد بناءه لكنه هدمه.. بالفعل لقد رأينا أثر الخراب على إحدى شاشات رمضان منذ ثمانية أعوام تقريباً.

قواعد الاشتباك

في الفيلم الأمريكي "قواعد الأشتباك" الذي تدور أحداثه حول كراهية اليمنيين لأميركا لم يُسمح لأي يمني أن يدخل إلى المشاهد، وتم الاكتفاء بممثلين أمريكان وعرب، وهرباً من الإحراجات صورت جميع المشاهد في المغرب، على الرغم ن عدم وجود أي شبه بين البلدين، ويبدو الأمر مضحكاً حين يُقتل أحد اليمنيين وتبدأ عائلته بالبكاء عليه والنساء "تولول" بكلمة "يا لهوي يا خرابي" وهو ما أخرجني تماماً من أجواء المتابعة.

وحالياً تشهد صالات العرض الغربية فيلم "صيد السلمون في اليمن"، وبالتأكيد لم يتمكن أي وجه يمني من الظهور، وقام بدور التاجر اليمني الفنان المصري "عمرو واكد" وبقينا نحن مجرد مشاهدين سلبيين لا يُقبل وجودنا كشخصيات في أفلام تدور أحداثها عنا فهل سيلزمنا هذا الموال طوال الرحلة أم إن شيئاً سيتغير ليرَ العالم أن اليمن فيها بشرٌ أيضاً يمكنهم المحاولة والنجاح.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي